سوزان رايس: بن سلمان لم يعد شريكا موثوقا به

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3282
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
 نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لـ"سوزان رايس"، مستشارة الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، قالت فيه إن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لا يمكن أن يكون شريكا موثوقا به للولايات المتحدة بعد الآن.
وقالت "رايس" إن الأزمة في العلاقات السعودية الأمريكية، التي كشفها القتل الوقح للصحفي السعودي المعارض "جمال خاشقجي"، تثير سؤالا حرجا تريد إدارة "ترامب" تجنبه بوضوح، ألا وهو: هل يمكن للولايات المتحدة أن تتعاون مع ولي العهد "محمد بن سلمان" مرة أخرى؟
حيث تؤكد إدانة الأمير الشاب "شبه المؤكدة" في مقتل "خاشقجي" على تهوره الشديد وقسوته، وذلك يجعله شريكا خطيرا وغير موثوق به للولايات المتحدة.
ووفقا لـ"رايس" فإنه لا ينبغي لأي مراقب ذكي أن يفاجأ باكتشاف أن ولي العهد السعودي قادر على القيام بمثل هذا العمل.
نعم، قد نشعر بالصدمة حيال كيف كان مقتل "خاشقجي" شنيعا، ومدى الأكاذيب الكثيرة التي قالها السعوديون، خاصة بعد أن انخدع العديد من الأمريكيين، من وادي السليكون إلى الصفحات التحريرية في الصحف الرئيسية، بوعود ولي العهد بالإصلاح والتسويق الذي لا هوادة فيه لقيادته الحكيمة.
ولكن بالنسبة لهؤلاء المتمعنين في الأمر، فقد كشف "بن سلمان" بالفعل عن شخصيته الحقيقية عبر العديد من التصرفات المندفعة والوحشية.
ومن وجهة نظر "رايس" فإن أكثر أعمال "بن سلمان" دموية هي الحرب في اليمن، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من المدنيين والأطفال، بسبب رفض السعودية صراحة استخدام أساليب استهداف مسؤولة.
وكانت هذه الحرب مسؤولية "بن سلمان" من البداية.
ويتحمل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن المسؤولية المباشرة، إلى جانب المتمردين الحوثيين وإيران، عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بينما تواصل الولايات المتحدة بلا خجل تقديم الدعم للحرب الدامية.
وعلى الرغم من أن إدارة "أوباما" بادرت إلى دعم التحالف للمساعدة في الدفاع عن الأراضي السعودية من عمليات التوغل الحوثي، لكنها تحركت في النهاية لتقليص مبيعات الأسلحة، عندما توسعت أهداف الحرب خارج القيود التي حاولنا فرضها.
وتنوه "رايس" إلى أفعال ولي العهد في الداخل السعودي، حيث سجن ناشطي المجتمع المدني، واعتقل لعدة أشهر مئات من أفراد العائلة المالكة وغيرهم من الأشخاص ذوي النفوذ في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض، وطالبهم بتسليم مبالغ ضخمة من الأموال والأصول الثمينة مقابل الإفراج عنهم.
بخلاف إطاحته بمنافسيه وأقاربه، بما في ذلك ولي العهد السابق "محمد بن نايف".
وكما تظهر قضية "خاشقجي"، فقد قام بتطهير شامل للمعارضين السعوديين أينما كانوا.
كما قام "بن سلمان" بخطف رئيس الوزراء اللبناني، ونفى ذلك، وفرض حصارا شاملا على دولة قطر المجاورة، وهي شريك أمريكي مهم آخر، وسعى إلى دفع الولايات المتحدة إلى الصراع مع إيران.
وأفسد العلاقات مع كندا بعد أن انزعج من تغريدة لوزيرة الخارجية الكندية تنتقد فيها السجل الحقوقي للمملكة، ما أدى لفرار 7 آلاف طالب سعودي من الجامعات الكندية.
ووفقا لمستشارة الأمن القومي السابقة، فإنه مع هذا السجل من الأفعال المجنونة، فلم يعد من الممكن اعتبار "بن سلمان" شريكا موثوقا أو عقلانيا للولايات المتحدة.
وإذا فشلت واشنطن في معاقبته مباشرة، واستهدفت من حوله فقط، فإن ولي العهد سوف يتجرأ أكثر على اتخاذ إجراءات متطرفة.
أما إذا تمت معقابته شخصيا، فمن المرجح أن يتصرف بشكل أقل مسؤولية لإثبات استقلاليته وللانتقام من شركائه الغربيين السابقين.
وفي كلتا الحالتين، يجب على إدارة "ترامب" أن تفترض أن "بن سلمان" سيستمر في قيادة بلاده والعلاقات الثنائية مع واشنطن إلى الهاوية.
ونقول "رايس" إن الملك "سلمان" يبدو غير راغب، أو غير قادر، على كبح جماح ابنه المارق، ومع غياب المعارضين والمنافسين، لا يوجد بديل في الانتظار قد يوفر للمملكة العربية السعودية قيادة تتسم بالرصانة والمسؤولية.
وفي غياب تغيير في القمة، ترى "رايس" أن على الجميع أن يستعدوا لمستقبل تكون فيه المملكة أقل استقرارا، وأكثر صعوبة في الحكم.
وفي هذا السيناريو، ستكون المخاطر المحتملة على الأمن الأمريكي والمصالح الاقتصادية خطيرة.
وقد كانت الولايات المتحدة مخطئة في الدعم غير المشروط لـ"بن سلمان"، لكنها سنكون أكثر حماقة إذا واصلت القيام بذلك.
وبالنظر إلى المستقبل، ترى "رايس" أنه يجب على واشنطن أن تعمل على تخفيف المخاطر التي تهدد مصالحها، فلا ينبغي عليها أن تمزق علاقاتنا المهمة بالمملكة، لكن يجب أن توضح أنه لا يمكن أن يكون العمل كالمعتاد طالما بقي "بن سلمان" يمارس سلطة غير محدودة.
ويجب أن تكون سياسة الولايات المتحدة، بالاشتراك مع حلفائها، هي بتهميش ولي العهد من أجل زيادة الضغط على العائلة المالكة لإيجاد بديل ثابت.
وينبغي أن تبدأ واشنطن بالضغط لإجراء تحقيق دولي محايد في مقتل "خاشقجي" مع التأكيد أن واشنطن تعتقد أن القتل لم يكن ليحدث بدون ضوء أخضر من "بن سلمان"، أو على الأرجح، أمر مباشر منه، وفقا لـ"رايس".
ودعت مستشارة الأمن القومي في عهد "أوباما" إلى إنهاء جميع أشكال الدعم العسكري لحملة اليمن المضللة، والضغط على السعوديين للتوصل إلى تسوية تفاوضية وتعليق جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة، وإجراء مراجعة دقيقة وشاملة لأي شحنات مستقبلية بالتشاور الوثيق مع الكونغرس، لتعزيز مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.
وأخيرا، دعت "رايس" بلادها إلى التوقف عن الاتباع الأعمى لـ"بن سلمان"، ومراجعة علاقة "غاريد كوشنر" مع ولي العهد السعودي، وتعيين سفير أمريكي في المملكة للتواصل مع مجموعة أوسع من كبار المسؤولين السعوديين.
وطالبت "رايس" الرئيس "ترامب" بالتوقف عن افتتانه بالأمير الشاب، وإعادة تقويم السياسة الأمريكية بحيث تخدم مصالح البلاد، وليس مصالحه الشخصية، أو مصالح ولي العهد.

المصدر | سوزان رايس - نيويورك تايمز