قُتل خاشقجي.. بالمال خرجت المملكة من عنق الزجاجة بسلاسة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1986
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الدكتور محمد بكر
 وأخيرًا أقرت المملكة ونطقت ” كفراً” بأن الصحفي جمال خاشقجي قد قُتل في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول بعد ماأسمته شجاراً بين عدة أشخاص داخل القنصلية، وكل الغضب الأميركي حيال عقوبات محتملة في حال ثبوت ضلوع المملكة في عملية القتل قد تبخر وبات البيت الأبيض يتحدث عن عقوبات تستهدف أشخاصًا وليس المملكة وأن مايك بومبيو لم يتسلم أي تسجيلات صوتية بحسب تغريدة لترامب على تويتر، وكل المقاطعة الأوروبية لمؤتمر الاستثمار في الرياض كانت جعجعة من غير طحين، حتى الاعلام التركي وبحسب ماأعلنه لجهة أن الرواية السعودية لاتتطابق مع ماسرب عما توصل إليه فريق التحقيق التركي لن يسمن ولن يغن من جوع، فالرئيس التركي هاتف العاهل السعودي وأكد الجانبان على مواصلة التعاون لاستكمال التحقيقات، هذا التعاون الذي سيكون شكله ومضمونه بماتفصله اليد السعودية، ولعل جملة القرارات التي اصدرها العاهل السعودي بإعفاء عدد من المسؤولين السعوديين، وتشكيل لجنة برئاسة محمد بن سلمان لاعادة هيكلة الاستخبارات السعودية يؤكد ذلك السيناريو ويمهد لخروج ولي العهد بسلاسة من عنق الزجاجة.
لم يكن مستغرباً على الإطلاق شكل الإخراج الحاصل لقضية جمال خاشقجي، فكثيرة هي المحطات التي ظهرت فيها المملكة متجاوزة لكل الأعراف الدولية وتورطها في دعم جماعات مسلحة مصنفة إرهابية على القائمة الدولية، وتورطها في حرب اليمن قصفت فيها البشر والحجر ومجالس العزاء ولم تتفوه المجالس الدولية والأمم المتحدة ولم تنبس ببنت شفة لجهة إدانة المملكة، إذ كان للمال السياسي يده الطولى في إغلاق كل منافذ الإدانة والإشارة للجرائم بالبنان.
إن قتل الصحافي جمال خاشقجي بهذه الطريقة يتجاوز باعتقادنا قضية إسكات صوت يزعج المملكة، ربما يملك الرجل جملة من المعلومات والوثائق التي تحشر المملكة، ولاسيما بعد الحديث عن نية المغدور إقامة جيش إلكتروني بالتعاون مع شخصيات سعودية معارضة، لذا تأتي العملية في إطار جملة من الإجراءات التي اتخذتها المملكة خلال الفترة الماضية لإعادة هيكلة البيت الداخلي السعودي وتمكين عرش محمد بن سلمان على قاعدة قص أجنحة الخطر الداهم.
مجدداً تظهر” عورة” الأمم المتحدة وكل المنظمات ذات الصلة لجهة شرعية وجودها والهدف الجوهري من تشكيلها، وقاعدة عملها هي العجز وقلة الحيلة، لطالما كانت تابعة للأقوى وكل أدائها هو بحسب مايُملى عليها ومايطلب منها.
لن يكون محمد بن سلمان خطراً على مستقبله بحسب مانشرته وكالة بلومبيرغ فالمال السعودي كان كفيلاً بلفلفة القضية، ووحده ترامب يعرف كم كان الثمن وكم بلغت الفاتورة.
*كاتب صحفي فلسطيني
روستوك – المانيا