لماذا تأجلت القمة الخليجية الأمريكية؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2601
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أ.د. علي الهيل
 السخرية المنتشرة هي ليتسنى لإدارة الرئيس (دونالد) ترامب) نهب المزيد من مليارات البترودولار العربية الخليجية و تجفيف منابع سيولتها. أليس في الخليج العربي إمرأة أو رجل رشيد يقول لهذا المصاص الشره ( الذي يحب المال حباًّ جمّأ و يأكل التراث أكلاً لمّا) يكفي و كُفّ يدك عن ثرواتنا؟
لكنْ، خارج هذه السخرية، يبدو في الظاهر على الأقل، أن إدارة (ترامب) التي تفوح منها روائح الفضائح السياسية و المالية و الجنسية؛ غير مستعدة للملف الخليجي الذي تراه على ما يبدو غير ذي أهمية مقارنة بالملفات المعقدة و الإشكاليات الأخرى. على صحن إدارة الرئيس (ترامب) وزير الخارجية الجديد (مايكل بامبيو) الذي يريده الرئيس (ترامب) خلفاً للوزير ذي الكاريزما الواضحة و الخط المستقل عن (وشوشات) البيت الأبيض (ريكس تيليرسون.) العقبة التي تواجه الرئيس (ترامب) أن مجلس الشيوخ لم يبتًّ بعدُ في تعيين (بامبيو.) يقال إن (بامبيو) مزكىً من إحدى دول الخليج العربي نتيجة تأثير سفير تلك الدولة على صناعة القرار الأمريكي لارتباطه باللوبي ” الإسرائيلي”.
على صحن الرئيس الأمريكي إضافة إلى ذلك حرب طرد الدبلوماسيين المتبادلة بين أمريكا و روسيا من جانب و بين حلفاء أمريكا الأوروبيين من جانب آخر. في هذا الصدد يقال أيضاً إن ثمة تفاهماً بين إدارة الرئيس (ترامب) و إدارة (فلاديمير بوتين.) الأولى تريد أن تظهر تضامنها مع بريطانيا و سائر أوروبا حول اتهام روسيا بمحاولة اغتيال الجاسوس الروسي و ابنته في بريطانيا. بينما الثانية تريد أن تمثّل أن إدارة (ترامب) ليست منحازة لها بسبب اتهام روسيا باللعب في الإنتخابات التي أتت بالرئيس (ترامب) على رأس الحكم في واشنطن.
من أسباب تأجيل القمة الخليجية الأمريكية الظاهرية أيضاً حرب إل Tariffs المتبادلة بين أمريكا و الصين أو الغرامات التي تضعها كل دولة على صادرات الدولة الأخرى التي بدأها الرئيس (ترامب) و يبدو أنه تورط فيها و فشل في ابتزاز الصين. الصين ليست الخليج العربي. الصين اليوم ندٌّ لأمريكا.
إذن في المحصلة النهائية، أمريكا ستبقي الجرح الخليجي مفتوحاً الذي فتحته هي أصلاً إلى أن تُتخم إدارة الرئيس (ترامب) و لن تعالجه إلا إذا فرغت من الملفات التي تراها أهم من الملف الخليجي لأنه كما يبدو يتدلى من تحت إبطها.
أستاذ جامعي و كاتب قطري