كيف ترى السعودية المعارضة؟
أحمد فؤاد حمزة
يتكلّم في الآونة الأخيرة الكثير من السياسيين والمُحلّلين عن ظهور رضا بهلوي نجل شاه إيران السابق الذي أثار الكثير من التساؤلات عن سبب ظهوره تحت المظلّة السعودية.
السعودية هي التي تضغط على المعارضة وتترأسها لتمرير بعض الأجندات والتأثير على الشعوب والحكومات لما يخدم مصالحها فقط
يتكلّم في الآونة الأخيرة الكثير من السياسيين والمُحلّلين عن ظهور رضا بهلوي نجل شاه إيران السابق الذي أثار الكثير من التساؤلات عن سبب ظهوره تحت المظلّة السعودية.
كمثل هذا اللقاء الذي يُصّنف تحت الدعم الإعلامي السعودي للمعارضة الإيرانية، قامت السعودية بالكثير من الدعم الإعلامي وغيره للمعارضين الإيرانيين. عندما ندقّق في أسلوب السعودية لدعم المعارضة يمكن أن نستدلّ بحضور رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق الامير تركي الفيصل في المؤتمر السنوي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وهذا الحضور أثار الانتباه للدعم الضخم السعودي المالي لهذه المنظمة بواسطة الأمير تركي الفيصل، ولم تتوقّف السعودية بدعم المعارضات على الصعيد المالي والإعلامي بل ذهبت لعقد تحالفات وعهود مع الأطراف المعارضة، وقد رأينا هذا الأمر في مقابلة رضا بهلوي مع جريدة سعودية يُصرّح بقوله " وهذا تعهّد مني إذا تغيّرت الحال في إيران بأن نمدّ أيادي الصلح والصداقة للجيران العرب وعلى رأسهم السعودية ".
وهذا الكلام ينمّ عن الاتفاقات التي حصلت بين الطرفين، عندما نتعمّق أكثر في هذه العلاقة بين السعودية والمعارضات التي تدعمها نستقرىء رأيين، الرأي الأول هو أن السعودية هي التي تضغط على المعارضة وتترأسها لتمرير بعض الأجندات والتأثير على الشعوب والحكومات لما يخدم مصالحها فقط، والرأي الثاني يقول إن المعارضة واعية وفطنة للمعطيات الموجودة على الأرض وتعرف أن مصيرها هو الفشل، لكنها تستغل السعودية مادياً وإعلامياً لأجل مصالح أفراد داخل المعارضة وتعتبرها كالبقرة الحلوب، ويرى المتابع للشأن السعودي المعارضة بمعنى آخر، فالنظام السعودي الذي يدعم المعارضات التي تدعّي أنها تسعى للحرية والديمقراطية والمساواة، تقمع المعارضة السعودية التي تسعى للحرية والديمقراطية و المساواة في داخل المملكة، وكما سمعنا جميعاً عن أسماء كثيرة للمعارضة السعودية كسعد الفقيه ومحمّد المسعري وهم يقيمون في الخارج ولا يستطيعون الرجوع إلى بلدهم السعودية لأنهم معارضون للظلم وعدم المساواة واحتكار العائلة الحاكِمة لكل ثروات البلاد كما يدّعون.
عندما يبحث القارىء الكريم عن المعارضة السعودية أول ما يجده أو يسمعه هو عن مسلسل بعنوان القمع المُمنهج الدموي لمن يعارض النظام السعودي إن كان داخل السعودية أو خارجها، وأكبر دليل على القمع للمعارضة في السعودية هو الأمراء الثلاثة المخطوفون الذين نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تفاصيل عن اختطافهم ، وكشفت قناة بي بي سي العربية في فيلمها الوثائقي "أمراء آل سعود المخطوفين" عن تفاصيل عمليات اختطاف هؤلاء الأمراء الثلاثة، الأمير سلطان بن تركي والأمير سعود بن سيف النصر والأمير تركي بن بندر الذين كان جرمهم النشاط السياسي ومعارضة النظام الحاكِم في السعودية.
والآن لا يُعرف مصيرهم هل هم على قيد الحياة أم لا، هذا مثال عن المعارضة السعودية التي هي من داخل الأسرة الحاكِمة نفسها، هذا النظام السعودي الداعم للديمقراطية في العالم يقرّ ويطوّر الأحكام الخاصة بالجرائم الإلكترونية ويزيد من إجراءاته ضد المعارضة السياسية السعودية ليصل إلى إصدار أحكام بالسجن على مَن يدوّنون على الأنترنت آراءهم السياسية الشخصية ويعتبرونه إهانة للحكّام وإساءة للنظام العام ، وأختم الكلام بالمقولة المشهورة "إن فاقد الشيء لا يعطيه ".