الرياضة السعودية تُظهر الجانب المظلم لإصلاحات ولي العهد
مترجم عنSaudi sports: The dark side of Crown Prince Mohammed’s reforms للكاتب Dr. James M. Dorsey
لأول مرة سيُسمح للسيدات بحضور مباراة كرة قدم للرجال في المملكة العربية السعودية.
يعلق الدكتور جيمس دورسي على هذا الحدث في مقاله بموقع «moderndiplomacy» قائلًا: إنّ هذا الحدث يرمز إلى التغيرّات الاجتماعية والاقتصادية التي يقوم بها ولي العهد محمد بن سلمان في جهوده لتحويل المملكة العربية السعودية في القرن الحادي والعشرين إلى حكم أوتوقراطي يتمتَّع باقتصادٍ يوفر الوظائف الضرورية ويمكن أن ينافس في عالم ما بعد النفط.
ونقل الكاتب قول لينا آل معينا عضو الشورى، والشريك المؤسس لأكاديمية نادي جدة يونايتد لكرة السلة النسائية إنّ: «المباراة بين الهلال والاتحاد في ملعب الملك فهد بالرياض ستكون تاريخيَّة، فهي المباراة الأولى التي يُسمح فيها للعائلات السعودية بمشاهدتها في المدرجات.. سيستمتعون بالأنشطة والترفيه معًا بدون فصل بين الرجال والنساء، حيث الآباء مع أطفالهم وأمهاتهم والجدات، ويمكنهم الاستمتاع بالفعاليات الرياضية معًا.. أعتقد أن هذا القرار يعزِّز القيم الأسرية».
تدخل السلطات في الرياضة
ويلفت الكاتب إلى أن هذا الحدث يلقي بظلاله على جهود وليّ العهد لإدماج الرياضة في سعيه إلى تركيز السلطة في يده والقضاء على أي شخص يقف في طريقه. ووقَّعت شركة الهلال على اتفاقية رعاية مع شركة المملكة القابضة قبل أسابيع من اعتقال رئيسها الأمير الوليد بن طلال في نوفمبر الماضي (تشرين الثاني) في حملة اعتقالات ولي العهد للأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال البارزين بتهمة الفساد.
وقد برز رجل الأعمال الملياردير الأمير الوليد بن طلال، رمزًا لأولئك الذين رفضوا حتى الآن عقد صفقة مالية مع الحكومة ونقلوا مؤخرًا من فندق ريتز كارلتون الفخم في الرياض إلى سجنٍ مشدد بالرياض. وقد أُقيل الأمير عبد الله بن سعود بن محمد رئيس اتحاد الرياضات البحرية فى المملكة مؤخرًا من منصبه وحل محله ضابط عسكري.
وكان الأمير عبد الله بن سعود آخر مدير تنفيذي رياضي سعودي تتم إقالته في انتهاكٍ واضح للقانون الرياضي الدولي الذي يحظر على الحكومات التدخل في شؤون الاتحادات والنوادي. وأفادت الأنباء أن الأمير عبد الله أُعفي من منصبه بعد انتشار شريط صوتي مدته ست دقائق على واتساب يهاجم فيه تبرير الحكومة لاعتقال 11 شخصًا من الأسرة الحاكمة الأسبوع الماضي بعد عدة أشهر من عملية «التطهير» الأولى.
وينقل الكاتب عن النائب العام السعودي سعود المعجب قوله إن 11 شخصًا اعتُقلوا في اعتصامٍ خارج القصر احتجاجًا على أمرٍ ملكيّ بوقف دفعات المنفعة لأفراد الأسرة الحاكمة. وأضاف أن الأمراء يطلبون أيضًا تعويضًا عن إعدام أحد أبناء عمومتهم الأمير تركي بن سعود الكبير الذي أُدين بتهمة القتل.
وفي شريطه الصوتي، ندد الأمير عبد الله بكلام النائب العام وقال إنه «كذب ولا يُصدق». وتساءل كيف يمكن للأمراء أن يكون لديهم مشاكل في فواتير المياه والكهرباء، وهم لديهم قدرات مالية كبيرة.
وأثنى الأمير عبد الله على الملك سلمان وقيادة الأمير محمد وانتقد محاولات البعض لخلق الانقسام والانشقاق داخل العائلة المالكة.
ويشير الكاتب إلى أن قرار إقالة الأمير عبد الله جاء بعد شهر من تعيين تركي بن عبد المحسن الشيخ رئيسًا للهيئة العامة للرياضة، وعزل الأمير فيصل بن تركي بن ناصر من رئاسة نادي النصر بالرياض (واحد من أندية كرة القدم الأكثر شعبية في المملكة). واستبدل الملك سلمان الأمير فيصل بأحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي.
وكان الأمير تركي بن ناصر، والد الأمير فيصل والرئيس الفخري لنادي النصر حتى عام 2016، ورئيس الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة سابقًا؛ من بين أفراد الأسرة الحاكمة الموقوفين في حملة اعتقالات الأمير محمد.
وكان له دور رئيس في صفقة أسلحة مثيرة للجدل بقيمة 56 مليار دولار مع بريطانيا أثارت تحقيقًا بالفساد بعام 2004. وأغلق التحقيق في عام 2006 من قبل رئيس الوزراء آنذاك توني بلير في عام 2006 تحت ضغط من السعوديين.
وقد حدد الأمير محمد خصخصة الأندية الرياضية، باعتبارها عنصرًا رئيسًا في رؤية 2030، وخطته الإصلاحية التي تشمل تطوير الرياضة كأولوية ترفيهية وصحية.
الاحتفال بحركة الداب قد يُدخلك السجن
ويرى الكاتب أن حدود التحرير الاجتماعي لولي العهد كانت واضحة مع لاعب كرة القدم السعودي بنادي النجوم الذي يواجه اتهامات قانونية بسبب احتفالة بـ«رقصة الداب» بعد إحراز فريقه أحد الأهداف.
وكان المغني والممثل والمقدم التلفزيوني الشهير عبد الله الشحاني قد اعتقل في أغسطس (آب) بعد انتشار مقطع فيديو له يرقص فيه رقصة الداب. وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية السعودية قد حظرترقصة الداب مؤخرًا لأنها زعمت أنها تشير إلى استخدام الماريجوانا.
واختتم الكاتب مقاله قائلًا: إنّ حضور المرأة المباريات الرياضية للرجال يشكِّل بلا شك حدثًا هامًّا في أعقاب رفع الحظر على قيادة المرأة. غير أنها البداية في بلدٍ لا تزال فيه المرأة خاضعة لإرادة أولياء أمورها الذكور، وعملية الإصلاح فيه لم تثبت بعد أنها تلتزم بسيادة القانون والضوابط والموازين فضلًا عن الحريات غير المقيدة بسياسات تعسفية وقمعية.