سلطنة عُمان باسطول حربي.. وحدودها مع اليمن مصدر خطر سعودي- اماراتي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2875
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

منى صفوان
مجلة امريكية تتحدث عن تحديث سلطنة عمان لاسطولها طائراتها العسكرية، يبدو ان نار الحرب في اليمن تمتد الى الجيران، اقل توصيف يمكن به وصف الخبر الذي افصحت عنه مجلة “ناشيونال إنترست” بأن وكالة التعاون الأمني الدفاعي أبلغت الكونغرس الأمريكي بإمكانية بيع مجموعة التحديثات لأسطول سلطنة عمان من طائرات لوكهيد مارتن إف 16 فالكون المقاتلة، في صفقة بلغت 63 مليون دولار لتحديث الطائرات الـ23 التي تملكها السلطنة من هذا النوع.
خطة تبدو دفاعية واحترازية من قبل السلطنة، بعد تزايد دخان المواجهة السياسية الخليجية على مناطق النفوذ اليمنية. لمضاهاه التفوق العسكري للامارات والسعودية.
فالمناطق اليمنية الحدودية “البحرية والبرية” والقريبة من السلطنة ، كانت تحتفظ بتأثيرها العماني الثقافي والاجتماعي بشكل متداخل ما بين ما هو يمني وما هو عماني سواء في المدن او الجزر، وهذا يشبه جميع المناطق الحدودية في المنطقة والعالم، ويجعل منها مناطق مأمونة.
غير ان ثمة تغير “ديموجرافي” في تركيبة السكان يمكنه ان يشكل خطرا على عمان. خاصة فيما يخص التغيير المذهبي الديني، فمذاهب المناطق اليمنية القريبة من عمان ليست متشددة “صوفية – وسنية معتدلة” والظهور السعودي هناك ظهر بدعم المد السلفي – المتشدد في تلك المناطق.
التركيبة القريبة مذهبيا واجتماعيا هي جزء من الامان السياسي، والعسكري “الامني” لاي دولة على حدودها، انه جزء من الولاء، او قل تأمين المناطق الحدودية، بحيث لا تشكل منطقة او منصة خطر، ولاول مرة في تاريخ العلاقات اليمنية- العمانية تعتبر المناطق الحدودية منطقة خطر قادم الى عمان من اليمن .
المهرة، وجزيرة سقطري، اكثر المناطق اليمنية التي كانت قريبة من عمان ، حتى باللهجة والموروث الاجتماعي وهو امر طبيعي يميز جميع المناطق الحدودية في العالم، ويبدو ان السعودية والامارات قطعا لايمكنهما تغير القرب الجغرافي، لهذا تعملان على تغير القرب الديموجرافي، بتحويل المهرة الى اقطاعية سعودية، مقابل السماح للامارات بتحويل جزيرة سقطرى الساحرة الى قاعدة عسكرية اماراتية.
هذا التوزيع السعودي- الاماراتي للاراضي اليمنية، لم يعد للحكومة اليمنية تواجد فيه ولا رأي ولا موقف ولا ظهور، وكأنها لم تكن. وكأن علاقة هذه الحكومة باليمن انقطعت، اللهم من التصريحات المتكررة لاستنكار التحرك الحوثي والتصريحات الحوثية، لقد تحولت الحكومة اليمنية في الرياض الى سياق رد الفعل للرد على الحوثي ولا تخرج عن هذا الاطار المرسوم، وتكرر ذات العبارات من 3 سنوات، ومنها ان 82% من اراضي اليمن باتت تحت سيطرة قوات الشرعية.
لم نر قوات الشرعية، راينا النزاع السعودي – الاماراتي عليها، التقسيم لها، فاين هي قوات الشرعية.
ويبدو ان النزاع الان يمتد ليشكل خطرا على الجاره المسالمة “عمان” التي لم تدخل منذ تأسيسها في السبيعنيات اي حرب او مواجهة عسكرية مع اي دولة عربية، حتى نزاعها الحدودي مع اليمن تم ترسيمه بشكل ودي جدا، ولم تشترك في اي معارك، وفضلت منذ البداية تحييد نفسها سياسيا وعسكريا عن الحرب في اليمن ورفضت الاشتراك في التحالف العربي الذي يضرب اليمن منذ 3 سنوات.
الاخبار التي كشفتها المجلة الامريكية تقول ان تحديث الاسطول يوازي بقوته القوات الاماراتية والسعودية ويتفوق عليها، مما يعني ان هناك اشارة لثمة مواجهة من نوع ما، وتسريب خبر كهذا يأتي في اطار التاكيد على ان السلطنة لن تبقى دائما صامتة وهادئة ومحايدة ان طال الامر امنها القومي، وتفخيخ السلفيين على حدودها، وان الحمل الوديع يملك اسطولا يمكنه من الدفاع عن نفسه وقت الحاجة.
ان حرب اليمن كشفت الكثير من الاوراق الخليجية، كنا نعتقد ان الخليج واحد، واكتشفنا انه ليس كذلك، وان هناك خلافات بين الدول الخليجة حادة جدا ، والصراع مع قطر ليس الا جزء من الصراع الخليجي – الخليجي.
وهاهو النفوذ القطري يقلص بالكامل في اليمن ومن ضمنه تقليص بل منع الذراع الاعلامي القطري “الجزيرة” من التواجد في اليمن، واغلاق مكتبها في تعز، بعد ان كان تعز هي مقر مكتب الجزيرة بعد اخرجها من عدن في بداية الحرب، بعد دخول القوات الاماراتية، ومنع عملها في صنعاء مع سيطرة الحوثيين عليها.
اليمن اليوم ليس الا ساحة صراع خلفي للخلاف الخليجي- الخليجي، الذي يظهر لاول مرة، للخلاف المسكوت عنه منذ عقود، والاسوأ انه يستخدم اليمن انسانا وارضا، لقد نسى اليمنيون حروبهم الاصيلة وباتوا مساهمين في الحرب الخليجية في اليمن.
كاتبة واعلامية من اليمن