مقتل صالح دليل على فشل تحالف السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3108
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

حظي مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح باهتمام كبريات الصحف الدولية، وذهب بعضها إلى أن مقتله دليل على فشل إستراتيجية السعودية والتحالف العربي في اليمن، وأن ما وقع ستكون له تداعيات بارزة على مستقبل البلد الذي يحتاج هدنة عاجلة لإنقاذ الشعب من دوامة حرب أهلية دامية، ومن مجاعة كارثية.

وأكدت صحيفة الإيكونوميست أن مقتله أحرج النظام السعودي كثيرا وخاصة ولي العهد محمد بن سلمان الذي عانى حالات فشل كثيرة في سياساته الخارجية.

وذكرت أن مقتل صالح يعني اندلاع حرب مفتوحة باليمن، إذ إن أنصار صالح والقبائل الموالية له ستسعى للانتقام له وتصعيد المعارك ضد الحوثيين، موضحة أن أحمد، نجل الرئيس القتيل، قد يخلف أباه ويحرص على الحفاظ على بقاء تيار صالح بصف التحالف العربي بقيادة السعودية، وهو الأمر نفسه الذي قد يتحقق عبر الفريق علي محسن الأحمر، الذي كان من الموالين لصالح وهو الآن يشغل منصب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقالت واشنطن بوست إن مقتل صالح أعاد الشكوك مجددا حول الإستراتيجية العسكرية التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، حيث فشل التحالف في طرد الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها، وكل ما تسببت فيه الغارات الجوية المكثفة هو قتل آلاف اليمنيين بحسب ما تؤكده الأمم المتحدة.

ويرى موقع الإنترسبت أن تغيير صالح لموقفه الأخير ودخوله في حرب ضد الحوثيين كان ضمن إستراتيجية لولي العهد السعودي وحكام الإمارات لإحداث تغيير في المعادلة اليمنية، وهو حلم يبدو أنه تبخر مع مقتل صالح.

وبحسب الموقع فإن صالح ساعد على صنع الدولة الحديثة في اليمن خلال سنوات حكمه الطويلة برغم ما تخلل ذلك من انتهاكات وخروق وثراء فاحش ونهب للبلاد، لكن التاريخ سيكتب أن صالح أدخل بلاده في دوامة حرب أهلية دموية، ومأساة إنسانية كارثية.

أما نيويورك تايمز فقد شددت على أن التطورات الدرامية التي شهدها اليمن أخيرا تؤكد أن هذا البلد محتاج إلى هدنة وتهدئة أكثر من أي وقت مضى، وأن ذلك لن يتأتى إلا بوقف السياسة المندفعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اليمن ووقف قصف التحالف لهذا البلد العربي، إلى جانب تحمل قليل من المسؤولية ممن يدير ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض.

وأضافت أن البلد أُدخل حربا طاحنة زادته فقرا وحاجة، وهو الآن على حافة مجاعة كارثية، كما أن الأوبئة وخاصة الكوليرا حصدت أرواح كثيرين، وما يزيد الوضع سوءا أن التطورات الأخيرة تؤكد أن نهاية هذا الكابوس ليست قريبة وأن المأساة لم تنته بعد. وأوضحت الصحيفة أن الأمل يكمن في إنهاء حصار اليمن، والدخول في مفاوضات تضمن انسحاب الحوثيين من العاصمة، والدخول في حوار وطني مبني على أسس واقعية، مشيرة إلى أن مقتل صالح قد يساعد على ذلك.

الغارديان من جهتها قالت إن الرياض نجحت، عبر وسطاء إماراتيين، في إقناع علي عبد الله صالح بفك ارتباطه مع الحوثيين وإعلانه الحرب عليهم، في إطار حربها المستمرة على إيران لبسط النفوذ على المنطقة.

غير أنها أوضحت أنه مع مقتل صالح، تعقدت أوضاع السعودية التي كانت في حال أفضل قبل 72 ساعة من مقتله، ونقلت عن الخبير في الشؤون اليمنية بمعهد شاتام هاوس بيتر ساليسبوري قوله إنه لا يوجد لدى الرياض الآن بديل جاهز لعقد صفقات معه، خاصة وأنها ليست حرة في اتخاذ الخطوات التي تراها مناسبة حيث إنها لا تستطيع القيام بما تريده في اليمن إلا بقدر ما تسمح لها الولايات المتحدة.

ونقلت وول ستريت جورنال عن الخبير في الشؤون اليمنية بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية آدم بارون قوله إن قتل صالح فجر الصراع من جديد باليمن، مبرزا أن مفتاح المرحلة المقبلة مرتبط بوضع مؤيدي الرئيس القتيل مستقبلا.

وركزت الصحيفة على الوضع الإنساني باليمن، وقالت إن التصعيد الذي تشهده البلاد يتسبب في تعميق واحدة من أبشع المآسي الإنسانية في الوقت الحاضر.