يديعوت احرونوت: الثورة تبدأ؟ اذا سألت إمرأة سعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2685
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بقلم: سمدار بيري
اذا سألت إمرأة سعودية – وصدف أني سألت نساء أعمال واكاديميا، طبيبات وصحافيات – ما الذي يزعجها في حياتها اليومية فانها لن تشكو (فقط) من رخصة السياقة. فعنصر الاهانة يتركز في مسألة الوصاية التي تملي ما مسموح لها وبالاساس ما محظور عليها في الحياة اليومية. فحظر السياقة هو عنصر واحد من المرافقة الدائمة من جانب السيد، الوصي، المعد لان يكون الظل الملاصق وكابح الصدمات. فمنذ لحظة ولادتها، تعتبر النساء السعوديات ملكا للعائلة، وهكذا يراهن القانون ايضا.
عندما تتزوج، تنتقل المرأة الى الرقابة الثابتة من عائلة الزوج. وعندما تترمل، يدير حياتها الاخ الاكبر لزوجها وربما حتى الاصغر منها. المرأة في كل عمر لا يمكنها ان تفحص من طبيب بلا حضور السيد، ان تسافر الى الخارج دون توقيع الوصي أو ان تسجل للتعليم دون موافقته. واذا امسكت بها شرطة العفة بلباس غير محتشم، فانها الشرطة ستستدعي السيد وهو الذي سيتغرم بل وسيضربها في البيت. واذا ما جاءت الى المحكمة للشكوى أو قررت أن من حقها قسما من الارث العائلي – فسيطردونها مكللة بالعار اذا ما كان السيد يعارض ذلك.
محظور التزين او انتعال حذاء بكعب عالٍ. في المطاعم يسمح للنساء بالجلوس في “جناح العائلات” فقط. ويتوجب الاختباء عند وصول الضيوف. لا يمكن رفض الخطبة دون موافقة السيد. الطاعة دون اعتراض. محظور النسيان بان بين هؤلاء النساء هناك الالاف ممن ارسلوا الى التعليم في الولايات المتحدة، في اوروبا، في مصر أو في لبنان، ورأينا عالما آخر اكثر اضاءة، وعندما عدنَ الى الديار ادخلن رغم انوفهن الى جناح الحريم.
رؤيا 2030، التي انكشفت بالتدريج، تستهدف رفع السعودية الى مسارات الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي. وولي العهد الشاب، محمد بن سلمان، ابن الـ 32، يفهم انه بدون سلسلة ثورات من شأن بلاده ان تنهار وتصبح فريسة سهلة لايات الله من ايران. وحسب خططه، فان عشرات الاف العمال الاجانب سيغادرون في صالح الجيل الشاب العاطل عن العمل. والنساء اللواتي لا يمكنهن الانضمام الى سوق العمل بسبب المحظورات العائلية والمصاعب اللوجستية سيجلسن من خلف المقود في الطريق الى المكاتب، المستشفيات، المحلات والمدارس – للنساء فقط.
واضافة الى نقمة السيد يوجد الحظر الخطير ساري المفعول الان ايضا. حظر “الاحتكاك” بين النساء والرجال ممن ليسوا من افراد العائلة الصغرى. هكذا، فان الثلاثين امرأة اللواتي انتخبن الى مجلس الشورى للملك بسبب كفاءاتهن المثبتة يضطررن الى الوصول الى غرفة جانبية في مبنى مجلس الشورى. وسمينع “الاحتكاك” لاحقا ايضا: فعندما سيكون لواحدة منهن ما تقترحه، فانها ستبعث برسالة الكترونية او بلاغ نصي لعصبة الرجال المحيطة بالملك. ومع ذلك، يوجد حدث تاريخي: امرأة اولى انتخبت في نهاية الاسبوع لمنصب ناطقة السفارة السعودية في واشنطن – فاطمة بيشان، التي اجتازت معظم حياتها الراشدة في مناصب اساسية في هيئات اقتصادية في الولايات المتحدة. ولي العهد واخيه الشاب، سفير السعودية في الولايات المتحدة ابن الـ 29، يعرضان تعيينا مثيرا للانطباع سيكون مدار الحديث.
الاشهر التسعة التالية، حتى استصدار رخص السياقة ستكرس للترتيبات: باي لباس ستجلس النساء خلف المقود دون ان يكشفن اكثر ما ينبغي ودون ان يعرضن حركة السير للخطر. وماذا يحصل عند “الاحتكاك” – شرطة مع سائقة – في حالة مخالفة سير. من سيكون المعلمون للسياقة؟ وسؤال أساس: على اسم من ستسجل السيارة؟ ففي المملكة التي تعتبر فيها النساء ملكا عائليا، ليس لهن بطاقات هوية خاصة وحساب بنكي.
من المشوق أن نتابع التحولات في النسيج الاجتماعي المحافظ للسعودية. هذا لن يمر بسهولة. قبل يوم من انزال مفاجأة السياقة اعلن رجل دين كبير جدا بانه محظور على النساء الجلوس خلف مقود السياقة لانهن “عندما يخرجن الى المشتريات، يفقدن نصف ما لديهن من نصف عقل (رجولي) ولدن به”. والتقط الامير الشاب التلميح. فهو يفهم بانهم سيكمنون له في زاوية بيته. فقد اختفت آثار رجل الدين حتى اشعار آخر. سيكون مشوقا ان نرى كيف سيواجه ملك السعودية الفعلي مع مخربي الدين وكيف سيكم أفواههم.