أزمة السياسة الخارجية في السعودية
المصدر: الاندبند
الكاتب:جورج الان
الوثائق التي نشرت اخيراً كثيرة بخصوص وزارة الخارجية حيث كان
المحللون ينظرون للسياسة الخارجية السعودية بأنها تسير وفق استراتيجية لها ثوابت ومبادئ تنسجم مع السياق السياسي العام للحكومةالسعودية .
ولكن هذه الوثائق سببت صدمة كبيرة لدى الاعلامين التي كانت ميولهم تتماشى مع النظام السعودي .
حيث ذكرت الوثائق ان العلاقات السعودية مع الخارج تقوم على اساس شراء ذمم الاشخاص المتنفذين في الحكومات .
وهذا يعني ان الاموال الشعب السعودي تذهب إلى جيوب بائعي الذمم والذين يمجدون ال سعود نفاقاً ودجلاً. ويشوهون الحقائق
لتبقى جيوبهم مملؤه من فضلات ال سعود.
ان السياسة التي تقوم على هذا الاساس ستواجه مشاكل صعبة لايمكن تجاوزها امام ابسط اختبار .
ومن العجب ان وزارة الخارجية السعودية لا تستطيع ان تبني سياسة تقوم على اسس استراتيجية متينة. تنظر إلى المستقبل فإلى متى تصل الضحالة
الفكرية والسياسية للقائمين على هذه الوزارة .
في مملكة غنية بامكانها تستعين بمستشارين وخبراء لرسم سياسه خارجية رزينة تستطيع ان تحتوي وتستوعب كافة المتغيرات والتقلبات في السياسة
الاقليمية والعالمية . فكيف لرجل استمر لما يقارب نصف قرن ولم يستطع ان يحدد الثوابت والاسس لسياسة خارجية لدولة كبيرة ومحوريه. ان التغيرات
التي حصلت في المنطقة جعلت السياسة الخارجية للسعودية متوترة وقلقة ولم تستطيع ان تأخذ موقف معتدل فسرعان ما استعانت بالتطرف والارهاب
لحماية وجودها بالوقت الذي تستطيع دوله اخرى ذات امكانيات محدودة ان تتجاوز المرحلة بسياسة متوازنة ومعتدلة .