محمد بن سلمان: المهدي المنتظر!
سقوط داعش في الموصل لم يكن مفاجئاً، والموقف السعودي الرسمي، والسلفي النجدي خصوصاً، والذي شعر بالإحباط والألم مما جرى لـ (الإبنة داعش) لم يكن مستغرباً.
المستغرب هو بحق: ان ترامب اتصل بالملك سلمان بشأن قطر، فما كان من الأخير الا أن هنّأه بتحرير الموصل.
وتيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، اتصل بعدها بمحمد بن سلمان، حول الموضوع القطري إيّاه، فما كان من الأخير إلا أن هنّأه بتحرير الموصل!
المفاجأة هي ان السعودية لم تبارك او تهنئ الحكومة العراقية بتحرير الموصل! لكن قطر التي ما فتئت علناً تثير العجاج والطائفية والإجرام، هي من هنّأت الحكومة العراقية، رغم انها لم تفتتح سفارتها وليس لديها سفير منذ أمد بعيد!
الحكومة السعودية ليست غاضبة على داعش، فقد أدت ما عليها، وليست متألمة ـ بإخلاص ـ من نهايتها. موطن ألم الرياض، هو أن الذي حرر الموصل عراقيون، بما يقوي موقع الحكم المركزي في بغداد، وهذا ما لا تتمناه الرياض، وتفضل داعش عليه.
القول بأن الحكومة السعودية غيرت سياستها تجاه العراق، ليس صحيحاً، وهذا واحدٌ من مؤشراته. فهي لا تعترف بالحكومة العراقية ولا بجهد جيشها ـ ان كانت ضد الحشد الشعبي فحسب، وتثبت انها ضد أي تعافي عراقي، ولهذا نسبت الفضل في اسقاط دولة الخرافة الداعشية الى الأمريكي، فهذا أهون لديها، وبالتالي فإن من خلقها ودعمها وجعلها تتمدد، يبارك لنفسه بعد موتها!
* * *
أغلقت سلطات الإحتلال الاسرائيلي المسجد الأقصى، ومنعت الصلاة فيه، وأدخلت قطعان المستوطنين الى باحاته، ويحتمل ان يستمر الإغلاق، وان يتم تدمير المسجد نفسه وإقامة الهيكل الصهيوني!
ما يهمنا هنا، هو ان العرب يمضون من هوان الى هوان اكبر، بسبب التفتت والحروب الإهلية، وعدم القناعة بقضية غير قضية عروش سلاطينهم، خاصة وان جهد التدمير جاء بفضل مؤامرات آل سعود منذ الحرب العراقية الإيرانية وحتى اليوم.
لكن الملك السعودي، تأخر في ادانة الفعل الصهيوني الجديد، وحين صدر بيان بعد ايام عقب اجتماع مجلس الوزراء، اكتفى بالتنديد. ثم ظهرت دعاية كبيرة بأن الملك سلمان هو الذي فتح ابواب المسجد الأقصى للمصلين، حسب ايلاف، والصحف السعودية.
هذا يعني ان الاتصالات السعودية الإسرائيلية قائمة، وان الأبواب فتحت ـ جزئياً ـ من اجل خاطر التطبيع مع السعودية.
الجميع ينتظر موقف من يزعم انه قائد العالمين الاسلامي والعربي. لكن هذا القائد مشغول بالحرب على حماس والمقاومة وقطر وايران وسوريا واليمن وغيرها.
كفرنا بآل سعود، وبدينهم الذي هو غير دين الإسلام!
الشهيد عبدالرحيم محمود وقبل ان تضيع فلسطين، خاطب الملك سعود، وقد كان وليا للعهد في الثلاثينيات الميلادية الماضية، خاطبه وهو حاضر في حفل بقرية (عنبتا) بفلسطين المحتلة يومها انجليزياً:
ياذا الأمير امام عينكَ شاعرٌ
ضُمّت على الشكوى المريرةِ أضلُعهْ
المسجدُ الأقصى أجئتَ تزورُهُ؟
أم جئتَ من قبل الضياعِ تودّعهْ؟
حرم تباحُ لكلِّ أوكعِ آبقٍ
ولكلّ أفّاقٍ شريدِ أربُعهْ
وغدا وما أدناه لا يبقى لن
دمعٌ لنا يهمي، وسنٌّ نقرعهْ
وكما توقع الشهيد في معركة الشجرة بعد عقد ونصف، ضاعت فلسطين وقامت دولة الصهاينة، وضاعت بعدها القدس، والآن الأقصى.
ولازال آل سعود يقولون انهم حماة المقدسات والإسلام!
وأمام كل تزوير وكذب، يفاخرون بالدفاع عنها، وهم ممعنون الإقامة في أحضان الصهاينة والأمريكيين!
* * *
مفسر رؤى سعودي، فسر رؤية أحدهم بأن ثمانية كواكب خرّت ساجدة لسموّه، في منظر مهول وعلى مرأى جميع سكان الأرض، فقال انها تشير ـ اضافة الى العلامات الأخرى ـ الى أن صاحب السمو الملكي ولي العهد هو: (المهدي المنتظر)!
المفسر الذي يقول انه واباه يطيعون ولاة الأمر، أباً عن جدّ، هو عضو في جهاز المباحث، قال ان الثمانية كواكب ترمز الى خضوع الدول العظمى (الثمان) التي سيسطر عليها سموه. واضاف بأن الدب الداشر ابن سلمان، يعمد الى توثيق كراماته وانجازاته في الدولة، حتى لا يتم الغلو في سردها مستقبلا. ويضيف: (سبحان من جمع بين العظمة والتواضع)!
واضاف بأنه متيقن بأن ابن سلمان هو المهدي المنتظر، لأن ثمّة شامة سوداء بين كتفيه، كما هي موجودة بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم.
ويبدو أن من أهم الانجازات، او هي من أهم علامات ان ابن سلمان هو المهدي المنتظر، أنه هُزم في كل معاركه السياسية والعسكرية حتى الآن.
ومن الدلائل، ان لا علاقة له بقريش، وليس له صلة بالنبي عليه الصلاة والسلام!
نخشى ان المطبلين يرفعون سموه الى رتبة النبوّة، وليس فقط (الإمامة العظمى