آل سعود الوهابية 7..بريطانيا و صناعة الاخوان و الجواسيس و الملوك العبيد
م. سميع حسن
“كانت بريطانيا هي من تصنع الجواسيس والملوك وما عليهم إلا الطاعة والولاء لسيدهم البريطاني…….
جون كولمان، من مواليد 1935م، وهو مؤلف ومحلل للشؤون العالمية، وكان ضابطا، ووكيل المخابرات البريطانية MI6 ، وقد كتب العديد من الكتب، تصل إلى 12 كتاباً.
يقول الدكتور جون كولمان:
بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت الحاجة ملحة، لكميات ضخمة من النفط، فتوجهت الأنظار البريطانية، مباشرة، إلى السعودية، والعراق، وإيران، وكان لا بد من بسط هيمنة تقليدية دينيـــــــة، لضمان مصالحها، لذلك بادرت بريطانيا بدعم، دعوة محمد بن عبد الوهاب، ويسجل الجاسوس البريطاني، همفر، في مذكراته، تفاصيل ذلك الدعم، وتمكنت الحملات الوهابية العسكرية، من بسط سيطرتها على مساحات، هائلة في الجزيرة العربية، بمباركة بريطانية، واستمرت بريطانيا في تقديم المساعدات المالية، للسعودية منذ عام 1865، لتتــــعمق الروابط بينهما….
في آخر عام 1915 قام پرسي كوكس, كبير الضباط السياسيين في الجيش البريطاني بتجنيد فيلبي كوزير التمويل في إدارة الاحتلال البريطاني في بغداد وكان من مهام الوظيفة تحديد الرواتب والمبالغ التي تُصرف للمواطنين لقاء خدماتهم وممتلكاتهم. وكان الهدف يتكون من جزئين: (1) تنظيم ثورة عربية ضد العثمانيين؛ (2) حماية آبار النفط بالقرب من البصرة وشط العرب, والتي كانت المصدر الوحيد للنفط للأسطول البريطاني.
والثورة العربية قامت بناء على وعد من بريطانيا بإنشاء دولة عربية موحدة, أو اتحاد عربي, من حلب إلى عدن.
في نوفمبر 1917, اُرسلت بريطانيا “جون فيلبي” أو الشيخ عبد الله فيلبي !!، هو مستعرب، مستكشف، كاتب، وعميل مخابرات بمكتب المستعمرات البريطاني. أرسلته إلى قلب الجزيرة العربية على رأس بعثة إلى ابن سعود شيخ القبيلة الوهابي والعدو اللدود للشريف حسين الحاكم الهاشمي للحجاز, لكن بعد الانتصار على العثمانيين فإن فيلبي كان يفضل ابن سعود على الشريف حسين كـ”ملك للعرب”، وكان ذلك ثاني حنث في ذات الشهر من قبل بريطانيا لوعدها بتأييد الشريف حسين على أن يكون ملكاً للعرب من حلب إلى عدن؛
الحنث الأول: تمثل في وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
والحنث الثاني: وعد بريطانيا للشريف حسين أن يكون ملك العرب……
بعد وصول فيلبي للرياض بفترة وجيزة أعلن ابن سعود عن نيته الإطاحة بالهاشميين عن مُلك الحجاز. عمل فيلبي مستشاراً (على راتب المخابرات البريطانية) لابن سعود في بسط نفوذه في مختلف أرجاء الجزيرة العربية ومنها الحجاز.
وفي عام 1925 عينه ابن سعود مسئولاً عن تتويجه ملكاً على المملكة العربية السعودية المنشأة لتوها.
ويقول جون كولمان أيضا:
أرادت بريطانيا محاربة القوى الوطنية التحررية، في الدول العربية المستعمرة، فوجدت في الأصولية الإسلامية ضالتها، واستخدمت جماعة الإخوان في ذلك، في تلك الفترة قام حسن البنــــــا، بتأسيس حركة الإخوان المسلمين، في مصر، عام 1928م، بدعم بريطاني مباشـر، إذ قامت شركة قناة السويس، البريطانية، بتمويل البنا وجماعته، في خطة، وضعتها الاستخبارات البريطانية، لتعزيز الأصولية الإسلامية.
وهكذا كانت بريطانيا هي من تؤسس وتدعم الحركات الدينية المتطرفة وكان قادة هذه التنظيمات كالعبيد أمام القادة البريطانيين وسأضرب مثالا على خضوع هؤلاء العبيد خضوعا كاملا للسيد البريطاني….
يقول القنصل البريطاني ديكسون في كتابه ((الكويت وجاراتها)) الصفحة 274 :
إن الملك عبد العزيز كان يخاطب بيرسي كوكس كأنه أستاذه ومربيه!!!
يقول الملك عبد العزيز لبيرسي كوكس بالحرف:
((أنت مثل أبي وأمي فقد صنعتني من الصفر وأوصلتني إلى ما وصلت إليه)) .. وحين حصل خلاف بينهما حول مسألة الحدود قال له بيرسي كوكس بلهجة السيد : ((أنا الذي أحدّد الحدود)).
عندها انهار عبد العزيز وقال لبيرسي كوكس :((لو أمرتني بالتنازل عن نصف مملكتي لنفّذت أمرك!!)).
نرفق لكم صورة عن الصفحة 274 لكتاب((الكويت وجاراتها)) و فيديو ملحق..
يتبع 8