الغباء السعودي والحديقة الخلفية
بقلم أحمد ضوا
وأخيراً قررت مملكة آل سعود استخدام أسلحتها, ويا ليتها لم تفعل ذلك, لأن رضوخها لسيدها الأميركي لم ولن يجلب إلا العار لها وللسعوديين الذين أثقلتهم على مدى العقود الماضية بملفات السوء والغدر.
بالتأكيد القرار لم يكن سعودياً بل أميركياً صهيونياً صرفاً, والتنفيذ سعودي, و»المرجلة» ضد الشقيق, لكنها للمرة الاولى التي تنخرط في مواجهة عن ادواتها كما كانت تفعل وستكون ضربة النهاية .
إن إعلان العدوان على اليمن السعيد تم من مضارب السيد الأميركي , ومن البيت الأبيض صدر القرار الأميركي بتغطية العدوان والمساهمة فيه لوجستياً وعسكرياً وسيطرة وتحكماً، ولن تجني أسرة آل سعود من غدرها بالجار الشقيق إلا الخزي والعار, وفي نهاية المطاف بفعلتها هذه دقت إسفيناً في بنائها المتهالك والجاهز للانهيار.
أسرة آل سعود التي أسست عرشها على سفك دماء السعوديين تقرأ التاريخ بشكل خاطئ, ولِمَ لا؟ فهي أسيرة تاريخ جاهلي وقوانينها تعكس هذا الواقع في الكثير من جوانب القبائل السعودية.
إن الشعب اليمني المسالم وعبر تاريخه الطويل لم ينم على ضيم, وتاريخه حافل بالانتصارات على أمثال آل سعود ومشغليهم, وعلى أسوار اليمن تحطمت الجيوش وانهارت الإمبراطوريات, وآل سعود بفعلتهم هذه فتحوا قبورهم بأيديهم.
من يريد أن يبحث عن المستفيد من عدوان الشقيق على شقيقه فلن يجد أي عناء في ذلك, فالمستفيد الأول من هذا العدوان ومن كل ما تشهده المنطقة هو العدو الصهيوني الذي كان من المفترض أن تتحرك الطائرات السعودية باتجاهه على الأقل لتحرير الجزر السعودية التي يحتلها, ولكن للأسف.. كل هذا السلاح ليس موجهاً بالأساس إلى العدو الاسرائيلي بل مجهز للحظة التي تريدها سيدة آل سعود.
بهذا العدوان السعودي على اليمن أعطت أسرة آل سعود الحجة لـ/إسرائيل/ للاعتداء على الدول العربية ومنها السعودية بحجة تهديد المصالح الإسرائيلية, لأن العدوان السعودي على اليمن تم تبريره بحجة تهديد الواقع اليمني للأمن السعودي.
والمستفيد الثاني هو الولايات المتحدة, فصفقات السلاح تعد منذ الآن, والفاتورة الأميركية الناجمة عن المشاركة في هذا العدوان ستدفع من جيوب السعوديين وليس من مال ملكهم وأمرائه.
أما الخاسر الأكبر من هذه الحرب الهمجية فهو اليمن والسعودية في المطاف الأول والدول العربية وقضيتها الفلسطينية بالعموم.
لن تقف تداعيات العدوان السعودي عند هذه النتائج الجوهرية, وسترتب تداعيات خطيرة على المنطقة و ستكون السعودية ساحتها الرئيسية, وانطلاقاً من ذلك سيخطو المشروع الأميركي التقسيمي إلى الأمام.
لقد اختارت أسرة آل سعود الطريق الخطأ في مواجهتها المزعومة مع إيران, فالتلاعب بالغرائز الطائفية نظرياً مختلف عن تجريبه عملياً, وللمرة الثانية لم تسعف الذاكرة لم تتعلم هذه الأسرة من خسارتها الاستراتيجية في العراق, وبفعلتها العدوانية على اليمن تكون جلبت المواجهة إلى ما كانت تعتبرها حديقتها الخلفية.