ولا تختلف هذه الكلمات الطلالية المكررة في هذه القمة للقضية الفلسطينية عن القمم التي سبقت اربعة حروب شنها العدو الصهيوني على قطاع غزة والجمهورية اللبنانية او كانت بعدها فقط يعاد ترتيب الكلمات وتوزيع الأسطر بما يتناسب مع التاريخ وليس مع الأحداث.
ان اسرائيل التي تكثف من حفرياتها في القدس المحتلة وبناء الآلاف من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ليست اسرائيل التي تلد في ادبيات القادة المجتمعون في القمة الثامنة والعشرين فضلاً عن السباق الكبير لبعض هذه الدول للتطبيع والتحالف العالمي مع اسرائيل جهاراً ونهاراً.
اما المقعد الذي يغيب عنه التمثيل للجمهورية السورية فحري بهذه القمة ان تتسائل عن عدد اعضائها في هذه القاعة التي عملوا طوال سبع سنوات كجسور لعبور عشرات الآلاف من المسلحين ومئآت الآالاف من اطنان الأسلحة لتخريب وتشريد وقتل وسحل الشعب السوري العربي في واحدة من اكبر مؤامرات القرن سوءاً.
والى الدولة اليمنية احد اكبر مؤسسين هذه المؤسسة المنسلخة عن اهدافها قبل ان تتكون دول تحضر هنا بصفة دائمة فمن اين تحضر الكلمات التي تلخصها عشر دول تشارك طائراتها واسلحتها واموالها في قتل الشعب اليمني العربي والأسلامي وتدمير بنية الدولة التحتية في مؤامرة اخضاعها والسيطرة على استقلالها وسيادتها تحت عناوين متعددة.
اما الحاضر الغائب في هذه القمة فهي الدول التي تجني ثمار الأنحراف الكبير للهيكل العربي اذ ان سلة القرارات التي تخرج بها هذه القمم تمضي لتكون احد اولويات مفاتيح الدول الغربية الصهيونية لأستكمال مشروع التقسيم والتفكيك والأضعاف لكل الأوطان العربية.
فمن تحت قبة هذه القمم تم التشريع عربياً لكل الحروب والتي اخرها العدوان اسعودي الأمريكي على اليمن او بالأصح الأنخراط في هذا العدوان كأدوات مأمورة.