سوف يموت سلمان و القرضاوى و لن يروا …..
أحمد الحباسى
سوف يموت الخائن سلمان و لن تقر عينه برؤية سقوط نظام الرئيس بشار الاسد ، سوف يموت سلمان دون أن يرى انهيار نظام الرئيس الاسد مع أنه وظف مليارات خزائنه النفطية لخدمة المشروع الصهيونى الامريكى ، بل سيرى ملك عصابة المافيا أن اكبر خطر سيهدد محميته السعودية هو نفس هذا الارهاب التكفيرى الذى زوده بالفكر المتطرف و بالمال النفطى الفاسد.
على المدى المنظور بدأت تداعيات فشل المشروع السعودى الهدام فى سوريا تظهر فى الافق و ستكون هذه التداعيات مرعبة لان النظام فقد كل مقومات بقائه و بات عرضة لرياح التغيير الاتية على لسان الادارة الامريكية الجديدة ، فالمصالح الامريكية فى المنطقة خاصة بعد نجاح روسيا فى خطواتها الثابتة للعودة للمنطقة قد اصبحت مهددة و بات عليها مقايضة وجودها الجيواستراتيجى بتقديم عدة تنازلات موجعة و الاكتفاء بالممكن بدل البحث عن الدخول فى صراعات عسكرية مع الكبير الروسى ليست قادرة عليها خاصة فى ظل وضعها الاقتصادى المتدهور نتيجة انعكاسات و ارتدادات غزوها للعراق و لذلك اضطر الرئيس الامريكى الجديد الى اعلانه الشهير بأنه على المملكة مستقبلا ان تدفع للإدارة الامريكية كلفة حمايتها من كثير من الشرور التى تهدد استمرار العرش نفسه و من بين هذه الشرور عودة الارهاب من المنتج الى المستهلك .
كان حلم الشيخ القرضاوى الكبير ان يحيا ليرى انبعاث دولة ” دينية ” على انقاض كثير من الدول و الانظمة العربية و من بينها سوريا ، لكن سقوط الاخوان فى الشام قد بدد الى الابد هذا الحلم المشبوه بعد ان كان فى حسبان الشيخ و أدواته التكفيرية الدموية أن الوقت قد حان لانتزاع الطوائف الاخرى من ارضها و تاريخها ووجودها فى سوريا و ترحيلها شتاتا الى عدة بلدان عربية و غربية ، فالحرب التى قامت فى الشام لم تكن ضد النظام وحده كما كان يظن البعض بل ضد الاقليات و الطوائف السورية لان الخطة كانت تفترض القيام بعملية تطهير عرقية واسعة تشمل عناصر قوة النظام السورى و المتمثلة فى قدرته التاريخية على فسح المجال لكل الطوائف و الاقليات بالتعايش السلمى داخل وطن واحد اسمه سوريا ، تعايش مثل للعالم على مر العصور انموذجا قل نظيره و بات يمثل خاصية سورية تؤكد أن الاسلام ليس دين عنف أو تطرف او رفض للآخر مهما كانت ديانته ، لذلك سقط شعار الاخوان و شعار القرضاوى ” من لم تعجبه الدولة الاسلامية فليهاجر ” مع أن الاخوان قد بدأوا عملية التطهير العرقى و الطائفى بمجرد بداية ثورة الخيانة و اكتساح الارهابيين الساحة السورية .
لقد كان فى حسبان الملك سلمان و اتباعه القتلة ان سقوط النظام السورى سيكون سريعا لكن تتالى الخيبات و علامات الفشل الصريحة جعلت النظام يعيش عزلة ذهنية داخلية ووضعا صعبا على كل الاصعدة و بالذات الصعيد السياسى و الاقتصادى.
فى اليمن لم يتمكن النظام من اقتلاع النصر الموعود و باتت الثورة اليمنية تقض مضجعه و تنبئ بحصول هزيمة شنعاء للقوات السعودية و للقيادة السياسية التى ادارت المعركة بكثير من انعدام الرؤية الصحيحة بحيث استمرت حملة القتل و سفك الدماء دون أن تظهر علامات انتصار بل ان الثورة اليمنية قد اصبحت اليوم تسجل نقاطا عسكرية و سياسية مهمة فى صراع كسر العظم بينها و بين نظام المافيا السعودى.
و فى العراق، تمكنت القيادة العراقية رغم كثير من الهنات و سوء الادارة الى انتزاع انتصارات معتبرة على الارهابيين السعوديين و بات طرد الارهاب السعودى من بلاد ما بين النهرين وشيكا و حاسما و بتجميع الصورة يتأكد للمتابعين أن الملك سلمان قد خسر كل معاركه الحاسمة و بات يشكل حالة فشل غير مسبوقة فى المنطقة العربية على مر تاريخها المليء بالحروب و الصراعات .
لن ينجح تحالف العمامة التكفيرية و الكرافات العثمانى بين القرضاوى و أرودغان فى فرض دولة دينية بمقاس الاخوان فى سوريا أو غيرها ، فالخطاب التكفيرى القذر لم ينجح فى صنع هذه الدولة العدمية و لم يقدم الانتصار الموعود لهؤلاء الذين جاؤوا الى سوريا من كل فج عميق للاحتفال بإنشاء دولة الخلافة و حزب العدالة و التنمية الذى كان يعرف من البداية ان الدخول فى معركة اسناد للجماعات الارهابية لإسقاط النظام سيبدد نظرية رئيس حكومته السابق احمد داوود اوقلو القائمة على تشبيك العلاقات الاقتصادية مع سوريا حتى تصبح تركيا دولة ذات وزن اقليمى و أن رفاه الشعب التركى يتطلب أن يكون محيط تركيا آمنا و بعيدا عن أية هزات مهما كان نوعها ، هذا الحزب الذى اختار الانصياع للأوامر و الضغوط الامريكية الخليجية الصهيونية لتنفيذ مؤامرة اسقاط النظام السورى بواسطة العصابات الارهابية التى تربت على اعتناق دين القرضاوى المدلس و قذارة فكر المؤسسة الدينة السعودية التكفيرية يدرك اليوم أن خسارته مضاعفة لأنه خسر سوريا و خسر العرب دفعة واحدة بعد أن تمكن رئيسه الحالى من انتزاع ” اعتراف عربى ” بالشرعية اثر مناوشة دافوس الشهيرة بينه و بين كبير الارهابيين فى المنطقة الهالك شمعون بيريز .
لعل الملك سلمان اليوم يعانى من أقصى درجات الاحباط خاصة و انه استنفذ كل اوراقه فى معاركه الدموية المفتوحة على دول الجوار و على بقية الدول العربية و لعل انتصار سوريا فى معركة حلب الفاصلة و صمود الثورة اليمنية و بداية الانتصار العراقى فى الموصل و خروج ايران من عزلتها الاقتصادية المفروضة عليها امريكيا بسبب ملفها النووى و عودة المارد الروسى بكل ثقله العسكرى و الاقتصادى و السياسى الى جانب كل هذه الدول مجتمعة يؤكد أن الامور قد حسمت الى جانب معسكر المقاومة بل من المؤكد أن اعلان الرئيس الامريكى الجديد أن القضاء على الارهاب السعودى المتمثل فى الجماعات الارهابية العاملة فى سوريا تحت مسميات و عناوين مختلفة قد أغلق الباب نهائيا على الطموحات و الاحلام السعودية بمواصلة حربها الدموية و الحلم بإسقاط الرئيس الاسد و فرض عودة العميل عبد ربه منصور الى سدة الحكم فى اليمن .
على الجانب الاخر من المؤكد أن القرضاوى الذى اندثر صوته ووجوده فى تلفزيون ” الجزيرة ” و بات مجرد ذكرى مؤلمة للشعوب العربية الصامدة فى وجه الوجود الصهيونى قد فشل فى مهمته الصهيونية لتفتيت المنطقة العربية ، لذلك يمكن اعلان فشل مشروع الخطاب التكفيرى الذى بدأ بسقوط الاخوان فى مصر و ما تبعه من تداعيات مرعبة على بقية كيانات الاخوان فى كل المنطقة العربية و العالم و تواصل فى سوريا و العراق و اليمن ليبدأ العد العكسى فى السعودية و قطر و تركيا معلنا هزيمة مشروع استهلك مليارات الخزائن النفطية السعودية القطرية و لم ينجح إلا فى خلق مناخ معاد لهذه الدولة المتامرة.