تدمير الكعبة آخر خطط الدفاع لآل سعود
عندما قطعت وضاقت السبل بالإمبراطور الروماني نيرون (الذي اغرق إمبراطوريته في أتون الفتن والمحن، ولحماقته دهور أوضاعها السياسية والاقتصادية والثقافية تماما، وبسبب بذخه وإسرافه أفرغ خزائنها المالية، وابرع بصناعة الأعداء، وساعد على زيادة الخصوم والمتربصين، وولعه المتصاعد بسفك الدماء وارتكاب الفجور وشرب الخمور، وفشله الذريع في السيطرة على مقاليد الأمور، فاستفحلت عليه عمليات الاغتيال، وازداد الغضب الشعبي ضده)، أراد أن يشغل الرومان ويكسب ودهم مرة ثانية فقام بإحراق العاصمة روما وألصق تهمة الحرق هذه بخصومه المسيحيين، وأصدر أوامره بالقضاء عليهم عن طريق سفك دمائهم وتقديمهم للوحوش وإحراقهم أحياء أمام أهل روما الموجوعين المفجوعين بفقد أحبتهم، ولمدة أعوام متتالية حيث أذاقهم جميع أنواع الموت الغير الرحيم، ولكنه ما لبث حتى افتضح أمره ومات منتحراً عام 68م، مخلفاً وراءه فوضى عارمة وحروب أهلية طاحنة.
فآل سعود غدوا يفكروا بهذا السيناريو ليستعيدوا كرامتهم الممرغة وسمعتهم المضمحلة وفي محاولة منهم للهروب إلى الأمام وكسب الوقت الإضافي لصالحهم وإيجاد لهم عملية تنفيس عن الهزائم التي منوا بها ومحاولة منهم لاستعطاف العالم العربي والإسلامي بشكل عاجل والتفافه حولهم وتأليبه على خصومهم مثلما استعطف نيرون الرومان وألبهم ضد خصومه، وأن إعادة تدوير هذا السيناريو الشيطاني الذي أرادوا تطبيقه على مكة، وهو ما كشفت المخابرات الروسية عنه سابقاً وهو مخطط سعودي أمريكي يهدف إلى قصف الحرم المكي والمناطق المجاورة له بالصواريخ واتهام الحوثيين بذلك، وبعدها تشن حرب مقدسة ضدهم، والتي من خلالها سينجح آل سعود باستعادة مكانتهم داخليا وإقليمياً ودولياً وسيزيد من رصيدهم الشعبي والعالمي عن طريق التفاف آلاف المغفلين والرعاع حولهم بحجة الدفاع عن الأرض المقدسة.
إن آل سعود في الآونة الأخيرة أفل طالعهم وغطست سمعتهم في قعر الحضيض، وسار قطارهم مسرعاً على سكك الهزائم المتتالية نحو الهاوية والموت المحتوم، علاوة على مسلسل المجازر التي يرتكبونها بحق الحفاة والجياع في اليمن وكذلك الهزات الارتدادية وبضاعتهم البائرة التي ردت على وجوههم بكل ما أوتيت من قوة مثل حادثة الحادي عشر من أيلول وطعنة مؤتمر غروزني الذي خرج الوهابية بعميانها وعورانها من مذاهب السنة والجماعة وسونامي الإفلاس الذي غمرهم وإخفاقات كتائبهم في سوريا والعراق ومصر وليبيا ونيجيريا والفلبين والصومال وباكستان وأفغانستان وفرنسا وبلجيكا وإيران.
وقد استندوا إلى فوائد تم جنيها من حوادث مشابهة مثل استثمار الهجوم الكيماوي التركي في الغوطة الشرقية ضد الأسد ونسف موكب رفيق الحريري في بيروت الذي بني عليه مشروع تدمير سوريا واستنزاف إيران، وإذا كانت فوائد لضرب الكيماوي ونسف موكب الحريري كثيرة وقد استثمروهن بجدارة وجذبوا من خلالهن الكثير من الأصدقاء فلماذا لا يقدموا على قصف محيط الكعبة ولو بشكل رمزي، ليستعيدوا ثقة كافة المسلمين بهم، وجر العالم السني خلفهم، وستكون لهم ذريعة مسح اليمن من الخارطة والبقاء في الحكم وإغلاق كل فضائحهم ويصبحوا بعدها أئمة لكافة المسلمين وأبطال منتصرين ليس أولئك الشواذ المنخورين بالموبقات والنكسات.
إن هذا السيناريو سيتم تطبيقه إذا استعصت الحرب في اليمن، لأنه سيرغم الكثير من الدول نحو تغيير مواقفها في الانخراط والتعجيل بدخول المحرقة اليمنية وهو بسبب هستيرية شعوبها التي تضغط عليها باستمرار لدخول الحرب ضد اليمن وكذلك ستطلق شرارة الحرب على إيران والموالين لها في المنطقة، خاصة أن هناك عواصف إعلامية ضخمة في الكثير من دول المنطقة، وتحريضا دينيا ومذهبيا محموما وصلت درجته إلى الغليان ضد المذهب الشيعي.
آل سعود يسيروا للهاوية والسقوط المستقيم. ولكنهم مصرين على أن يدمروا المنطقة ويجعلوها تلالاً من الركام بعدما أيقنوا بهزيمتهم، فقاموا بإشعال قنبلة الانتحار لقتل أنفسهم أولاً ثم أصدقائهم وأعدائهم جميعاً.
إنّ أعداء العرب والمسلمين قد وجدوا ضالتهم في آل سعود، الذين وضعوا كل بيضهم في سلال خصومهم وأصبحوا بندقية لكل من يريد الفتك بالمسلمين وتدمير بلادهم. وحسب المثل الانكليزي الدارج (في ظل وجود هكذا أصدقاء فمن يحتاج أعداء). وكما قال هتلر في وصف أكثر الناس يكرههم: (الذي يساعد الغريب على تدمير بلده).
نحن اليوم نعش أمام تصعيد محموم بسبب طيش آل سعود وعمالتهم للأجنبي، واحتمالات الصدام المباشر في المنطقة باتت تتزايد، فنتمنى أن يسود العقل والتعقل في رؤوس شعوب الدول العربية والإسلامية ولا يكونوا عربة يجرها حصان خاسر يريد تعويض خسارته بدمار الآخرين ويستغل أقدس مقدساتهم لتحقيق مآربه الشيطانية؟ وقد مات نيرون ولم تمت روما وبقية شامخة على مر العصور والدهور، وآل سعود سوف يموتون آجلاً أم عاجل صاغرين ويذهبوا بخفي حنين إلى مزابل التاريخ كما ذهب ممن كانوا على شاكلتهم، ويكونوا عبرة للطغاة وحكايات تقصها الجدات لأحفادهن وقت المنام، وللبيت ربا يحميه ويبقى قبلة يحج له من كل فج عميق.
مع تحيات حجاج البطاط