تسمية عون.. الفشل السعودي مرة أخرى.
أحمد الحباسى
ستفشل السعودية مرة أخرى في لبنان و ستخسر كل حروبها الدموية في المنطقة لتخرج بيد فارغة و أخرى لا شيء فيها ، هذا باختصار و اختزال محتوى تصريحات كثيرة لسماحة السيد حسن نصر الله ، اليوم و مع بداية تحرير مدينة الموصل و بداية بوادر الانتصار السوري في حلب و وجود بعض التفاهمات الروسية مع تركيا و صمود الشعب اليمنى رغم فظاعة المجازر التي ارتكبها العدو السعودي الصهيوني تتحدث التقارير الإعلامية العالمية عن فشل السياسة الخارجية و الداخلية السعودية و بالذات بعدما أقر الكونغرس الأمريكي بأغلبية الأصوات ما سمي بقانون محاسبة السعودية و اتهامها الصريح بتمويل و تنفيذ الهجمات الإرهابية التي ضربت الوجدان الأمريكي بعنف يوم 11 سبتمبر 2001 ، اليوم و بالتزامن مع ذكرى اغتيال وسام الحسن و قرب ذكرى اغتيال رفيق الحريري يكتشف نظام المافيا السعودي أن مؤامرات اغتيال هذه الشخصيات اللبنانية التي دبرتها منظومة المخابرات الغربية و الخليجية المعادية للمقاومة قد فشلت في تحقيق أهدافها المرسومة و بات الفشل هو العنوان الأبرز في سياسة السعودية و من لف لفها من المتآمرين على المقاومة .
اليــــــوم تحقق في لبنان وعد صادق آخر من وعــــــود سماحة السيد حسن نصر الله و هزيمة أخرى بالنظام السعودي من الهزائم التي وعدهم بها سماحته في كل خطبه الأخيرة ، لعل الكثيرين اليوم و من بينهم بعض الأصدقاء في 8 آذار قد ساورهم الشك في لحظة ما حول قدرة سماحته على الوفاء بوعده إزاء العماد ميشال عون ، وعد يتمثل في مساندته كمرشح وحيد عن فريق 8 آذار للرئاسة اللبنانية و لعل الكثيرين قد يئسوا من تحقيق هذا الوعد عندما خالف السيد سليمان فرنجية هذا الوعد المعلن ليجلس مع سعد الحريري و بخرج بتصريح مشبوه أثار حفيظة كل الفريق الذي ينتمي إليه و لكن سماحة السيد طمأن الجميع في الخطاب الذي تلي تلك الجلسة بأنه ليس من عادته نكث الوعود و تغيير البوصلة مهما كانت الأسباب ، لكن المثير اليوم في تسمية العماد عون أنها جاءت على لسان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري زعيم ما يسمى بفريق 14 آذار المعادى لسوريا و للمقاومة و المتعامل مع العدو السعودي الصهيوني الأمريكي فما الذي تغير حتى تنقلب المواقف 360 درجة بكل هذه السرعة .
لننتبه من البداية أنه قد سبقت هذا الموقف الفجئى تصريحات و مواقف قذرة من هذا الفريق و لعل أهمها على الإطلاق تلك التصريحات التي اتهمت حزب الله باغتيال رفيق الحريري بعد أن ظلت تتهم لأشهر عديدة النظام السوري بهذه الجريمة السياسية ، بل لنقل بمنتهى الصراحة أن هذا الفريق كان ينفذ من البداية كل التعليمات و يرضخ لكل الضغوط السعودية الإسرائيلية الأمريكية بغاية اتهام كل عناوين المقاومة في المنطقة و على رأسهم طبعا سوريا و حزب الله ، لكن سعد الحريري يجد نفسه اليوم يعانى ما يعانيه نظام المافيا السعودي من خواء السيولة المالية و فراغ الخزينة السعودية نتيجة حروب النظام الفاشلة و هو يحاول الرجوع إلى سدة الحكم لنهب الخزينة اللبنانية و مواجهة مصاريف حراسته الشخصية و لذلك فهو مضطر للقبول بترشيح العماد عون للرئاسة مقابل ترشيحه لرئاسة الحكومة ، هذا الموقف ليس غريبا على سعد الحريري فقد سبقه موقفه الشهير بالذهاب إلى دمشق بعد أن ظل لأشهر عديدة يتهم النظام بقتل والده مما أثار غضب كثير من شخصيات فريقه السياسي تماما كما حصل هذه المرة من رئيس الحكومة السابق العميل فؤاد السنيورة .
عندما نعلم أن تيار الحريري يعيش تحت المظلة المالية للنظام السعودي فلا بد أن نطرح عديد الأسئلة حول سر هذا التغير في الموقف الذي يقبل بمرشح سماحة السيد حسن نصر الله و يمثل في حقيقة الأمر هزيمة معنوية مدوية للنظام السعودي تحدثت عنها كل وسائل الإعلام في العالم ، بطبيعة الحال ، لقد حقق صمود الوعد الصادق لسماحته و صمود الموقف السوري و تغير المواقف و الحيثيات في الملف السوري و فقدان النظام السعودي لكل أمل في تغيير الأمور لصالحه سواء في سوريا أو في العراق أو في اليمن ما يشبه الاقتناع المتردد بالهزيمة و بالفشل يضاف إلى ذلك عدم قدرة النظام تحمل الأعباء المالية الخيالية التي يقدمها لحليفه تيار المستقبل خاصة بعد أن أصبح وحيدا على الساحة اللبنانية و وحيدا في انتظاره دفع فاتورة مساندته القذرة للمؤامرة الإرهابية على سوريا و محاولة الإطاحة و إسقاط حزب الله عن طريق اتهام المحكمة الخاصة بلبنان لكوادره و صمته على قرار الجامعة العربية بوصفه بالإرهاب ، لذلك كان من اللازم على القيادة السعودية ابتلاع كأس المرارة مرة أخرى للقبول بترشيح العماد عون .
لعل رحيل الرئيس الأمريكي قريبا و دخول إدارته في سباق مع الزمن لترتيب أمورها الداخلية خاصة في ظل تكافؤ الفرص الانتخابية للمرشحين كلينتون و ترامب قد يترك النظام السعودي وحيدا في مواجهة تحديات المرحلة القادمة و ارتدادات هزيمة الجماعات الإرهابية التابعة لها ، بل لعل تصاعد وتيرة الصمود اليمنى و تحقيقه لانجازات عسكرية نوعية في الفترة الأخيرة رغم جرائم العدوان السعودي و قصفه للمدنيين الأبرياء و ارتكاب المجازر التي أدانها العالم قد يدفع النظام المتهالك إلى إعادة النظر كليا في سياسته الخارجية كما طالبته عديد الشخصيات السعودية في الآونة الأخيرة خاصة بعد علامات الفشل الدراماتيكية في كل الملفات ، هذا الفشل المعلن سيضطر حكام السعودية إلى تقديم مزيد من التنازلات المؤلمة لمعالجة هذا الكم الهائل من الأخطاء و العبث الإيديولوجي و من بين هذه التنازلات القبول بالعماد عون مرشح سماحة السيد حسن نصر الله العدو اللدود للنظام كرئيس للجمهورية اللبنانية .