خطة إماراتية وسلام مع “إسرائيل” ثمناً لتسليم بن سلمان عرش السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2159
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ميدل إيست آي:
تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم النصيحة والمشورة إلى ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» حول كيفية الحصول على دعم الولايات المتحدة، وكيف يصبح ملكا بحلول نهاية عام 2016، وفق ما يكشفه موقع «ميدل إيست آي» البريطاني.
وقالت مصادر سعودية مطلعة للموقع شريطة عدم الكشف عن هويتها إن ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان» يقوم بتقديم المشورة إلى «محمد بن سلمان» حول أمرين، كيف يتلقى الدعم الأمريكي وكيف يصبح الحاكم القادم للمملكة العربية السعودية.
ووفقا للمصدر، فإن «بن زايد»، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، قد أخبر «بن سلمان» أن عليه أن يفتح قناة قوية للتواصل مع (إسرائيل) من أجل أن يكون المرشح المفضل بالنسبة للولايات المتحدة للصعود إلى العرش.
وقال مصدر سعودي آخر إن «بن سلمان» يبدو حريصا على كسب تأييد واشنطن، وقد قال مؤخرا لبعض المقربين منه أنه سوف يكمل مهمته بأن يص ملكا قبل نهاية هذا العام.
«بن سلمان»، البالغ من العمر 30 عاما، اكتسب نفوذا سريعا منذ تعيينه في منصبه في وقت مبكر من العام 2015. وهو يشغل الآن الموقع الثاني في ترتيب ولاية العرش إضافة إلى موقع وزير الدفاع ورئاسة الديوان الملكي لمنافسه الأول في ترتيب ولاية العرش: ولي العهد ووزير الداخلية «محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود».
وفي حين تورطت المملكة في عهد «بن سلمان» في الحرب في اليمن المجاورة، فقد أصبح الأمير على نحو متزايد الواجهة الدولية لبلاده منذ قيامه بإطلاق رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع عائدات البلاد بعيدا عن صادرات النفط.
وقد تسببت المقابلات التي أجراها الأمير الشاب من كل من «إيكونوميست» و«بلومبيرغ» في الكثير من الثناء من بين أولئك الذين يريدون أن يروا المملكة العربية السعودية تتغير ليس اقتصاديا فقط ولكن اجتماعيا أيضا. وبناء على نصيحة «بن زايد» في الإمارات العربية المتحدة، فإن ولي ولي العهد السعودي يسعى إلى إحداث تغيير جذري في دور الدين في المملكة.
الإصلاحات الدينية
وقال واحد من بين اثنين من المصادر السعودية المطلعة إن «بن سلمان» قد بدأ خطة تدريجية لإلغاء الشرطة الدينية واعتقال الإسلاميين الأكثر نفوذا وتأثيرا. مضيفا أنه يرغب أيضا في إلغاء هيئة كبار العلماء، الهيئة الدينية الأكبر في البلاد، ووقف كافة النشاطات الإسلامية التي تخدم الوهابية.
وسوف تتسبب هذه الإجراءات في حال نجاحها في كسبه للتأييد في واشنطن حيث يميل الكثيرون إلى تفضيل المصالح طويلة الأجل التي جمعتهم مع «بن نايف».
وقال المصدر إن هذه الإصلاحات الدينية سوف توصف بأنه أعمال عظيمة من قبل أوركسترا معدة بشكل جيد من شركات العلاقات العامة في الولايات المتحدة. وسوف يكون الهدف منها هو الإشادة بـ«بن سلمان» كبطل في من قبل الصحافة، والكونغرس، والأوساط الأكاديمية، بحيث تضطر الإدارة الأمريكية إلى متابعته.
وقال محللون متخصصون في الشأن السعودي لــ«ميدل إيست آي» إن إلغاء دور المؤسسة الدينية سوف يكون مهمة صعبة للغاية بالنسبة إلى الأمير الشاب.
«بن سلمان ربما يكون هو الشخص الذي يضع حدا لهذا التحالف الحاكم القائم منذ 60 عاما الذي بدأه الملك فيصل»، وفقا لـ«كريستوفر ديفدسون» مؤلف كتاب «ما بعد الشيوخ: الانهيار القادم لممالك الخليج».
وأضاف بالقول: «لكن الحديث عن الأمر سوف يكون أسهل كثير من القيام به».
تأسست هيئة كبار العلماء رسميا في عام 1972 من قبل «فيصل»، ومنذ ذلك الحين فإنها تمارس سلطة سياسية هامة. وهي المسؤولة عن منح المشروعية الدينية لكل حاكم جديد للبلاد.
ومع ذلك، كانت هناك تحركات بالفعل تهدف إلى إضعاف قوة المؤسسة الدينية. في إبريل/نيسان من هذا العام تم تجريد الشرطة الدينية من قدرتها على اعتقال الناس وطلب منها فرض القيم الإسلامية بشكل أكثر لطفا. وقال «أندرو هاموند»، مدير مكتب «رويترز» السابق في الرياض أنه «في الوقت الذي يتم فيه التخلي عن الدولة الوهابية فقد هناك تداعيات مرتقبة واسعة النطاق على المجتمع السعودي». «تكمن هذه التحديات في أولئك المختلفين مع هذا الأمر إضافة إلى العلماء المستقلين. إذا قمت بإعلان الحرب على كل هؤلاء فما الذي سوف يضمن شرعيتك».
«لا يوجد تصويت حول السلطة في البلاد. وبن سلمان لا يزال جديدا أيضا. ويمكن لمثل تلك الخطوة المتهورة أن يكون لها تأثير مزعزع للاستقرار نتيجة لرد الفعل الديني العنيف في حال لم تكن جزءا من جهد أوسع لإعادة معايرة شرعية النظام من خلال برلمان حقيقي».
ويضيف بالقول: «في حقيقة الأمر لا يبدو أن مثل هذا التوجه في اعتباره».
العلاقات مع (إسرائيل)
الاستراتيجية الثانية التي أوصى بها «بن زايد» من أجل كسب تأييد واشنطن كانت في واقع الأمر أقل مفاجأة للمحليين وهي تتمثل في توثيق العلاقات مع (إسرائيل).
وقد تحدثت تقارير كثيرة خلال العام الماضي عن العمل الفعال بين الرياض وتل أبيب في محاولة لوقف الولايات المتحدة عن عقد الصفقة النووية مع إيران، رغم عدم وجود أي علاقات رسمية بين البلدين.
وقد تشارك ممثلو البلدين علنا المنصات العامة مثلما حدث في مجلس العلاقات الخارجية في شهر يونيو/حزيران من عام 2015 عندما تحدث الممثل السعودي «أنور عشقي جنبا» إلى جنب مع «دوري غولد» المسؤول الإسرائيلي.
وتعد العلاقات السعودية الإسرائيلية موضوعا شائكا وحساسا بسبب الرأي العام المتعاطف بشكل كبير في المملكة مع قضية إقامة دولة فلسطينية. وقد مثلت حساسية علاقات (إسرائيل) مع الدول العربية قضية أخرى شغلت اهتمام «بن زايد».
في حين نمت العلاقات بشكل كبير بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين (إسرائيل) خلال السنوات الماضية، فقد ظلت تلك العلاقات سرية إلى حد كبير. كانت هناك رحلات سرية بين البلدين إضافة إلى اتفاقات تجارية هامة في مجالات الأمن والزراعة.
ووفقا لـ«ديفدسون»، فإن الأثر الإيجابي لهذه العلاقات لدى واشنطن هو السبب في قيام قادة دول الخليج بمثل هذه المخاطرة وعلى رأسهم «بن زايد» و«بن سلمان».
«تقليديا، كثيرا ما حاول الشركاء العرب استرضاء الولايات المتحدة من خلال الحصول على علاقات دافئة مع الصديق الأول للولايات المتحدة في المنطقة»، وفقا لـ«ديفدسون». وقال مصدر سعودي إن واشنطن قد تتجاوب مع محاولات «بن سلمان» ليكون ملكا في حال نجح في تحقيق تواصل جيد مع (إسرائيل) حتى لو كان الأمريكيون لا يزالون يحبون «بن نايف».
خفوت «بن نايف»
ولا يزال «بن نايف» يشغل المرتبة الأولى في خط الخلافة ولكن خفوته النسبي مقارنة ببروز «بن سلمان» قد دفع كثيرين إلى القول أن الأمير البالغ من العمر 56 عاما في طريقه للانزواء.
خلال زيارة «بن سلمان» الأخيرة إلى الولايات المتحدة، حيث التقى الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» والرئيس التنفيذي لفيس بوك «مارك زوكربيرج»، أظهر تقارير منسوبة إلى مصادر في الاستخبارات الأمريكية أن «بن نايف» مريض وعلى وشك الموت.
وقد تأكدت «ميدل إيست آي» أن «بن نايف» يتمتع بصحة جيدة. ويقول «هاموند» إن هذه التقارير حملت السمة المميزة لكونها جزءا من خطة لتعزيز «بن سلمان» كخيار أفضل.
يقول «هاموند»: «هناك جهود متضافرة ليس فقط لجعل بن سلمان يبدو أنه رجل المرحلة والخيار الوطني الأول، ولكن أيضا جعل محمد بن نايف يبدو متراخيا ومنذويا».
وترجع علاقة «بن نايف» القوية مع الولايات المتحدة إلى خبرته الطويلة في مجال مكافحة الإرهاب والتي تجعل واشنطن تنظر إليه كشريك موثوق به. وقد كان «بن نايف» صاحب الفضل الأول في تحجيم حملة تنظيم القاعدة من التفجيرات وعمليات إطلاق النار التي اندلعت في المملكة بين عامي 2003 و2005. وتعني تجربة «بن نايف» العميقة في مجال مكافحة الإرهاب وموقعه كوزير للداخلية أن لديهم حلفاء مهمين في المؤسسات الأمنية والعسكرية السعودية.
وقد وصفت صحيفة «واشنطن بوست» هذا الأسبوع العلاقات بين «بن زايد» و«بن سلمان» على أنها علاقة معلم بطالبه. على النقيض فمن المعروف أن «بن نايف» يحمل قدرا من الازدراء لـ«بن زايد» بسبب برقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس عام 2003 وصف فيها «بن زايد» والده الأمير «نايف بن عبد العزيز» بأنه مثل القرد، معقبا بأن «داروين» قد كان محقا.
ويبدو الصراع على موقع الملك السعودي المقبل بالغ الدلالة. لأسباب ليس أقلها أن العاهل السعودي الحالي، الملك «سلمان» البالغ من العمر 80 عاما، يبدو في حالة صحية سيئة. إضافة إلى أن الحاكم المقبل سوف يكون أول ملك للبلاد من خارج أبناء الملك المؤسس «عبد العزيز آل سعود».
وقال مصدر سعودي مقرب من «بن سلمان» أن هناك العديد من الشائعات التي تسري في الرياض حول خطة لترقية «بن سلمان» كملك خلال الفترة الراهنة وقبل ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وتهدف الرؤية الاقتصادية لـ«بن سلمان» التي تشمل بيع بعض أصول الدولة وجلب المستثمرين إلى البلاد إلى إقناع الجمهور الدولي.
يقول «هاموند» معلقا: «سيكون الأمر مجرد تحويل للأبوية إلى شكل من أشكال الليبرالية الجديدة التي تعطي العائلة الحاكمة المزيد من الوقت للسيطرة على موارد الدولة واحتكار السلطة ومنع الناس من المشاركة في إدارة شؤون بلادهم».
وقال «ديفيدسون» أنه من السابق لأوانه القول أن «بن نايف» قد خرج من الصورة. «حلفاء بن نايف داخل الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة أقوياء جدا. وهم لا يزالون موالين له. كما أن له علاقات وثيقة أيضا مع هيئة كبار العلماء».
ولكن أيا منهما سوف يواجه مهمة غير مسبوقة في التغلب على مجموعة كبيرة من الضغوط الاقتصادية والسياسية على المملكة. وقد تسبب تراجع أسعار النفط في تراجع حكومي كبير ما تسبب في عجز كبير في الموازنة الحكومية. كما أن المملكة العربية السعودية تعاني بشدة من الهجمات المتتالية للموالين لتنظيم «الدولة الإسلامية».