الحكومة السعودية تتفق مع الفاتيكان على بناء كنائس بالمملكة
محمد الجوهري
كشفت صحيفة «إيجيبت إندبندنت» المصرية (خاصة) أن الحكومة السعودية وافقت على بناء كنائس داخل المملكة بموجب اتفاق تم إبرامه مع الفاتيكان مؤخرا.
ونقلت الصحيفة عن ما أسمتها بـ«مصادر بابوية» إن الاتفاق تم إبرامه بين رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، «جان لويس توران»، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، السعودي «محمد بن عبد الكريم العيسى».
وينص الاتفاق، أيضا، على إنشاء لجنة مشتركة منسقة تضم ممثلين اثنين لكلا الجانبين لتنظيم اجتماعات مستقبلية.
ومن المخطط أن تجتمع اللجنة مرة واحدة كل عامين، وسيتم عقد اجتماعاتها بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلامي.
من جانبه، أكد أحد كبار ممثلي بابا الفاتيكان في الشرق الأوسط، المطران اللبناني «بول منجد الهاشم»، وجود مناقشات للسماح ببناء كنائس في المملكة.
وأضاف «الهاشم» لوكالة الأنباء الفرنسية: «هناك حوالى ثلاثة أو أربعة ملايين مسيحي في السعودية، ونأمل أن تكون لديهم كنائس».
وفي الفاتيكان، قال المتحدث باسم البابا، الأب «فيديريكو لومباردي»: «إذا نجحنا في الحصول على تصريح لبناء أول كنيسة (في السعودية)، فسيكون ذلك نتيجة لأبعاد ذات طبيعة تاريخية».
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إن الكاردينال الفرنسي «جان لويس توران» زار السعودية، في أبريل/نيسان الماضي، والتقى برموز من العائلة المالكة، وتحدث عن وجوب تعامل البلاد الإسلامية مع أتباع الديانات المختلفة على قدم المساواة.
كما التقى «توران» -الذي ينظر إليه على أنه محفز للحوار بين الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والإسلام- العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في العاصمة الرياض.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، التقى رئيس الكنيسة المارونية اللبنانية «بشارة الراعي»، الملك «سلمان»، وولي العهد «محمد بن سلمان» في زيارة، اعتبرت تاريخية.
وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة مؤخرا، التقى «بن سلمان» مجموعة من القادة اليهود والمسيحيين الكاثوليك في نيويورك، ووصفت وسائل إعلام هذا اللقاء بأنه «حوار نادر بين الأديان».
وقالت «ديلي ميل» إن «بن سلمان» يسعى إلى إبراز صورة «جديدة كليا» للسعودية في الغرب، بعد أن ارتبطت في مخيلتهم لعقود بـ«الأيدلوجية الجهادية وإخضاع النساء».
وفي أبريل/نيسان 2017، كشف القس الأمريكي «براندن» أنه قدم أوراق تأسيس أول كنيسة في السعودية رسميا، وأنه تم قبولها.
وأضاف، في لقاء مع قناة أمريكية، أن تلك الكنيسة تم بنائها فعليا بشكل جزئي في الرياض، ويصلي بها المئات، وتسمي بـ«كنيسة الأمل».
وأثار الأمر، حينها، جدلا واسعا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل السعودية.
لكن الإعلام السعودي، بعدها، تفاعل مع الأمر بسخرية، معتبرا أن الحديث عن «كنيسة الأمل» في الرياض لم يكن سوى «كذبة أبريل»، وسط تشكيك في هذا التوجه.
ولا يوجد في السعودية -التي تعد قبلة المسلمين باحتوائها على الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة- أي كنائس أو دور عبادة لغير المسلمين؛ إذ تحظر المملكة بناءها استنادًا لآراء وفتاوى رجال الدين ذوي النفوذ بالبلاد.
ويستشهد مؤيدو هذا التوجه بأحاديث منسوبة إلى النبي «محمد»، صلى الله عليه وسلم، تتحدث عن وجوب أن تكون «جزيرة العرب» مقرا للدين الإسلامي فقط.
لكن السعودية -التي يوجد بها قواعد أمريكية- تسمح للجنود الأمريكيين بأداء طقوسهم وصلواتهم داخل تلك القواعد، وتحدثت تقارير صحفية سابقة عن وجود كنائس مشيدة بالفعل داخل تلك القواعد الموجودة في مدينة الظهران (شرقي المملكة) وغيرها.
وإضافة لنحو عشرين مليون سعودي يعتنقون الدين الإسلامي، يوجد أتباع ديانات ومذاهب أخرى من مختلف دول العالم، يشكلون جزءًا من نحو عشرة ملايين وافد أجنبي يعيشون في السعودية، ويمارسون طقوسهم الدينية في منازلهم.
ويوجد في السعودية من يؤيد بناء الكنائس بالفعل ودور عبادة أخرى؛ إذ يقولون إن حظرها يستند لتفسيرات غير منطقية لرجال الدين، مستشهدين بوجود كنائس قديمة يعود بناؤها لقرون، إضافة لكنائس تم بناؤها حديثًا في عدة بلدان إسلامية، وبينها الكويت المجاورة.
لكن دولة الفاتيكان -التي أبرمت الاتفاقية مع السعودية- لا تسمح ببناء المساجد داخلها باعتبارها رمزا عالميا للمسيحية الكاثوليكية، حسب «ديلي ميل».
المصدر | الخليج الجديد