الحكام العرب سيقفون في الطابور للاستفادة من ترامب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2564
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بقلم: سمدار بيري
لو كنت في مكان مستشار كبير للشؤون الاستراتيجية لدى واحد من الـ 22 حاكم في العالم العربي، وليس مهما حقا من هو الحاكم، لكنت كتبت توصية مزدوجة: اخرج عن طورك كي ترحب بترامب بالكلمات الاكثر كياسة وابلغه “اننا نتوقع توثيق التعاون بيننا”. هذا ما يفعله الان السيسي، ابو مازن، سلمان ملك السعودية وحكام إمارات الخليج. والى جانب ذلك كنت سأوصي، الحاكم ان يستعد لايام سية.
فبعد كل شيء، من زاوية نظر حكام الحارة، لا يوجد الكثير مما يمكن عمله: ترامب هو الرئيس الـ 45، هذا الرجل جاء ليبقى، وهو ينثر عن قصد علامات استفهام. واذا كان ثمة شيء تمكن ترامب من تعلمه حتى الان، فهو أنه لا يوجد حتى ولا حاكم واحد في الشرق الاوسط يشتعل السلام بين اسرائيل والعالم العربي في عظامه حقا. لا في القدس، لا في رام الله، لا في القاهرة ولا في الرياض. المبعوث الخاص الذي عينه ترامب لنفسه لشؤون حارتنا هو صهره، غارد كوشنير، ابن الـ 36. هو أيضا عديم التجربة. لا يبدو أنه تمكن من اعداد خطط أو استعد لدس اليدين والقدمين في مستنقع النزاعات في المنطقة.
حتى اليوم، في جملة المقالات لوسائل الاعلام وكذا في خطاب التنصيب الضحل، لم يجتهد ترامب في أن يثبت بان لديه رؤيا. فهو رجل اعمال ينطلق لبيع شعار “امريكا في المكان الاول. من يريد أن يتقدم باقتراحات في مواضيع لا ترتبط بالشؤون الداخلية، فليأخذ رقما، ويقف في الطابور ويكون مستعدا لان يسحب المحفظة.
في سوريا مثلا، لا يهم ترامب اذا كان رحل الاسد ام بقي. وهو يقترح اقامة مناطق فاصلة بين الحكم ومعارضيه. واحاطتها باسيجة الامن، مثلما اقترح عمله على طول الخطوط مع المكسيك. والسعوديون وامارات النفط في الخليج سيكونون مسؤولين عن التمويل. هكذا يعملون في عالم الاعمال التجارية، خذ – أعطِ – إدفع. كما أنه لن يسمح للاجئين من سوريا بالدخول الى أمريكا.
انتبهوا، أيها المستشارون للحكام العرب بانه في مراسم التنصيب في واشنطن حضر حاخام يهودي ورجلا دين مسيحيان. لم يحلم المنظمون حتى بان يجلبوا مندوبا لدين النبي محمد. فالرئيس المنتخب يمقتهم. وقد ذكر المسلمين فقط حين أقسم على مطاردة الارهاب والقضاء عليه. فكيف يعتزم إدارة المطاردة؟ القائد الاعلى الجديد للجيش الامريكي سيتعاون مع بوتين ويدعه يقوم بالعمل. هذه من المتوقع أن تكون ايام سيئة بالتأكيد لتنظيم داعش. وماذا يعتزم ترامب عمله بالاتفاق النووي مع ايران؟ سؤال جيد. حسب مستوى الضغط في طهران والتهديدات التي تخرج من هناك، ترامب لن يتحرك والاتفاق لن يتحرك.
كيف سيفسر المستشار للشؤون الاستراتيجية في حارتنا اعلان نوايا ترامب لنقل السفارة الامريكية الى القدس؟ لقد سبق أن بعثوا بالمبعوثين، نقلوا الرسائل الى قيادة ترامب، حذروا من الانفجار. وكما يبدو الامر حاليا، توجد نية، ولا يوجد موعد محدد. اذا حصل هذا حقا، فالميادين في ارجاء العالم العربي ستمتلىء. وستكون هذه هي اللحظة لاشتعال الشوارع وتنفيس الاحباطات. ميدان التحرير سيغرق بالمتظاهرين، الفلسطينيون سيعربدون وفي الاردن لن ينجحوا في وقف الجموع الغاضبة.
ترامب يستخف بالجميع ولا يحصي احدا. انتبهوا، ايها الملوك والرؤساء من العالم العربي: هو يفعل هذا بالترتيب المعاكس – الاعمال والملايين، وفقط بعد ذلك الحكم. وهو يعرف منذ الان بان عندكم تجري الامور من الاتجاه الثاني: فقط بعد الدخول الى القصر يتعلمون كيف يجرفون المال.
صورة واحدة تروي قصة المسافة الشاسعة: خمسة رؤساء سابقون – جيمي كارتر، بوش الاب والابن، كلينتون واوباما – امتثلوا لحضور مراسم التنصيب في البيت الابيض. لم تنجح أي من الدول العربية في أن تُري صورة كهذه.
يديعوت 22/1/2017