صحيفة غلوبس الإسرائيلية: “إسرائيل” تكرر الفشل السعودي في اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 515
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

حذّر العميد في الاحتياط شموئيل إلماس، من أن استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على اليمن لا يؤدي إلى إضعاف قوات صنعاء، بل يمنحها قوة وزخمًا سياسيًا وشعبيًا أكبر، مؤكدًا أن ما تفعله إسرائيل يعيد تكرار أخطاء التحالف السعودي الإماراتي. وفي مقال نشره موقع Globes الاقتصادي الإسرائيلي، أشار إلماس إلى أن الهجوم الأخير الذي نفذته 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية على موانئ الحديدة والصليف، وأسقطت خلاله 35 قذيفة، كان مثيرًا من حيث التنفيذ، لكنه عديم الجدوى من الناحية الاستراتيجية. وقال: “كل هجوم في اليمن يُعزز الحوثيين، لا يُضعفهم”. وزعم إلماس أن الغارات الإسرائيلية على منشآت مدنية أو صناعية في اليمن، مثل مصانع الخرسانة، تعكس جهلاً بطبيعة الواقع في بلدٍ دمرته حرب دامت قرابة عقد. وقال: “لا يمكنكم التأثير على الحوثيين بالضغط الاقتصادي، لأن ليس لديهم ما يخسرونه”. وهنا يطرح الكاتب الإسرائيلي تصوراً خاطئاً إذ أن لليمنيين ما يخسرونه جراء تمسكهم بموقفهم الديني والإنساني، لكنهم لا يبالون بأي خسائر في سبيل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائم الإبادة الجماعية على قطاع غزة. وانتقد إلماس تكرار المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للأخطاء التي ارتكبتها “السعودية” والإمارات، قائلاً إن الكيانين في الخليج اعتمدتا لعشر سنوات على الضغط العسكري لهزيمة “أنصار الله”، لكنها انتهت إلى التفاوض معهم، بل والبحث عن ضمانات أمنية إيرانية لحماية مصالحهما. وأوضح أن “الفهم الخاطئ لطبيعة أنصار الله، يشبه الفهم الساذج الذي ساد في إسرائيل حول دور المنحة القطرية في تهدئة حماس”، مشيرًا إلى أن هذا النوع من السياسات لا يفضي إلى الأمن، بل يمنح الخصم فرصة للتجهيز والاستعداد. ويرى الكاتب أن زعيم حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، يخرج مستفيدًا من كل ضربة إسرائيلية، حيث تُمكنه من رفع شعبيته في الداخل اليمني الفقير والممزق، خاصة مع تزايد الغضب العربي والإسلامي من المجازر الإسرائيلية في غزة، مما يجعل أي رد يمني يُنظر إليه كـ”رد طبيعي ومشروع”. وأشار إلى أن “الضربات لا تُسهم في ردع أنصار الله بقدر ما تمنحهم شرعية وطنية وشعبية، وتُرسخ موقعهم في محور المقاومة، الذي أصبح يقود معركة متعددة الجبهات ضد “إسرائيل” في غزة ولبنان واليمن والعراق”. في نهاية المقال، خلص إلماس إلى أن “هناك خيارين فقط أمام إسرائيل للتعامل مع أنصار الله، لا ثالث لهما: إما التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في غزة، يُفضي تلقائيًا إلى تهدئة جبهة اليمن، أو ضرب إيران مباشرة وحرمان الحركة اليمنية من مصدر الدعم”، حسب زعمه. وقال: “مهاجمة أنصار الله فقط لن تُجدي، بل تُعزز مكانتهم. وحده بثّ الخوف في طهران، ومنعها من إرسال الدعم، قد يغير شيئًا”. منذ انخراط صنعاء في معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، صعدت من هجماتها على السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، قبل أن توسع عملياتها إلى البحر العربي وخليج عدن، وتبدأ في توجيه ضربات مباشرة نحو عمق فلسطين المحتلة، ثم توسع الضغط أكثر بفرض حظر على الملاحة الجوية للاحتلال الإسرائيلي في مطار اللد “بن غوريون”. يذكر أن صنعاء كثّفت، أول من أمس، هجماتها الصاروخية على مطار “بن غوريون” في تل أبيب لتثبيت الحظر الجوي الذي أعلنت الأولى فرضه على إسرائيل؛ كما جدّدت دعوتها جميع شركات الطيران الدولية إلى تجنّب التحليق في أجواء الكيان، مؤكّدة اعتزامها توسيع نطاق عملياتها الجوية لتشمل مطارات الاحتلال كافة، خلال الفترة المقبلة. وأعلن الناطق باسم تلك القوات، العميد يحيى سريع، تنفيذها ثلاث هجمات جوية ضد مطار “بن غوريون”، استخدمت فيها صاروخين باليستيين أحدهما فرط صوتي من طراز “فلسطين 2″، والآخر باليستي بعيد المدى من طراز “ذو الفقار”، فضلاً عن دخول الطائرات المُسيّرة من طراز “يافا” معركة الحظر الجوي. وتُعدّ هذه العملية، التاسعة التي تستهدف مطار “بن غوريون “منذ الرابع من الشهر الجاري، وهي حملت أكثر من رسالة، أولاها أن صنعاء حاضرة للرد على أي تصعيد إسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بتصعيد مماثل، خاصة أن الهجمات جاءت بالتزامن مع عودة حرب الإبادة ضد أبناء القطاع، وقيام العدو خلال الساعات الماضية بارتكاب عدد كبير من المجازر ضد النازحين في شمال غزة ووسطها وجنوبها، والتي نتج منها سقوط أكثر من 100 شهيد مدني معظمهم نساء وأطفال. أما الرسالة الثانية، فهي موجهة إلى القادة العرب الذين شاركوا في قمة بغداد العربية، ومفادها أنْ لا سبيل للتعامل مع العدو إلا بالقوة ومضاعفة الضغوط العسكرية، كونه يتعمّد الرد على مخرجات كل قمة عربية بتكثيف جرائم القتل والإبادة بحق الفلسطينيين العُزّل، وكان ردّه على بيان قمة بغداد الهزيل إعلانه عملية “عربات جدعون”. واعترف جيش الاحتلال بتعرّض مطار “بن غوريون” للهجوم فجر أمس، لكنه ادّعى اعتراض منظومة “حيتس” صاروخاً واحداً قال إنه أُطلق من اليمن. وفي تعليق على هذه المزاعم، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحركة “أنصار الله”، نصر الدين عامر، في منشور على منصة “إكس” في أعقاب الهجوم: “من يصدّق ادّعاء العدو باعتراض الصواريخ اليمنية، عليه أن يتذكّر عندما أعلن العدو في البداية اعتراض الصاروخ الشهير الذي ضرب مطار اللد (بن غوريون) قبل أيام بنجاح.