تحفّظ سعودي على خطط التصعيد... واشنطن تعاود تحريك الجبهات

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 161
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

صنعاء | من جديد، أعادت واشنطن خطة تحريك الفصائل الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي في جنوب اليمن، تمهيداً لفتح جبهات ضد حركة «أنصار الله»، يراد منها التأثير على عمليات الأخيرة ضد الكيان الإسرائيلي. وفي هذا الإطار، أجرت السفارة الأميركية في اليمن، خلال اليومين الماضيين، اتصالات مع قادة الفصائل الموالية للإمارات والسعودية، فيما أبلغ السفير ستيفن فاجن، رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، خلال لقاء جمعه به مساء أول من أمس، نية بلاده دعم الفصائل ودمجها استعداداً للتصعيد.ويأتي الحراك الأميركي الجديد، والذي بدأ منتصف الأسبوع الجاري بتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الفصائل الموالية للإمارات في جنوب اليمن، كردّ فعل على استهداف صنعاء تل أبيب بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2»، فجر الأحد الماضي. وللمرة الأولى منذ سنوات، أعلن «المجلس الانتقالي الجنوبي» تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل التابعة لطارق صالح في الساحل الغربي، بعد أيام من فتح الأخيرة مكتباً لها في عدن. وقد جمعت الإمارات بين رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، وطارق صالح في أبو ظبي، الإثنين الماضي، حيث اتفقا على تشكيل تلك الغرفة. وتزامن توقيت الاجتماع بين الطرفين اللذين كانا يعيشان حالة قطيعة منذ سنوات، مع دعوة السفير فاجن، القوى الموالية للإمارات والسعودية إلى إنهاء الخلافات والتوحّد لمواجهة التحدّيات التي تفرضها حركة «أنصار الله»، وهو ما يشير إلى أن هذه الخطوة قد تكون جزءاً من ترتيبات أميركية لتصعيد جديد في اليمن.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر سياسية مطلعة مقرّبة من حكومة عدن، لـ«الأخبار»، أن «الولايات المتحدة تسعى إلى تشكيل تكتّل عسكري جديد من الفصائل الموالية للإمارات والسعودية لمواجهة الحوثيين»، مشيرة إلى أن الخطة الأميركية جاءت بناءً على مقترحات سابقة قدّمتها حكومة عدن و«المجلس الرئاسي» بهدف تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وسبق أن جرت مناقشتها مع «الرئاسي» خلال الربع الأول من العام الجاري. وأرجعت المصادر تأخّر الاستجابة الأميركية لمطالب حكومة عدن التي زعمت في أكثر من طلب قدمته إلى المبعوث الأمريكي، تيم ليندركينغ، أنها قادرة على تأمين حركة الملاحة الدولية من خلال السيطرة على المرتفعات المطلّة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، إلى عدم الثقة الأميركية بتلك الفصائل بسبب الخلافات الكبيرة بينها.

وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام تابعة لـ«أنصار الله»، عن مصادر ديبلوماسية غربية، حديثها عن خلافات أميركية – سعودية بشأن خطة التصعيد التي يجري الترتيب لها مع الإمارات في اليمن. وأفادت المصادر بأن الولايات المتحدة ناقشت مع السعودية دعم الفصائل الموالية لـ»التحالف»، وإعادة ترتيب صفوفها لتفعيل الجبهات عسكرياً ضد «أنصار الله»، لكن الرياض رفضت الخطة الأميركية نهائياً، خشية تعرّضها للردّ من قبل «أنصار الله»، ونظراً إلى عدم تعويلها على الجماعات الموالية لها في إمكانية تغيير الواقع في اليمن، ومخاوفها من أن تفتح هذه الخطوة الباب على عودة التصعيد على نطاق واسع، وهو ما قد يمثّل انتكاسة كبيرة لمساعي السلام.
يأتي هذا التطوّر في ظلّ فشل الجهود العسكرية الأميركية لاحتواء العمليات اليمنية ضد الكيان الإسرائيلي، واستمرار تنامي قدرات اليمن، والتي باتت تشكل مصدر إقلاق للولايات المتحدة. كما يأتي في ظل استمرار الحراك الأممي الذي يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لوقف أي تصعيد عسكري محتمل. وفي السياق، قال مكتب غروندبرغ، في بيان أمس، إنه أجرى محادثات خلال زيارته، أول من أمس، لطهران مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ومسؤولين وديبلوماسيين آخرين، وذلك ضمن تحركاته للبحث عن دعم للجهود الإقليمية والدولية المنسّقة، الرامية إلى تحقيق حلّ سلمي شامل للنزاع في اليمن يلبّي تطلّعات اليمنيين. وشدّد غروندبرغ على الحاجة الملحّة إلى استئناف مسار المفاوضات البناءة بين الأطراف، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الوحيد المستدام لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد. وسلّط الضوء على عدد من القضايا التي تقوّض جهود وساطته، بما فيها التطورات الإقليمية والتصعيد في البحر الأحمر.