غيظا من مشاهد “الوحدة الإسلامية”: الذباب الإلكتروني يستنفر ضد “تغريدة” الإمام الخامنئي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 15
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

“طوفان الأقصى” لم يوقظ أذهان العالم إلى القضية الفلسطينية فحسب، بل أخمد شرارة فتنة بين المسلمين كانت تشتعل عند كل ريح خليجية أو أميركية تهبّ كلّما شاءت مصالحهم ذلك. وقد تجلّى هذا الأثر كأحد أعظم نتائج الطوفان بعيدة المدى، وهو الأمر الذي أغاظ ممتهني إشعال الفِرقة بين “السنة” و”الشيعة”، فعادوا إلى الساحة بسيف الفتنة راجين نجاح مساعيهم. وبعد أن كانت شرارة الفتنة قد خمدت وكادت أن تنطفئ بفضل وحدة صفوف المقاومة في كل من لبنان والعراق واليمن، المحسوبين على الطائفة “الشيعية”، في إسناد جبهة المقاومة في غزة، المحسوبة بدورها على الطائفة “السنية”، أعادت أجهزة أميركا وأذرعها الشيطانية في المنطقة البحث عن منافذ إشعالها. وكان أن اصطيد “بتغريدة” لقائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي نشرها بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين –سبط النبي- يؤكد فيها استمرار حرب الحسينيين ضد اليزديين. وما الإمام الحسين إلا إمام المسلمين أجمعين وهو الذي ما شكك أحد في قضيته وأهله في كربلاء، وما يزيد إلا قاتل الحسين الذي ما شكك أحد في انحرافه وفسقه، ولا في بطشه وجوره، ولا في ظلمه وهتكه الحرمات، إلا من المدسوسين! “تغريدة” الإمام الخامنئي في الخامس والعشرين من آب الجاري، دوّن فيها “المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية هي معركة مستمرة، وقد حدّد الإمام الحسين (ع) ماهيّة هذه المعركة وهدفها، قائلًا: “إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:من رأى سلطانًا جائرًا” القضيّة قضيّة الظلم والجور؛ الجبهة الحسينية تقاوم اليوم الجبهة اليزيديّة، أي جبهة الظلم والجور“. ليتفاعل الذباب الالكتروني بمن فيهم شخصيات حقيقية تستخدم منصتها للتماهي مع موجة الذباب. على رأس هؤلاء كان عنصر المخابرات الأردنية فايز الدويري. معتّما على جزء التغريدة التي ذكر فيها السيد الخامنئي أن الجبهة اليزيدية بما تمثلها من جبهة ظلم وجور، ومعلّقا على جزئية “الجبهتين” مقدّما للآلاف من متابعيه بُعدا في أصله فتنويا بحتا يدّعي فيه رفضه ما زعم أنه “بث الفرقة وإحياء الفتنة”. مُصطاداً بالماء العكر، ينسف الدويري وكل من أعادوا نشر تغريدته وكل الذباب الخليجي والصهيوني الذي تماهى مع موقفه، كل ما قدمته إيران عسكريا لجبهات المقاومة وعلى رأسهم حركة حماس –التي ثبت أن الدويري واشبابه لا يعترفون سوى بها كجبهة مقاومة. وناسفا كل خطابات الإمام الخامنائي –كونه أتى على ذكر الخطاب- التي دعى بها وما زال يدعو لوحدة الصف بوجه العدو الأول للمسليمن. عدد من الناشطين والإعلاميين أخذوا حقهم من الدويري وأجابوا على تغريدته. فعلّق الإعلامي اللبناني علي مرتضى قائلا: “على اساس أن الحسين بن علي هو ابن بنت رسول الشيعة فقط وليس رسول السنّة ايضاً ! هل تعلم ان اسرائيل هي الجبهة اليزيدية يا دويري؟ ام ترى رؤوس الاطفال ونحورهم المقطّعة في غزّة؟ الم تذكرك برأس ابن بنت رسول الله ونحر طفله الرضيع؟ الم ترى الكفوف المقطّعة في غزة ك كفوف العباس في كربلاء؟“. خاتما تعليقه مستهزئا من شعار “حلل يا دويري”، قائلا “افتن يا دويري .. افتن“. وبدوه علّق أحمد سرحان قائلا “التويت صرلها ٣ ايام، بس يبدو انت تريد احياء الفتنة وليس السيد الخامنائي، وانت انسان طائفي وتغريداتك قبل سنوات تعبّر عنك. السيد عبّر تعبير مجازيًا يقصد فيه أن الجبهة الحسينية هي من يقاتل في غزّة ولبنان والمحور كلّه، في وجه الجبهة اليزيدية وهي اميركا واسرائيل واعوانها العرب مثل الاردن وغيرها”. كما استذكر عددا من التغريدات التي يمجّد الامام الخامنئي بها المقاومة في غزة والضفة الغربية موكلا لهتين الجبهتين فضل عظمة سائر جبهات المقاومة! كما أعاد “الإعلامي” الصهيوني إيدي كوهين توجيه تغريدة الدويري مادحا وساخرا من الموقف في الوقت نفسه. قائلا “عيب يا لواء …. لماذا تهين كبار الشيعة؟ يا شماتة كوهين”. المآرب التي استُغِلت لأجلها تغريدة السيد الخامنئي والهجمة غير المبررة التي سيقت عليه، وتزامنت مع هجوم على السيد حسن نصر الله من حسابات أغلبها مجهولة الهوية، يبنئان بالغضب الذي حلّ في صفوف “الجبهة اليزيدية”. والمفارقة أن فرقة الفتنة هذه شنت الهجوم على السيد نصر الله في سياق الاستخفاف بالعملية التي شنتها المقاومة اللبنانية على أراضي فلسطين المحتلة واستهدفت قاعدة عسكرية إسرائيلية مسؤولة عن التخطيط لأغلب عمليات الاغتيال في المنطقة والمسؤولة عن نشر الفتن “السينية- الشيعية” على وجه التحديد. وكأن الهجوم هذا بدا وكأنه ردُّ من تألم على استهداف القاعدة الإسرائيلية “غليلوت” القريبة من “تل أبيب”. إلى جانب كل ما سلف، لا يمكن وضع الهجوم المزدوج في سياق لا يلتقي مع ذكرى أربعين الإمام الحسين التي تتزايد فيها عاماً عن عام مظاهر الوحدة الإسلامية. وكانت خصوصية أربعين هذا العام هو في إحياء الفرصة التي سُرقت من حجاج مكة، وهي بالتعبير الجماعي عن مناصرة القضية الفلسطينية والتنديد بجرائم الاحتلال؛ كما بكل أشكال التواطؤ مع أجندات الغرب. أخيرا، مشهد صلاة الإمام الخامنئي على الشهيد اسماعيل هنية في إيران، وعشرات الآلاف خلفه يصلون عليه، والتشييع المهيب الذي ناله الشهيد في إيران ومشاهد الدموع التي ذُرفت، آلمت حتما صنّاع الفتن في ديارنا. وفي الوقت نفسه هو مشهد بوضوحه ومباشرته، كفيل بتكذيب ادعاءات الذباب المدفوع خليجيا- إسرائيليا وأميركيا، عن أن إيران تعمل على تأجيج فتن هم أنفسهم صنّاعها.