مشاركون سابقون في “ذا لاين” يتحدثون عن رأيهم بالمشروع: سيكون أشبه بمنتجع وليس مدينة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 13
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تفقد مدينة “ذا لاين” هيبتها مع الوقت، خاصة مع توالي التصريحات المتشائمة الصادرة من شخصيات عملت فترة من الزمن في المشروع أو شخصيات متخصصة. آخرها ما أدلى به  أحد المستشارين الذين عملوا في مشروع نيوم وقال فيها أن القطعة المركزية فيه والتي تسمى “ذا لاين” ستكون بمثابة منتجع أكثر من كونها مدينة سكنية. المستشار كريس هابلز جراي، في تصريح لموقع “بيزنس انسايدر”، المؤلف والاستشاري الذي أجرى أبحاثًا حول جماليات تصميم الخيال العلمي لمجلة The Line في عام 2021، قال إن المدينة المستقبلية ستكون “منتجعًا لـ 0.01٪ من السكان”. وأضاف أنه على الرغم من أن السعودية لديها “مبالغ كبيرة من المال لإنفاقها، إلا أنه ليس هناك أمل في أن تكون ذا لاين مدينة حقيقية”. وقال جراي إن مقاطع الفيديو الترويجية لـ “ذا لاين” التي أنتجتها شركة “نيوم” كانت تهدف إلى أن تكون “مغرية” وأظهرت “رؤى مثيرة للدهشة لمستقبل لن يتحقق أبدًا”. المشروع الذي أُثيرت حوله الكثير من التشكيكات طورا في إمكانية بنائه وفقا للدعايات الترويجية التي سبقت ولحقت بدء العمل به، وصولا إلى المعطيات التي تقدمها الوكالات العالمية عن تقليص مساحته وعدد السكان الذي سيكون المشروع مستعدا لاحتوائهم. حيث سبق أن كشفت وكالة بلومبيرغ أن مساحة المشروع قد انخفضت بما نسبته 75% مقارنة مع الأرقام الأولى التي رُوّج لها. ووفقا لأشخاص مطلعين  على الأمر أفادوا للوكالة أنه بعد أن “كانت الحكومة تأمل في وقت ما أن يكون هناك 1.5 مليون ساكن يعيشون في ذا لاين.. لكن الآن، يتوقع المسؤولون أن يستوعب المشروع أقل من 300 ألف ساكن بحلول ذلك الوقت”. ونتيجة ذلك هو تقلّص مساحة المشروع المُزمع، فبعد أن كان المقرر أن يغطي في النهاية مساحة صحراوية بطول 170 كيلومترًا على طول الساحل، ولكن مع الانسحاب الأخير، يتوقع المسؤولون إكمال 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول عام 2030. أمام هذا يقول الاستشاري السابق في مجلة ذا لاين عام 2012 لبزنس انسايدر “لقد كان الهدف من ذلك واضحاً دوماً أن تكون المدينة منتجعاً للأثرياء حقاً”، ويتابع “إن المدن تؤدي وظائف بالغة الأهمية ثقافياً واقتصادياً وروحياً وسياسياً، وهذه المدينة المخططة لا تخدم أياً من هذه الوظائف”. وأضاف أن موقع “ذا لاين” يقع “في منتصف مكان لا يوجد فيه شيء”، مما يجعله موقعًا جيدًا لمنتجع، لكنه ليس من النوع الذي يتكامل مع الثقافة الأصلية المحلية. ونوّه إلى أنه فوجئ بالرسوم الضخمة التي تم دفعها مقابل 100 ساعة من العمل البحثي. وأضاف: “كانت هذه المبالغ غير عادية بالنسبة لي. لديهم ما يكفي من المال”. من جانبه وصف أندرياس كريج، المتخصص في شؤون الخليج في معهد دراسات الشرق الأوسط في كينجز كوليدج لندن، الخطط بأنها ” سخيفة تماما “، وقال لصحيفة بيزنس إنسايدر إن القطعة الأساسية في نيوم “ليس لها غرض حقيقي”. وتساءل آخرون عما إذا كان السكان المحتملين سيرغبون في العيش في ناطحات سحاب مزدوجة ذات مرايا. ويشعر المخططون بالقلق من أن مفهوم المدينة العمودية في ذا لاين لن يجذب بعض السكان المحتملين، نظرا لمستويات الضوء الطبيعي التي من المرجح أن تصل إلى المستويات السفلية من الهياكل، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق من هذا العام. رغم الحملات الترويجية للتسويق والمستثمرين التي أطلقتها نيوم، إلا أنها لم تحقق تقدمًا جديًا في جمع رأس المال. تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يريد فيه ابن سلمان من المستثمرين الأجانب نقل الخبرة والمشاركة في تمويل مشروع نيوم العملاق الذي يبلغ قيمته 500 مليار دولار لتحويل المنطقة الشمالية الغربية النائية إلى مركز عالي التقنية خالٍ من الكربون ومليء بالروبوتات. وقال ديفيد دوكينز من شركة بريكين لبيانات الاستثمار ومقرها لندن في حديث صحفي سابق أنه “إذا لم يكن لدينا دليل واضح على مزيد من التمويل بحلول نهاية العام، فمن المؤكد أنه من المفيد أن نتساءل من أين ستأتي الأموال لهذه المشاريع”، ويؤكد على أن تحليل الاتجاهات السعودية يشير إلى “إنها باهظة الثمن بجنون.” وسبق أن أقر وزير المالية محمد الجدعان بوجود نقص في التمويل وأشار إلى إصدار المزيد من الديون. ذلك خلال لجنة ترأسها محمد بن سلمان قامت بدراسة الاحتياجات التمويلية الضخمة لرؤية 2030 ووضعها في مواجهة تدفقات الإيرادات المتوقعة للبلاد. كما ويستاءل آخرون عن مدى كون هذه المدينة عملية للحياة فيها، مدى أمانها للأطفال، وديمومة التمكن من العيش فيها. وفي ظل إجابات متوقعة سلبية على هذه التساؤلات، يقيّم المراقبون الوضع بالقول أن أفق النجاح لا الحقيقي لا يتمثل بتصميم صور غاية بالجاذبية وبالتحفيز البصري لنشرها على تطبيق انستغرام!