محمد بن سلمان يخشى أن يلقى مصير السادات

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 224
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نشرت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية تقريرا، نقلت فيه عن محمد بن سلمان، قوله إنه يخشى التعرض للاغتيال في حال أقدم على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. وقالت “بوليتيكو” إن ابن سلمان أبلغ مشرعين أمريكيين بمخاوفه هذه خلال محادثات جرت مؤخرا بينهم. وذكرت المجلة، أن ابن سلمان وخلال حديث مع أعضاء الكونغرس، استذكر اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، والمرتبطة بإقدامه على التطبيع مع الاحتلال. وقالت المجلة الأمريكية، إن ابن سلمان تساءل “عما فعلته الولايات المتحدة لحماية السادات. كما ناقش التهديدات التي يواجهها في شرح سبب وجوب أن تتضمن أي صفقة من هذا القبيل مسارًا حقيقيًا إلى دولة فلسطينية- خاصة الآن بعد أن أدت الحرب في غزة إلى تفاقم الغضب العربي تجاه إسرائيل”. ولفتت المجلة إلى أن ابن سلمان وبرغم هذه المخاوف، أبلغ المشرعين الأمريكيين عزمه المضي قدما في التطبيع. وتابعت أن فائدة ابن سلمان تكمن في الاتفاقيات السرية التي ستبرم مع الولايات المتحدة، والتي تتضمن التزامات أمنية أمريكية تجاه المملكة، والسماح لها بالحصول على برنامج نووي مدني، إضافة إلى استثمار واشنطن الاقتصادي في الرياض وفقًا لبعض التقارير، ستحدّ “السعودية” من تعاملاتها مع الصين كاحد الامور التي ستقدمها الرياض بموجب هذه الصفقة، كما ستنشئ علاقات دبلوماسية وغيرها مع إسرائيل، وهي نعمة كبيرة للإسرائيليين نظرًا لأهمية المملكة العربية السعودية بين الدول الإسلامية، ولكن الحكومة الإسرائيلية غير راغبة في تضمين مسار موثوق به لدولة فلسطينية في الاتفاقية. وعن الحرص المزعوم لمحمد بن سلمان على قيام حل نهائي للقضية الفلسطينية قالت الكاتبة “عندما سمعت لأول مرة عن تفاصيل ما يقوله إبن سلمان، كنت مفتونة ومتشككة. لقد فكرت بالطبع في الصحفي الراحل جمال خاشقجي، الذي يُتهم محمد بن سلمان بإصدار الأمر بقتله، لكن محمد بن سلمان هو الذي يخشى على حياته الان؟ هل هذا يعتبر مفارقة؟” وتابعت” لقد تذكرت أيضًا العديد من التقارير السابقة التي تطرقت إلى عدم اهتمام محمد بن سلمان بالفلسطينيين، حيث رأى أن قضيتهم تبطئ التقدم العربي وزعماءهم غير أكفاء”، وتساءلت “لماذا التهديد الذي يواجهه الآن أكثر خطورة من التهديدات التي واجهها منذ فترة طويلة خصوصا بعد ان دفع بتغييرات اجتماعية دراماتيكية في السعودية، وتجاهل العديد من أقاربه ورجال الدين الإسلاميين المحافظين الذين لا شك أنهم غاضبون من ذلك.” وبالعودة إلى التصريح المثير المنسوب لابن سلمان، قالت المجلة: “تصوير محمد بن سلمان للوضع هو استراتيجية تسويق دبلوماسية ذكية: فهو يقول إن حياته في خطر لدفع المسؤولين الأميركيين إلى زيادة الضغوط على إسرائيل للرضوخ للصفقة التي يريدها”. وأضافت أن “القول بأنك تخاطر بحياتك من أجل صفقة قد تكون تاريخية هو بالتأكيد طريقة مقنعة لجذب انتباه محاوريك”. يقول دينيس روس المفاوض المخضرم في الشرق الأوسط والذي عمل مع العديد من الرؤساء الأميركيين: “إنها طريقة أخرى للقول: هذا قرار بالغ الأهمية بالنسبة لي، ولهذا السبب أحتاج إلى شيء من أجله”. واعتبرت الكاتبة أن “الصفقة الضخمة التي يجري العمل عليها قد تغير الشرق الأوسط بشكل كبير، وخاصة من خلال رؤية إسرائيل والسعودية تعملان كجبهة موحدة ضد إيران”. وأشارت إلى أنه” نظرًا للتقويم الانتخابي، والحاجة إلى تصديق مجلس الشيوخ على أي معاهدة معنية، فإن الصفقة لن تصبح حقيقة في أي وقت قريب، لكنني أتوقع أنه بغض النظر عن فوز نائبة الرئيس كامالا هاريس أو الرئيس السابق دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني، فانهما سيواصلان سعيهما إلى تحقيق نسخة ما منها”. ولفت التقرير إلى المخاوف التي اعرب عنها العديد من المراقبين حول خشيتهم من موت الصفقة الكبرى عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أشعل فتيل الحرب التي لا تزال مستمرة حتى اليوم. وأكد التقرير على استبداد محمد بن سلمان، وقمعه للمعارضة السياسية، إلا أنه أكد “اهتمام بن سلمان بالرأي العام”، واعتبر أن “القضية الفلسطينية حساسة بشكل خاص لأنها تؤذيه مع السعوديين الأصغر سنا الذين يدعمون إصلاحاته الاجتماعية ويوفرون حصنًا ضد المتشددين الدينيين والعائلة المالكة الذين يعارضونه.” ونقل التقرير عن مسؤول كبير في إدارة بايدن: “إنه يتمتع بسكان من الشباب الصغير للغاية والذين يتم تنشيطهم بطرق عديدة، وتحفيزهم من خلال أول صراع كبير بين الإسرائيليين والفلسطينيين شهده الكثير منهم في حياتهم. لا يتطلب الأمر أن تكون داخل رأسه لفهم أن هذا سيثقل عليه”، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بعدم السماح أبدًا بإنشاء دولة فلسطينية، كما فعل أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، ويعارض جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي الفكرة أيضًا بعد أن ذبحت حماس 1200 شخص على أرضهم في 7 أكتوبر واعتبرت أنه” حتى الآن، هناك القليل من الأدلة على أن الضغوط الخارجية ستغير رأي نتنياهو – فحتى مطالب الرئيس جو بايدن لم تقنع نتنياهو بوضع خطة جادة لكيفية التعامل مع غزة بعد الحرب، ناهيك عن الفلسطينيين ككل”. لقد طلبت الكاتبة من “المسؤولين” الإسرائيليين التعليق، وكان أفضل ما قدمه أحدهم: “إن فهمنا هو أن حكومات الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل مهتمة جميعًا بملاحقة صفقة تغطي القضايا الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية والتطبيع بين إسرائيل والسعودية. ومع ذلك، فإن الأمر يتطلب شروطًا معينة لتحقيق مثل هذه الصفقة، والتي ليست كلها موجودة حاليًا”.