«تظاهرة» لوقف النار اليوم في الرياض
حوّلت واشنطن الاجتماعات، التي تستضيفها الرياض على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن قطاع غزة، إلى منصّة للهجوم على حركة «حماس»، محاولة تصويرها على أنها العقبة في طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع، فيما رأت الرياض، التي تنأى بنفسها عن المساعي المباشرة لتحقيق وقف إطلاق النار، أن المجتمع الدوليّ «خذل سكان القطاع»، مكرّرة دعوتها إلى إقامة دولة فلسطينية باعتبارها الحلّ الوحيد الذي يضمن عدم العودة إلى الوضع نفسه.ويشارك وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، في تلك الاجتماعات «للقاء الشركاء الإقليميين ومناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح الرهائن»، بحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الذي قال إن الوزير سيسعى لإظهار كيف «أن حماس هي التي تقف بين الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أنه سيناقش كذلك «الزيادة الأخيرة في المساعدات الإنسانية التي جرى تسليمها إلى غزة ويؤكد على أهمية ضمان استمرار هذه الزيادة».
وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال إحدى جلسات المنتدى، إن «الوضع في غزة يمثل بوضوح كارثة بكل المقاييس ...، ولكنه أيضاً فشل كامل للنظام السياسي (الدولي) القائم في التعامل مع تلك الأزمة». وأضاف: «نحن في المنطقة لن نركّز فقط على حلّ الأزمة الراهنة. سننظر في كيفية حل المشكلة الكبرى»، موضحاً أنه «في سياق غزة، يعدّ هذا التزاماً حقيقياً بحلّ الدولتين، وهو طريق ذو صدقّية ولا رجعة فيه إلى دولة فلسطينية، وهذا هو الحلّ الوحيد المعقول والموثوق الذي يضمن لنا عدم الاضطرار إلى العودة إلى الوضع نفسه بعد عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام».
وكان ابن فرحان قد ترأّس اجتماعاً تشاورياً للمجموعة العربية السداسية، حضره وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، ونظيره المصري، سامح شكري، وأمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، والمستشار الديبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، ووزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي. وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن السعودية ستستضيف اليوم اجتماعاً رفيع المستوى، يضمّ بلينكن ووزراء ومسؤولين غربيين وعرباً، لبحث مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية.
من جهته، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال مشاركته في المنتدى، إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تمنع إسرائيل من مهاجمة رفح، مناشداً إيّاها «الطلب من إسرائيل أن تتوقف عن عملية رفح»، التي رأى أنها ستكون «أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني» في حال حدوثها.