أربع عمليات بحرية جديدة: صنعاء توسّع دائرة النار
صنعاء | على طريقتها، استقبلت قوات صنعاء البحرية زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا، للمنطقة، فشنّت المزيد من الهجمات المركّزة على السفن العسكرية في البحر الأحمر، فيما اعترفت القيادة المركزية، في بيان أمس، باستمرار العمليات اليمنية، أمس، لليوم الثاني من دون توقف. وقالت القيادة إن قوات صنعاء البحرية نفّذت أربع عمليات جديدة في البحريْن الأحمر والعربي استخدمت فيها صواريخ بحرية وكروز، مشيرة إلى تسجيلها عمليتين في خليج عدن ومثلهما في البحر الأحمر، ومعلنة إسقاطها صاروخين كانا يستهدفان البوارج الأميركية.وكانت القوات اليمنية قد أكدت، ليل أول من أمس، شنّ عملية واسعة في البحريْن العربي والأحمر استهدفت بوارج حربية أميركية، وطاولت أيضاً سفينة شحن إسرائيلية. ويكشف ذلك عن اتساع رقعة العمليات اليمنية التي سبق للقيادات في صنعاء أن وعدت بتصعيدها كمّاً ونوعاً. وقالت مصادر ملاحية في العاصمة، لـ«الأخبار»، إن القوات اليمنية أحبطت محاولة لتمرير السفينة الإسرائيلية «سكاي 2» بهوية ووجهة مختلفتين، مشيرة إلى أن إسرائيل تلاعبت بهويات السفن في عدد من مواقع الملاحة البحرية وخاصة موقع «MarineTraffic»، حيث عدّلت بيانات رحلات السفن وبينها السفينة الإسرائيلية، لتظهر على أنها قادمة من سنغافورة ومتّجهة إلى أبو ظبي، وهو ما أثار شكوك «أنصار الله» حول تواجد السفينة في خليج عدن، خاصة أن رحلتها لا تستلزم المرور عبره، ليتم التأكد بعد ذلك من أن الهدف هو عبور البحريْن العربي والأحمر للوصول إلى إسرائيل، ويجري إفشاله باستهداف «سكاي 2»، التي أعلنت مجموعة «إم.إس.سي» السويسرية لشحن الحاويات، المالكة لها، أمس، أن السفينة واصلت الإبحار إلى جيبوتي لإجراء مزيد من التقييم، بعد أن أصيبت بصاروخ في اليوم السابق. وأوضحت، في بيان، أن «الصاروخ تسبّب باندلاع حريق صغير تم إخماده من دون إصابة أيّ من أفراد الطاقم».
وتعليقاً على تلك التطورات، أكدت القوات البحرية وقوات الدفاع الساحلي اليمنية أن عمليات أول من أمس ضد البحريتين الأميركية والبريطانية، عكست تطور سلاح الردع البحري اليمني. وقال وزير دفاع صنعاء، اللواء محمد العاطفي، إن المواجهات مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا مفتوحة في البحر الأحمر وخليج عدن. وأضاف، خلال لقاء جمعه بقيادات عسكرية في الحديدة أمس، أن المعركة تتّجه نحو تطورات واسعة، مشيراً إلى أن قواته تمتلك أوراقاً متعدّدة لم تلجأ إليها حتى الآن. وجدّد تحذيره الأميركيين والبريطانيين من أن الآتي سيكون أشد إيلاماً وسيتجاوز كل التوقّعات في المواجهات البحرية.
وأشار قائد قوات الدفاع الساحلي، اللواء محمد القادري، من جهته، إلى أن «العملية العسكرية الأخيرة، عكست كثافة الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة التي أُطلقت، وكذلك تعدّد الأهداف العسكرية، وهي تحمل رسالة واضحة بتطوّر القدرة على الرد، وفشل غارات العدوان الأميركي - البريطاني في التأثير على إمكانات وقدرات وتقنية قوات صنعاء البحرية».
ولمّح القادري، في تصريحات نقلتها صحيفة «26 سبتمبر»، إلى إمكانية توسع العمليات العسكرية المشتركة التي تُنفّذ بواسطة صواريخ باليستية بحرية وطائرات مُسيّرة، لافتاً إلى أن قوات صنعاء تمكّنت من إرباك الأميركيين وحشرهم في زاوية ضيقة، وفرضت معركة نوعية بقواعد تكتيكية وقدرات عسكرية فائقة خلال المواجهات التي تخوضها مع القطع العسكرية الأجنبية في البحريْن الأحمر والعربي. وتوعّد تحالف «حماية الازدهار» بقيادة أميركا بأكبر انتكاسة في تاريخ الحروب البحرية، قائلاً إن لدى صنعاء «الكثير من المفاجآت الكفيلة بردع العدو مهما كانت قدراته وتفوّقه البحري»، ومشيراً إلى أن «البوارج الأميركية والبريطانية تحت نيران البحرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب».