عطاف يشارك في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الإسلامي بهدف دعم الفلسطينيين في مواجهة التصعيد الاسرائيلي.
الرياض - يشارك وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بجدة بالمملكة العربية السعودية الثلاثاء في اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بشأن التطورات الحاصلة في قطاع غزة.
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان نشرته الاثنين أن الزيارة تأتي بتكليف من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون موضحة أن أشغال هذه الدورة الاستثنائية "ستنصب حول تطورات العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وبحث السبل والتدابير الكفيلة بتمكين منظمة التعاون الإسلامي من تعزيز جهودها وضغوطها من أجل تقديم مساهمة فعلية وفعالة في سبيل إيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
وستمثل المشاركة وفق نفس البيان "فرصة متجددة لتأكيد دعم الجزائر الراسخ للقضية الفلسطينية والتزامها الثابت بمواصلة جهودها ومساعيها الرامية لحمل مجلس الأمن الأممي على تحمل المسؤوليات المنوطة به تجاه الشعب الفلسطيني".
وقالت الوزارة أن عطاف ستكون له "لقاءات ثنائية مع كل من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وكذا العديد من نظرائه المشاركين في أشغال هذه الدورة".
وتأتي مشاركة عطاف وسط جدل حول طبيعة العلاقات السعودية والجزائرية في خضم التطورات الحاصلة في المنطقة حيث اثار غياب الرئيس تبون عن القمة العربية في جدة كثيرا من التساؤلات والتحليلات.
والرئيس الجزائري لم يحضر القمة في جدة وعوضه حينها الوزير الأول السابق السابق ايمن عبدالرحمان الذي أقاله لاحقا الرئيس عبدالمجيد تبون وعين نذير العرباوي خلفا له، فيما اُعتبر قرار عدم المشاركة ردّا على غياب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن قمة الجزائر لأسباب شرحتها الرياض حينها بانه بنصيحة من الأطباء ولأسباب صحية ملحة.
وهاجمت الصحف الجزائرية حينها القمة بسبب استضافة الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي وخالفة الدعوى لمبدأ الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأتي زيارة عطاف لاحتواء أية خلافات في وجهات النظر خاصة وأن الجزائر تعيش حالة من العزلة في محيطها بعد قرارها قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ثم توتر العلاقة مع كل من اسبانيا وفرنسا إضافة للخلافات مع عدد من دول الساحل وجنوب الصحراء وبالتالي فهي تريد الحفاظ على علاقات يبة مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية.
وتأتي الزيارة رغم اعلان الرياض تأييد مبادرة الحكم الذاتي المغربية وبعد فترة من اعلان الديوان الملكي السعودي اصدار قرار يدعو فيه إلى حظر استعمال مصطلح "الصحراء الغربية" أو نشر خريطة المملكة المغربية مجزأة، في كل المؤسسات، والمراكز التعليمية، وجميع المصالح الحكومية، وكل الوزارات. وشدد القرار على "ضرورة التزام جميع الجهات بعدم استخدام هذا المصلح، أو خريطة المغرب بدون صحرائه".
ورغم الحديث عن تباينات في وجهات النظر سعى تبون منذ تسلمه للسلطة في 2019 لتحسين العلاقات مع السعودية وقد كانت الرياض أول محطة خارجية له قبل حصول زيارات وزارية بين البلدين لتحقيق شراكة استراتيجية.