غزة تنزف.. وبلينكن يُغري إسرائيل بتطبيع ويُمنِّي العرب بسلام
بينما تجاهل تماما ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، يسعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تحقيق رغبات أمريكية عبر إغراء تل أبيب بتطبيع العلاقات مع مزيد من الدول العربي، فيما منّى قادة عربا بإمكانية إحلال السلام، بحسب ستيف هندريكس وجون هدسون في تقرير بصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post).
وقال هندريكس وهدسون، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد": "خلال زيارة بيلنكن إلى إسرائيل أمس الثلاثاء، ظهرت خلافات بشأن طريقة معاملة إسرائيل للفلسطينيين، إذ توجد وجهات نظر متعارضة حول متى يمكن للنازحين الفلسطينيين العودة إلى شمال غزة والحصول على عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل (نيابة عنهم)".
وخلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، قال بلينكن: "هذه هي إيراداتهم (الفلسطينيين) ويجب أن تكون لديهم". لكن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش تعهد بعدم تحويل أي أموال ضرائب إلى غزة، التي تشن عليها إسرائيل حربا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبحسب هندريكس وهدسون، سافر بلينكن إلى إسرائيل الاثنين، لـ"تقديم خطة لمستقبل غزة، بناء على مناقشاته مع القادة العرب والأتراك، خلال جولته في المنطقة (شملت إسرائيل والسعودية والإمارات وتركيا والأردن وقطر)، لكنه لم يتلق سوى القليل من الاستجابة من المسؤولين الإسرائيليين".
وتابعا أنه في اجتماعات الثلاثاء مع المسؤولين الإسرائيليين، "ضغط بلينكن على إسرائيل (حليفة بلاده) لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزة، وهي بالفعل أحد أكثر الصراعات تدميرا في القرن، إذ بلغت نحو 23 ألف قتيل".
"لكن الفجوات الإسرائيليين والعرب لا تزال واسعة، إذ دعا أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو إلى تهجير جماعي للمدنيين من غزة، وفض المسؤولون الإسرائيليون الدعوات الأمريكية إلى تشكيل سلطة فلسطينية "متجددة ومُنشطة" لتلعب دورا في غزة بعد حماس"، كما استدرك هندريكس وهدسون.
دولة وتطبيع
هندريكس وهدسون قالا إن "بلينكن يدفع الزعماء الإقليميين إلى اغتنام الأزمة كفرصة في الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود، فيما قال لمسؤولين إسرائيليين الاثنين إن إنهاء الحرب سيسمح لإسرائيل بتحسين علاقاتها مع جيرانها العرب".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.
وقال بلينكن إن "إعادة الإعمار بعد الحرب مع وجود الفلسطينيين من غير "حماس" في السلطة، يمكن أن تكون طريقا إلى إقامة الدولة (الفلسطينية)".
"ولكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية التغلب على العقبات التي أربكت كل إدارة أمريكية سابقة حاولت تمهيد الطريق لقيام دولة فلسطينية"، كما زاد هندريكس وهدسون.
تخفيف القتال
ولفت هندريكس وهدسون إلى أن "حملة بلينكن الدبلوماسية التي استمرت يومين في إسرائبل، والتي توجت جولته الرابعة بالشرق الأوسط منذ هجوم حماس، تأتي وسط إشارات متضاربة من القادة الإسرائيليين حول خطط لتخفيف القتال بغزة".
وأردفا: "وقد اتفق بلينكن ونظراؤه الإسرائيليون على نقطة واحدة على الأقل: يجب على الأمم المتحدة تقييم الظروف في شمال غزة، حيث أدى القصف الإسرائيلي إلى تسوية المنازل والبنية التحتية المدنية بالأرض، لتحديد متى قد يعود السكان. ولكن متى يمكن أن يحدث ذلك تظل نقطة شائكة".
لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا لوسائل إعلام إسرائيلية إنهم لن يسمحوا بعودة الفلسطينيين إلى شمال غزة حتى تطلق "حماس" سراح الأسرى الإسرائيليين. و"تعارض إدارة بايدن هذا الشرط باعتباره عقابا جماعيا"، كما أضاف هندريكس وهدسون.
وأعلن مسؤولون عسكريون إسرائيليون سحب قواتهم من شمال قطاع غزة، وأنهم سيتحولون الآن إلى غارات أكثر دقة، مع تشديد على استمرار الحرب في عام 2024.
غير أنه "لا إسرائيل ولا إدارة بايدن تدعمان وقفا عاما لإطلاق النار، إذ يقولان إنه سيمنح حماس الوقت لإعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات إضافية على إسرائيل"،بحسب هندريكس وهدسون.
المصدر | ستيف هندريكس وجون هدسون/ ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد