سخونة الساحتين في اليمن والعراق تُشكلان معضلة كبيرة لأمريكا وتهديدات “أنصار الله” قد تشعل مواجهة عسكرية دولية في البحر الأحمر والسعودية تتدخل

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 660
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

القدس -صنعاء-“رأي اليوم”-أ ف ب) – توعدت جماعة انصار الله اليمينية بمنع مرور السفن المتوجهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، ردًا على حرب إسرائيل على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وبعد ساعات من هذا التهديد الذي صدر السبت، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيّرتين كانتا متجّهتين نحوها، انطلقتا من اليمن.

وعلمت وكالة فرانس برس من مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن هويته، أن الفرقاطة متعدّدة المهام “لانغدوك”، الموجودة في البحر الأحمر للقيام بمهمّة وطنية تتعلّق بالأمن البحري، أطلقت صواريخ “أستر 15” المضادة للطائرات لإسقاط المسيّرتين اللتين كانتا متجهتان نحوها مباشرة. ويعد مثل هذا الإطلاق لصواريخ أرض جو دفاعاً عن النفس، وهو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الفرنسية.

وهذا الاستهداف الذي لم يعلن الحوثيون بعد مسؤوليتهم عنه، هو الأحدث في سلسلة عمليات شهدها البحر الأحمر والمياه المحيطة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وتبنّى المتمردون المقرّبون من إيران العمليات السابقة التي شملت احتجاز سفينة تجارية وإطلاق صواريخ ومسيرات نحو أهداف بحرية، وأخرى نحو مدينة إيلات بجنوب إسرائيل.

وأكد الحوثيون أن هذه الهجمات ستستمر الى أن “يتوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني”.

 

ومساء السبت، نشر المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بيانًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) جاء فيه: “أعلنت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ عن منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواء”.

وفي الآونة الأخيرة، استهدفت الجماعة سفنًا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، إلا أنّ تهديدهم السبت توسّع ليشمل كل السفن المتّجهة إلى إسرائيل.

والأسبوع الماضي، هاجم الحوثيون سفينتين قبالة السواحل اليمنية، قالوا إنهما إسرائيليتان، إحداهما كانت ترفع علم جزر باهاماس. والشهر الفائت، احتجزوا سفينة الشحن “غالاكسي لدير” المرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.

– إسرائيل ترى “حصاراً بحرياً” –

وحذّر البيان اليمني “جميعَ السُّفُنِ والشركاتِ من التعاملِ مع الموانئِ الإسرائيلية”، مؤكدا عدم التعرض “لكافةِ السُّفُنِ والدولِ عدا السُّفُنِ المرتبطةِ بالإسرائيلي أو التي ستقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئ الإسرائيلية”.

وردا على التهديد، شدد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي السبت على رفض بلاده “الحصار البحري”.

وأشار الى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن والقادة الأوروبيين اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا الوضع.

وحذر هنغبي عبر القناة الإسرائيلية الثانية عشرة “إذا لم يهتم العالم بالأمر، سنتحرك لإزالة الحصار البحري”.

من جهتها، أشادت حماس بالإعلان.

وقالت في بيان “نثمّن قرار الإخوة في اليمن الشقيق منع مرور السفن الصهيونية، وكل السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء”

وأضافت “حماس تعتبر هذا القرار شجاعا وجريئا ينتصر لدماء شعبنا في قطاع غزّة، ويقف ضدّ العدوان الصهيو أمريكي الذي يمعن في حرب الإبادة الجماعية”، داعية الدول العربية والإسلامية الى التحرك “نحو كسر الحصار عن غزة”.

– تدخّل فرنسي –

وفجر الأحد، أعلنت فرنسا أن قواتها البحرية أسقطت مسيّرتين من اليمن.

وبحسب الجيش، تمت عمليّتا الاعتراض الساعة 21,30 و23,30 بالتوقيت الفرنسي (20,30 و22,30 ت غ)، أي الساعة 23,30 و1,30 الأحد بتوقيت اليمن، على بُعد 110 كيلومترات من سواحل البلاد قرب مدينة الحديدة (شمال) التي يسيطر عليها الحوثيون.

وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون سفينة حربية فرنسية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وسبق أن أعلنت واشنطن أنّ مدمّرة أميركيّة أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة خلال تقديمها الأحد الفائت الدعم لسفن تجاريّة في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن، مندّدةً بـ”تهديد مباشر” للأمن البحري.

وأثارت التهديدات الحوثية لحركة الملاحة انتقادات من أطراف غربية.

ونهاية الشهر الماضي، دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع الحوثيّين إلى “التوقّف فوراً” عن تهديد النقل البحري والإفراج عن طاقم السفينة “غالاكسي ليدر” المحتجزة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، بأن سخونة الساحتين في اليمن والعراق تشكلان معضلة حقيقية للولايات المتحدة الأميركية.

وعبّرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن خوفها من التهديدات اليمنية، قائلةً إن “التهديد اليمني بمنع أي سفينة من التوجه إلى إسرائيل رفع إلى مستوى التهديد الاستراتيجي”.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن “هذه التهديدات قد تشعل مواجهة عسكرية دولية في البحر الأحمر”.

وأضافت أن الوجود الأميركي والإسرائيلي في البحر الأحمر يبدو أنه “لا ينجح في ردعهم”، مشيرةً إلى أن “الأمر قد يتطلب استعراضاً كبيراً للقوة في المستقبل القريب”.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن “رويترز” و “بلومبرغ”، أن “السعودية هي التي تضغط الآن على الإدارة في واشنطن لممارسة ضبط النفس في ردودها على اليمن، وذلك “من أجل السماح بإتمام اتفاق السلام بين السعودية واليمنيين”.

ومن المخاوف السعودية الأخرى، وفقاً لـ”هآرتس”، أن “هجوماً أميركياً على اليمنيين قد يضر بالعلاقات بين الرياض وطهران، في وقت يستعيد فيه البلدان العلاقات ببطء بعد استئنافها في مارس/آذار الماضي”، وفق “الميادين”.

ولهذا السبب أيضاً، بحسب الصحيفة، فإن السعودية ليست في عجلة من أمرها للرد بشكل إيجابي على طلب الولايات المتحدة الانضمام إلى قوة متعددة الجنسيات تطمح إلى إنشائها في البحر الأحمر.

وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن مخاوفها من اشتعال عدة جبهات من بينها العراق أيضاً، قائلةً: “بعد أقل من أسبوع من الهجوم الأميركي على موقع لطائرات مسيّرة في العراق، جاء الرد”.

وقالت الصحيفة إنه “تم إطلاق ست قذائف هاون على مجمع السفارة الأميركية في بغداد وتم تنفيذ خمس هجمات أخرى على أهداف أميركية في سوريا”.

ووصفت الصحيفة الوضع في العراق بـ”الأكثر تعقيداً”، خاصة في ضوء “الانتقادات في الولايات المتحدة بشأن ما يبدو أنه عجز بايدن عن حماية المصالح والقوات الأميركية”.

وتأتي المخاوف الإسرائيلية في وقت يواصل اليمن مهاجمة الاهداف الإسرائيلية وكذلك العراق في ضرب القواعد الأميركية في العراق وسوريا، رداً على العدوان على غزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.

يُذكر أنّ المقاومة العراقية استهدفت القواعد الأميركية في سوريا والعراق عشرات المرات، مستخدمةً القذائف الصاروخية والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.

وأمس السبت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية منعها السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من المرور في البحرين العربي والأحمر، إذا لم تدخل قطاع غزة حاجتُه من الغذاء والدواء، مؤكدةً أنّ المنع يأتي لأيّ سفينة من أي جنسية كانت.

وجاء الإعلان اليمني بعد تنفيذ صنعاء عدداً من العمليات ضدّ السفن الإسرائيلية وأهدافاً في إيلات، دعماً للمقاومة الفلسطينية، التي تواجه العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من شهرين.