منافع جمة.. كيف أنعشت المصالحة السعودية الإيرانية باكستان؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 685
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لطالما تأثرت السياسة الخارجية الباكستانية بموقعها الجغرافي الفريد والديناميكيات الجيوسياسية المعقدة، حيث تشترك جغرافيا في الحدود مع إيران، بالإضافة إلى الهند والصين وأفغانستان، وكل منها تلعب دورًا مهمًا في تشكيل علاقاتها الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت علاقتها التاريخية مع السعودية، وهي دولة ذات غالبية مسلمة رئيسية وقوة اقتصادية، في تكتيكاتها واستراتيجياتها الدبلوماسية.

من هنا، فإن إيجاد توازن في العلاقات بين باكستان وكل من إيران والسعودية كان دوما مسألة حساسة وشاقة في إسلام أباد، لكن التقارب الأخير بين الرياض وطهران، برعاية صينية، قد يمنح فرصة لباكستان لممارسة ذلك التوازن بشكل أكثر أريحية وإيجابية في نفس الوقت.

هكذا يخلص تحليل كتبه الباحث الباكستاني صاحب زادة محمد عثمان، الحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بيزا بإيطاليا، ونشره موقع "مودرن دبلوماسي"، وترجمه "الخليج الجديد".

وفي بيئة دبلوماسية معقدة، حيث تتمتع باكستان بشراكة مع السعودية وتشترك في الحدود مع إيران، يقدم هذا الانسجام الجديد بين الرياض وطهران فوائد كبيرة، وتلعب الصين، وهي حليف أساسي لباكستان، دورًا محوريًا في هذه المصفوفة، حيث مكّنت جهودها الدبلوماسية من تحقيق المصالحة التاريخية.

وبحسب خبراء، فإن المصالحة السعودية الإيرانية قد تفتح طرقا جديدة للمشاركة الاقتصادية والدبلوماسية لباكستان مع كلا البلدين.

ديناميكيات إقليمية ومصالح مشتركة

ويقول الكاتب إن علاقات باكستان وإيران خضعت للديناميكيات الإقليمية والمصالح المشتركة والخلافات الثنائية.

وتعد الحملة على تهريب النفط على الحدود الإيرانية الباكستانية، والمصالح المشتركة في منع عدم الاستقرار في أفغانستان، والآثار المحتملة للاتفاق الصيني الإيراني على الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان (CPEC)، بمثابة بعض القضايا الرئيسية.

ويمكن أن توفر المصالحة السعودية الإيرانية منصة لباكستان لمعالجة هذه المخاوف وتوطيد العلاقات مع جارتها إيران.

تورط في الصراع

وقد وجدت باكستان نفسها متورطة في صراعات إقليمية بين السعودية وإيران.

وعلى سبيل المثال، خلال الحرب الأهلية اليمنية، سعت الرياض للحصول على الدعم العسكري الباكستاني، بينما حثت إيران باكستان على البقاء على الحياد.

وأثبت تحقيق التوازن بين مطالب كلا الطرفين أنه يمثل تحديًا لباكستان، مما قد يؤدي إلى إجهاد مواردها العسكرية ومكانتها الدبلوماسية.

وغالبًا ما تعرضت جهود باكستان لمكافحة الإرهاب للتدقيق فيما يتعلق بعلاقاتها مع السعودية وإيران.

وبينما شاركت الدولة في التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب بقيادة السعودية، فقد تعاونت أيضًا مع إيران في مكافحة تهريب المخدرات وقضايا أمن الحدود.

أدت هذه الازدواجية إلى طرح تساؤلات حول التزام باكستان الحقيقي بمكافحة الإرهاب.

أمن الطاقة

وما يزيد من حساسية الموقف، بحسب الكاتب، هو أن السعودية وإيران تلعبان دورا حاسما في أمن الطاقة في باكستان.

فتاريخياً، كانت السعودية مزودًا رئيسيًا للنفط والمساعدات المالية، بينما تقدم إيران الغاز الطبيعي وفرص التجارة.

ويرى الكاتب أن تحقيق التوازن بين مصادر الطاقة هذه مع الالتزام بالعقوبات الدولية والمصالح الإقليمية أمر بالغ الأهمية لاستقرار باكستان الاقتصادي.

ولعلاقات باكستان مع السعودية وإيران تأثير على سياساتها الداخلية أيضا، حيث قد تنحاز الأحزاب السياسية في باكستان إما إلى السعودية أو إيران، مما يعكس غالبًا التنوع الديني والأيديولوجي المعقد في البلاد.

ويمكن لمثل هذه الاصطفافات أن تؤثر على قرارات السياسة الخارجية وتخلق نقاشات سياسية داخلية.

 

المصدر | صاحب زادة محمد عثمان / مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد