حقل الدرة.. أول اختبار حقيقي للعلاقات السعودية الإيرانية بعد التطبيع

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 605
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

"الخلاف هو اختبار لتحسين العلاقات السعودية الإيرانية".. هكذا يخلص تحليل لموقع "المونيتور"، حول الأزمة المتفاقمة حاليا حول المنطقة البحرية الواقع بها حقل الدرة للغاز.

وتم اكتشاف حقل الغاز المذكور في مياه الخليج عام 1967، ويعد موضع خلاف طويل بين الكويت والسعودية من طرف، وإيران من طرف أخر، منذ مدة طويلة، حيث يطلق على جزء الحقل الواقع في الكويت والسعودية "الدرة"، والجزء الواقع في الجانب الإيراني "آرش".

وحقل الدرة للغاز، سيوفر ما مقداره مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا، مناصفة بين الكويت والسعودية، لكن إيران تطالب بالجزء الشمالي من الحقل.

واتفقت السعودية والكويت في مارس/آذار 2022 على تطوير حقل الغاز البحري، وهو الاتفاق الذي اعتبرته إيران "غير قانوني"، وقالت إن الحقل مشترك بين الدول الثلاث.

وحسب الاتفاق، فإنه سيتم تقاسم المخرجات من الحقل بالتساوي بين البلدين، لتلبية الطلب المحلي المتزايد.

إلا أن إيران اعترضت على الاتفاق، ووصفه المتحدث باسم الوزارة حينها سعيد خطيب زاده بأنه "خطوة غير قانونية"، مشدداً على أن بلاده "تحتفظ لنفسها كذلك بحق الاستثمار من الحقل المشترك".

ومؤخرا، شهد ملف حقل الدرّة تصعيدا، بعد أن لوّحت إيران بأن هناك "استعدادات كاملة لبدء الحفر"، قبل أن تعلن الكويت والسعودية رفضهما لهذه الخطة.

وجددت السعودية حقها في الحقل إلى جانب الكويت ودعت إيران للتفاوض.

وينقل تقرير "المونيتور"، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، عن الزميل في معهد بيكر بجامعة رايس كريستيان كوتس أولريشسن، القول إن الخلاف هو "اختبار" لتحسين العلاقات السعودية الإيرانية.

ويضيف: "كان الأمر دائمًا هو أن نقاط التوتر المحددة مثل هذه ستضع على المحك التحركات الأخيرة للمصالحة واستعادة العلاقات الدبلوماسية".

وتساءل أولريشسن: "كيف سيتم حل هذا سيكون مؤشرا مبكرا على عمق ومتانة التقارب بين إيران وجيرانها الخليجيين."

أحرزت السعودية وإيران تقدماً نحو تحسين العلاقات الثنائية، وأعادت إيران فتح سفارتها في الرياض الشهر الماضي، بعدما وافقت السعودية على إعادة العلاقات مع سوريا، حليف إيران الرئيسي في المنطقة.

وأجرت المملكة أيضًا محادثات مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن هذا العام، على الرغم من أن الحرب لم تنته رسميًا بعد.

ويُظهر موضوع الدرة أن هناك قضايا مهمة لا تزال قائمة بين إيران والسعودية، حسب أولريشسن.

ويتابع: "الخلاف هو تذكير بأن نقاط الخلاف المحددة لا تزال قضايا حية".

ويزيد أولريشسن: "يبقى أن نرى كيف وإلى أي درجة قد تؤدي حقيقة وجود علاقات مباشرة الآن بين طهران والرياض إلى إحراز تقدم ملموس بشأن هذه القضايا الفردية، التي تحدت الحل في الماضي".

أما الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن كريستين سميث ديوان، فيقول إن "نزاع الدرة يمكن أن يمكّن الخليج من إظهار كيف يمكن أن يكون التحسن في العلاقات الإقليمية مفيدًا".

وتضيف: "على الرغم من صعوبة ذلك، إلا أنه قد يكون فرصة لإثبات كيف يمكن أن تؤدي الاتصالات المحسّنة بين دول الخليج المجاورة إلى منافع متبادلة".

وتمتلك السعودية احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، في المقابل تكافح إيران للاستفادة من احتياطيات الغاز لديها.

وشهدت إيران اضطرابات الشتاء الماضي، بسبب أزمة الغاز، مما أجبر السلطات على الاعتذار.

من ناحية أخرى، تمتلك الكويت احتياطيات أقل نسبيًا من الغاز الطبيعي وتعتمد على الواردات.

وفي عام 2021، افتتحت الكويت أول منشأة دائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، في خطوة كانت جزءًا من جهد لتقليل الاعتماد على النفط الخام.

ويسعى المسؤولون في السعودية والكويت إلى تطوير احتياطيات الغاز لتخفيف الضغط عن النفط لتوليد الطاقة، بينما يتعين على إيران أن تلعب دور اللحاق في تطوير واستثمار خزانات الغاز الضخمة الخاصة بها نتيجة سنوات من العقوبات والعزلة.

 

المصدر | المونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد