لصين بين السعودية وإيران.. كيف سترد الهند على سحب البساط من تحتها في غرب آسيا؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 647
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

اعتبر تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي" أن دور الصين الكبير في الاتفاق السعودي الإيراني الأخير يخلق تحديا بشكل خاص للهند، التي لا تزال تعتبر نفسها خصما للصين، لكن التحليل يطالب نيودلهي بأن تختط لنفسها أسلوبا للتحرك بشكل أكثر فعالية مع القوى الرئيسية الثلاث في المنطقة، إيران والسعودية وإسرائيل، بشكل مستقل خارج إطار الولايات المتحدة، لمحاولة موازنة نفوذ الصين المتصاعد.

ويقول التحليل، الذي كتبه الباحث والمحلل الهندي في العلاقات الدولية والأمن الإقليمي الدكتور خشنم ب ن من بنجالور، وترجمه "الخليج الجديد"، أن نفوذ الهند في منطق غرب آسيا كان له العديد من الأبعاد الناجحة التي تقوم على مقاربات متوازنة بحساسية من نيودلهي تجاه السعودية وإيران وإسرائيل.

دور الصين يفترض استجابة هندية

لكن دور الصين في الاتفاق السعودي الإيراني الأخير، وبحكم أن التطورات في إيران لها انعكاساتها في إسرائيل، هو خطوة جيوسياسية كبيرة لإرساء الأساس لمشاركتها في دفع مصالحها الاقتصادية وراء جميع القوى المتنافسة الأخرى في المنطقة، وبالتالي فإن وجود استجابة هندية عاجلة لما حدث هو أمر مهم، بحسب الباحث.

ويرى الكاتب أن الاتفاق السعودي الإيراني بوساطة صينية نهاية الموقف الجيوسياسي البارز للولايات المتحدة كصانع سلام، حيث إن سياساتها أحادية الجانب، والحروب، والسعي غير الواقعي لمشروع تعزيز الديمقراطية، والتدخل العنيف باسم الحرب على الإرهاب، والمغامرة الخاطئة في العراق قد دمرت "نواياها الصادقة"، على حد وصفه.

على عكس ذلك، يُنظر إلى الصين على أنها لاعب محايد منخرط مع إيران وإسرائيل والسعودية وآخرين في المنطقة، وهم أيضا حريصون على التعامل مع الصين بحماس دبلوماسي متساوٍ.

ويعني التهميش الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، والتي فاقمها الخلافات بين الإدارة الأمريكية الحالية مع السعودية، أن الهند تحتاج إلى الانخراط في تقارب جديد بالمنطقة، لا يجب أن يكون بالضرورة تحت مظلة واشنطن، بل إن نيودلهي تحتاج الآن إلى تحفيز صورتها ومصداقيتها كلاعب فردي في هذا المشهد الجيوسياسي المتغير في المنطقة مع الاستخدام المناسب للعلاقات الحضارية وقوة الجاليات الهندية العاملة في الخارج وآفاق التجارة والاستثمار، بحسب الكاتب.

ويطالب التحليل الهند بتبني سياسة حذرة ومتوازنة تجاه إيران خصوصا، نظرا لأهمية طهران الإستراتيجية لإيران بالنسبة لسياسة الهند في أفغانستان، ورؤية آسيا الوسطى وممر التجارة الدولي بين الشمال والجنوب.

تحرك خارج مظلة أمريكا

ويؤكد أنه يجب على الهند  أن تبتكر سياساتها تجاه إيران بما يتجاوز سياسة العقوبات الأمريكية وأن تتبع سياسة محسوبة لخدمة مصالحها قبل أن تترسخ الصين في إستراتيجية وسياسة إيران.

ويعترف الباجث بأن الصين تستخدم قوتها الاقتصادية وثقلها التجاري وحتى علاقاتها العسكرية لتأسيس دورها الجديد بالمنطقة، ورغم أن الهند ليست نظيرًا في القوة الاقتصادية للصين، لكن يمكنها تجميع مشاركتها التاريخية وعمقها الحضاري بما يتماشى مع تطلعات المنطقة في الرؤية الاقتصادية لما بعد النفط وسياسة التطلع إلى الشرق والشراكة التكنولوجية والخدمات الماهرة.

مدخل مقترح للهند

ويقترح الكاتب مدخلا مقترحا للهند يكفل لنيودلهي دورا في تسهيل استحقاقات الاتفاق السعودي الإيراني، وبالتحديد في الساحة اليمنية.

وبالتحديد يقول الكاتب إن الخلافات المتصاعدة بين السعودية والإمارات حول اليمن تحتاج إلى تسهيلات استراتيجية، وهنا يمكن للهند أن تستخدم علاقاتها الوثيقة مع الرياض وأبوظبي لحل تلك الخلافات، بما يجعل لها دورا في مستقبل القضية اليمنية التي باتت مفصلا مهما في العلاقات بين السعودية وإيران.

ماذا عن إسرائيل؟

يقترح الكاتب أن الهند يمكن أن تستفيد من علاقاتها مع إسرائيل  لتوجيه استراتيجية تل أبيب تجاه فلسطين نحو الاعتدال الاستراتيجي، وبالمثل، فإن العداء الإسرائيلي العلني لإيران يمكن أن يتحول، بتحركات هندية، إلى صبر وضبط إستراتيجي.

وبهذه الأمور يرى الكاتب أن الهند  يمكن أن تخلق مسارًا مثمرًا لإعادة وضع نفسها في الاستراتيجية الإيرانية لموازنة نفوذ الصين في ذلك البلد، حيث تتمتع الهند بمصالح استراتيجية قصوى قبل أن تترسخ الصين في تفكيرها الاستراتيجي وتغمر المنطقة بأكملها.

 

المصدر | خشنم ب ن / مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد