صحيفة إسرائيلية: نتنياهو ومحمد بن سلمان تحدثا هاتفيا قبل وبعد القمة العربية
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نقلا عن مصدر دبلوماسي أجنبي لم تسمه، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا مرتين عبر الهاتف بتسهيل بحريني، قبل وبعد القمة العربية الأخيرة في المملكة، بشأن التطبيع المحتمل بين البلدين، وأن بن سلمان قدم قائمة مطالب لصالح الشعب الفلسطيني رفض طلبا للقاء نتنياهو.
جاء ذلك في تقرير لمراسلة الصحيفة لاهاف هاركوف، ترجمه "الخليج الجديد"، أضافت فيه أن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني قام بتسهيل الاتصالين بين نتنياهو وبن سلمان.
وحتى الساعة 08:00 بتوقيت جرينتش لم تصدر إفادة رسمية من الرياض ولا تل أبيب بشأن هذين الاتصالين. ولا ترتبط السعودية بعلاقات معلنة مع إسرائيل وتشترط انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
وأضاف المصدر الدبلوماسي أن "نتنياهو وبن سلمان تحدثا قبل وبعد اجتماع جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي، لمناقشة إمكانية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، لكن لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات، ورفض سلمان طلب نتنياهو للقاء".
واستضافت مدينة جدة السعودية، يوم الجمعة الماضي، اجتماع القمة الثاني والثلاثين لقادة دول الجامعة العربية.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع إسرائيل، التي تطمح بشدة إلى التطبيع مع السعودية، نظرا لمكانتها الدينية في العالم الإسلامي وقدراتها الاقتصادية الكبيرة.
ووفقا للمصدر "لم يناقش نتنياهو وبن سلمان إمكانية تسيير رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام (بالنسبة للمسلمين داخل إسرائيل). لكن بحسب مصدر دبلوماسي إسرائيلي "يوجد تفاؤل" في تل أبيب بشأن الجهود المستمرة لتطبيع العلاقات مع السعودية.
مطالب سعودية
وبحسب موقع قناة "N12" الإسرائيلية فإن "السعوديين قدموا قائمة بتنازلات إسرائيلية مطلوبة تجاه الفلسطينيين تشمل السماح بتعزيز جهاز الأمن الفلسطيني على حساب الجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة)، كما طالبوا بالسيطرة الأمنية الفلسطينية على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بينما سيظل حائط المبكى (البراق) تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة"، وفقا للصحيفة.
وقال مصدر على صلة بالقيادة السعودية، وفقا للصحيفة، إن "محمد بن سلمان يريد أن يكون قادرا على القول إنه فعل شيئا للفلسطينيين وأن يعزز تعاون الرياض الأمني مع واشنطن بالتزامن مع التطبيع".
وخلال القمة العربية الأخيرة التي ترأسها في جدة، قال محمد بن سلمان إن "القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للدول العربية، وهي على رأس أولويات المملكة".
وأردف بن سلمان: "لن نتأخر في تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
مسألة وقت
والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لـ"جيروزاليم بوست" إن "السعودية وإسرائيل لديهما المصالح نفسها، والتطبيع بينهما مسألة وقت".
واعتبر أن التطبيع بين الرياض وتل أبيب "يمكن أن يتم في الأشهر الستة المقبلة إلى غضون عام بأقصى تقدير".
وتابع كوهين أن كلا من منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكجورك والمنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة عاموس هوشتاين تحدثا إلى محمد بن سلمان، خلال زيارتهما إلى جدة في وقت سابق من الشهر الجاري، بشأن السلام مع إسرائيل.
وسبق وأن ذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن السعودية تريد للمضي قدما في التطبيع مع إسرائيل التزاما أمريكيا بأمن المملكة يوازي التزام حلف شمال الأطلسي (الناتو) واتفاقيات الدفاع الأمريكية المشتركة، وكذلك التزام أمريكي غير مشروط ببيع أسلحة متطورة للرياض، وأخيرا شراكة أمريكية سعودية في تطوير بنية تحتية كاملة لدورة وقود نووي مدنية.
وتتصاعد تقديرات في وسائل إعلام ومراكز بحثية إسرائيلية وأمريكية بحاجة كل من نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن الملحة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، بينما يتمهل بن سلمان لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
ونتنياهو وبايدن، وفقا لتلك التقديرات، يرغبان بالاستفادة من إنجاز التطبيع المأمول في ظل أزمة سياسية داخلية يواجهها الأول على خلفية مشروع حكومته لـ"إصلاح القضاء" المثير للانقسام ورغبة الأخير في الفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2024.
المصدر | لاهاف هاركوف/ جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد