بينها نفوذ دولي أكبر.. 3 أهداف جيوستراتيجية جديدة للسعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 529
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يمثل استئناف السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران ومبادراتها الدبلوماسية تجاه رئيس النظام السوري بشار الأسد جزءا من إعادة تقييم المملكة لمصالحها الجيوستراتيجية لتحقيق ثلاثة أهداف هي الاستقرار الإقليمي وممارسة نفوذ إقليمي ودولي أكبر واستمرار الصادرات النفطية، بحسب ألون بن مئير، وهو أستاذ متقاعد للعلاقات الدولية في جامعة نيويورك الأمريكية.

وأردف بن مئير، في مقال بصحيفة "الجيمينير" (the algemeiner) الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد"، أن السعودية وإيران "توصلتا إلى نتيجة مفادها أنه على الرغم من العداء والتنافس الإقليمي، إلا أنه يجب أن يتعايشا بشكل أو بآخر".

وفي 10 مارس/ آذار الماضي، وقَّعت السعودية (ذات أغبية سنية) وإيران (ذات أغبية شيعية) اتفاقا بوساطة الصين لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات.

وقطعت السعودية في يناير/ كانون الثاني 2016 علاقتها مع إيران؛ إثر اقتحام محتجين لسفارة المملكة في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع مدانين آخرين، بينهم سُنة، بينهم منها الإرهاب.

وتابع بن مئير: "لقد أدركت السعودية وإيران أن الحرب التي استمرت ثماني سنوات في اليمن لم تفعل شيئا لتحسين مكانتهما الإقليمية.. وفشلت إيران في تأسيس موطئ قدم قوي ودائم في شبه الجزيرة العربية عبر دعمها للحوثيين".

ويعاني اليمن من حرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

وحاليا تجري السعودية مباحثات مع جماعة الحوثي للاتفاق على تجديد هدنة في اليمن استمرت ستة أشهر وانتهت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي دائم ينهي الحرب.

وبالنسبة للسعودية قال بن مئير إنه بعد أن "منعت إيران من الهيمنة على اليمن، لم تعد تشعر أن استمرار الحرب سيحقق أي فائدة إضافية بغض النظر عن مقدار الأموال والموارد البشرية التي تنفقها في المجهود الحربي".

 

صادرات النفط

بن مئير اعتبر أن "المصالحة بين البلدين أمرا ليس مضمونا لأن العلاقات العدائية بينهما عميقة، لكن مصلحتهما الوطنية الناتجة عن التقارب بينهما تتجاوز حاليا تلك المخاوف، ويعلم الجانبان أن الأمر سيستغرق وقتا من أجل تطبيع كامل للعلاقات مع اختبار النوايا الحقيقية لكل منهما وكذلك سلوكهما".

وتابع أن "امتلاك أكبر خزان للنفط يمنح السعوديين مزايا كبير، حيث يعلم العديد من عملاء النفط أنهم يستطيعون الاعتماد على السعوديين في إمدادات الطاقة لسنوات عديدة قادمة".

وأضاف أن "استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسوريا وتقديم المساعدة المالية لدول عربية أخرى مثل مصر، من شأنه أن يسهم على الدوام في استقرار المنطقة ويسمح بدوره للسعوديين بمواصلة صادراتها النفطية بأقل قدر من الانقطاعات".

وعقب مباحثات بالمملكة الأربعاء، رحّب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد "ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية".

وتتجه السعودية إلى استئناف علاقتها مع النظام السوري، بعد أن جمدت جامعة الدول العربية في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 مقعد سوريا، ردا على استخدام نظام بشار الأسد القوة العسكرية لقمع احتجاجات شعبية اندلعت في مارس/ آذار من ذلك العام للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.

 

الولايات المتحدة وإسرائيل

واعتبر بن مئير أن "أيا مما سبق لن يؤثر سلبا على علاقة السعوديين بالولايات المتحدة ولا علاقاتهم الضمنية مع إسرائيل، حيث يدرك السعوديون تماما مدى أهمية دور الولايات المتحدة، بصفتها المورد الرئيسي للأسلحة للمملكة والضامن الأمني للمنطقة".

وأردف أنه "بغض النظر عن خلافها مع إسرائيل فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني، فإن تعاون السعودية الضمني مع إسرائيل بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية ونقل التكنولوجيا الإسرائيلية سيظل جزءا لا يتجزأ من هدف المملكة الجيوستراتيجي".

ولا ترتبط الرياض بعلاقات معلنة مع تل أبيب، وتطالبها بالانسحاب من الأراضي العربية التي تحتلها منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

ورأى بن مئير أن "الرياض تريد تطوير اختراق لكل من خصومها السابقين، بما في ذلك إيران وسوريا، مع الحفاظ على علاقاتها الحالية مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

واستطرد: "في الوقت نفسه، تعمل الرياض على تعزيز علاقاتها الثنائية مع الصين، ثاني أكبر قوة عظمى في العالم، حيث تصدر السعودية إليها ربع إنتاجها النفطي السنوي (بقيمة 43.9 مليار دولار في 2021 من إجمالي صادرات بـ161.7 مليار دولار)، بينما أصبحت (السعودية) الزعيم الفعلي للدول العربية".

لكن بن مئير اعتبر أن "العديد من الأحداث الخارجية والإقليمية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الحسابات الجيوستراتيجية الجديدة للسعودية، بما في ذلك حرب (روسيا في أوكرانيا) أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، والتوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والصين/ روسيا، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر".

 

المصدر | ألون بن مئير/ الجيمينير- ترجمة وتحرير الخليج الجديد