مفاوضات صنعاء - الرياض: حديث الحلّ النهائي يتقدّم

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 415
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

صنعاء | وسط التقدُّم المُحرَز في الملفّ الإنساني، تقترب المفاوضات بين حركة «أنصار الله» والرياض من إحداث اختراق كبير في مسار السلام. ووفق أكثر من مصدر سياسي، تحدّث إلى «الأخبار»، استطاعت مسقط، بصفتها وسيطاً، تقريب وجهات النظر بين الجانبَين، حول العديد من القضايا الجوهرية، فيما لا يزال بعضها محلّ خلاف، كمطالبة الحركة بتعويضات كاملة عن الأضرار التي تسبّب بها العدوان والحصار. وأشارت هذه المصادر إلى أن المفاوضات، التي قالت إنها تجرى في أجواء «إيجابية وجدّية»، تجاوزت النقاش حول الملفّ الإنساني، مع حسْم النقاط الملحّة بهذا الشأن، وانتقلت إلى التفاوض حول آليّة تنفيذ الاتفاق. ورأت أن من شأن صفقة تبادل الأسرى التي يبدأ تنفيذها اليوم، أن تعزّز الثقة بين صنعاء والرياض، وخصوصاً أنه سيعقبها فتْح المعابر الحدودية اليمنية مع المملكة، وتشكيل لجنة مشتركة من الجانبَين اليمنيَّين المتنازعَين لفتح الطرق المغلقة بين المحافظات، ولا سيما طرق مدينة تعز. ولفتت المصادر إلى أن الخلاف لا يزال قائماً حول موعد صرف رواتب الموظفين وآلية الصرف، إذ إن هناك مقترحات لترحيل هذا البند إلى ما بعد إعلان الهدنة.
مع ذلك، وعلى رغم التفاؤل الذي يسود الشارع اليمني، إلّا أن استمرار المملكة في محاولة تقديم نفسها كوسيط، وليس باعتبارها طرفاً في الحرب، لا يزال يلقي بظلال قاتمة على المشهد. وفي هذا الإطار، قالت مصادر في حكومة «الإنقاذ»، لـ«الأخبار»، إن «السعودية تحاول التنصّل من مسؤوليّتها عن الحرب، وتتهرّب من أيّ التزامات في هذا الشأن». ورأت أن حديث السفير السعودي، محمد آل جابر، عن قيامه بدور وسيط بين صنعاء و«المجلس الرئاسي» في عدن، والذي تسبّب بتوقّف المفاوضات ليومَين منتصف الأسبوع الجاري، هدفه التهرّب من الخوض في ملفّ التعويضات. وممّا قد يؤشّر إلى نيّة التهرّب تلك، قول السياسي السعودي، سليمان العقيلي، إن «الشرعية والتحالف ضربا المنشآت العسكرية مع بضعة أخطاء تعهّد التحالف بالتعويض عنها بعد تحقيقات مهنية».

من جهته، حذّر المكتب السياسي لـ«أنصار الله» من المراوغة السعودية، مطالباً، في بيان، الرياض، بـ«التعامل الجادّ مع مطالب الشعب اليمني المشروعة، ومنها إعادة الإعمار وخروج القوات الأجنبية إذا كانت تريد السلام». لكن عضو المكتب السياسي في الحركة، محمد البخيتي، كشف، في تصريحات صحافية، عن «تمكّن الوساطة العُمانية من تحقيق تقدّم كبير في المفاوضات المباشرة مع الجانب السعودي في صنعاء»، وعبّر عن أمله بانتهاء الأزمة والتوصّل إلى اتفاق شامل. وحول موعد إعلان نتائج المباحثات، قال البخيتي إن هذه الأخيرة تجاوزت مسألة الهدنة إلى الحلّ النهائي.

ويتزامن التقدُّم المُحرز مع عودة التحرّكات الأميركية المكثّفة في المنطقة، إذ بدأ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، جولة جديدة في الخليج، «لدعم الجهود الجارية لتأمين اتفاق جديد في شأن عملية سلام شاملة»، بحسب ما جاء في بيان للخارجية الأميركية، أشارت فيه إلى أنه «بعد أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية المكثّفة للولايات المتحدة والأمم المتحدة والدعم من الشركاء الإقليميين، يشهد اليمن فرصة غير مسبوقة للسلام». ولفتت إلى أن ليندركينغ سيلتقي، خلال زيارته، شركاء يمنيين وسعوديين ودوليين لمناقشة الخطوات اللازمة لتأمين وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة، مع ضمان استمرار الجهود لتخفيف الأزمة الاقتصادية ومعاناة اليمنيين.

وتوازياً، كثّف سفراء بريطانيا وكندا وفرنسا إلى جانب النروج، لقاءاتهم بأعضاء في «المجلس الرئاسي» في العاصمة السعودية الرياض. ووفقاً لوكالة «سبأ» التابعة لحكومة عدن، فإنّ السفراء، كلاً على حدة، التقوا رئيس المجلس رشاد العليمي، ونائبَيه عيدروس الزبيدي وسلطان العرادة، لمناقشة دعم الجهود التي يقودها المبعوث الأممي، الذي تم تحييده أخيراً من قِبَل السعودية. وكان العليمي قد أكد، مساء الأربعاء، خلال لقائه سفير النروج لدى اليمن، جاهزية مجلسه تجاه استحقاقات السلام في اليمن، فيما أفادت قناة «الحدث» السعودية بأن مشاورات سياسية بين قيادات الأحزاب والمكوّنات السياسية اليمنية ستعقد بعد انتهاء مفاوضات صنعاء، بناءً على دعوة من «المجلس الرئاسي»، الذي كلّف الزبيدي التواصل مع قيادات الأحزاب ودعوتها إلى اللقاء. وبحسب القناة، فإنّ هدف الاجتماع «إطلاع تلك القيادات على ما تمّ التوصّل إليه في المفاوضات» مع حركة «أنصار الله»، والدفع نحو الانخراط في جهود الحلّ السياسي.