زيارة المقداد للمملكة السعودية بعد احد عشر عاما من القطيعة تمهد لزيارة نظيره السعودي فيصل بن فرحان لدمشق

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 457
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بيروت ـ “راي اليوم” ـ من نور علي:

زيارة وزير الخارجية السورية فيصل المقداد للمملكة العربية السعودية بعد قطيعة استمرت لاحد عشر عاما، أي بعد اقل من عام على اندلاع الحرب الداخلية في سورية عام 2011، تآتي في سياق ترتيب العلاقة بين الرياض ودمشق، هي زيارة ليست مفاجئة لجهة المؤشرات التي سبقتها، والتصريحات الصادرة من السعودية قبل أسابيع والتي كانت بمجملها تصب في توقع انفتاح المملكة العربية السعودية على العلاقة مع دمشق.

وكان خط الاتصال بين دمشق والرياض تم تفعيله في الأيام الماضية لمناقشة الخطوات الأولى، حيث كان المقترح الأول يتجه نحو زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى دمشق، اما المقترح الاخر كان ان يعقد وزيرا خارجية سورية والسعودية لقاءا في دولة ثالثة، والمقترح الثالث ان يزور وزير الخارجية السورية فيصل المقداد المملكة، تمهيدا لزيارة أخرى تأتي بعدها مباشرة لوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان لدمشق.

ومن المرجح ان يحمل بن فرحان معه دعوة سورية لحضور القمة العربية الشهر المقبل في الرياض، ولكن يبقى مستوى تمثيل سورية في القمة حيث سيكون محل مناقشة خلال زيارة المقداد الحالية لجدة والزيارة التي سيقوم بها فيصل بن فرحان لدمشق.

ومن المرجح كذلك ان يناقش المقداد في جدة عودة العلاقات الثنائية وافتتاح السفارات وعودة البعثات الدبلوماسية، بالإضافة الى استماع المقداد للرؤية السعودية لايجاد حل سياسي للازمة بما يسهم في عودة سورية الى المسرح الدولي.

وكانت الرياض قد أعلنت مطلع الشهر الحالي انها تجري اتصالات مع سورية لإعادة الخدمات القنصلية بين البلدين. وتتكامل جهود الرياض مع الجهود المصرية والامارتية والاردنية لكسر العزلة المفروضة على سورية والتي تنعكس على الحياة المعيشية للسورية والاقتصاد السوري.

ومن اللافت ان الاندفاع السعودي لاستعادة العلاقة مع سورية تأتي رغم معارضة الإدارة الامريكية للانفتاح العربي على دمشق، ورغم ان الدول العربية لا تلتزم بالحظر الأمريكي، فان ردات الفعل الامريكية حيال هذه الخطوات تبدو فاترة، كما يأتي الانفتاح السعودي على سورية بعد اتفاق المصالحة بين الرياض وطهران برعاية صينية، وتقدم المفاوضات السعودية مع حركة انصار الله اليمنية لانهاء ملف الحرب في اليمن.

وتتحدث أوساط سورية سياسية عن زيارة المقداد الى المملكة ليس سوى البداية على طريق استعادة العلاقات الكاملة مع المملكة، وان هذا سوف يسهم في خروج سورية من الازمة المعيشية والاقتصادية التي سببتها العقوبات الامريكية الصارمة عليها.

ويبرز خلال هذه الزيارة تساؤل حول ان كان المقداد سوف يعقد لقاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ام ان اللقاء سوف يقتصر على الاجتماع مع وزير الخارجية السعودي فقط.