الصفقة السعودية الإيرانية بعيون أمريكية: دور الصين مصلحة للولايات المتحدة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 730
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

"الصفقة السعودية الإيرانية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية لا تمثل قلقا للولايات المتحدة".. حول هذا المضمون دارت إفادات نواب ومسؤولين أمريكيين، يرون أن انخراط الصين في رعاية الاتفاقية قد تمثل نفعا لواشنطن.

وفي تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أورد موقع "بوليتيكو" الأمريكي أن دبلوماسيين كبار من السعودية وإيران زاروا بكين يوم الخميس الماضي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق من شأنه إعادة فتح سفارتي البلدين واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بينهما، إضافة إلى عودة العمل بالاتفاقات الأمنية والتجارية، واصفا ذلك بأنه "أحدث علامة على أن بكين ليست راضية عن كونها عملاقًا إقليميًا فحسب، بل ترى نفسها قوة عالمية كبرى".

لكن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي عبرت عن قلق معلن بشأن النفوذ الصيني المتنامي في الشرق الأوسط، واجهت هذا التطور باستهزاء، وبينما يخشى البعض في واشنطن من أن تملأ الصين الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة، يرى أغلب المسؤولين والنواب الأمريكيين فقط الوجه الإيجابي لـ "غزو بكين الإقليمي".

خفض التصعيد

بالسياق، قال السيناتور الديمقراطي، كريس مورفي، الذي يرأس دائرة الشرق الأوسط بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "لا يجب أن يكون كل شيء بين الولايات المتحدة والصين لعبة محصلتها صفر"، مضيفا: "تحسين العلاقات بين الرياض وطهران يعني أنه سيكون هناك صراع أقل في المنطقة؛ ما يقلل من فرصة انجرار الولايات المتحدة إلى قتال في الشرق الأوسط. لا أعرف لماذا نتصور أن هناك جانبًا سلبيًا لخفض التصعيد بين السعودية وإيران".

وبينما تحدث مورفي من منظور استراتيجي، قدم آخرون أسبابًا تمتد من الاستراتيجية إلى التكتيكية، مفادها أن انخراط الصين أكثر في شؤون الشرق الأوسط من شأنه أن يمكّن الولايات المتحدة من التركيز على أولوياتها الأمنية الوطنية، وهي الدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا وردع الصين عن غزو تايوان.

فالعلاقات الأكثر ودية بين الرياض وطهران تعني أيضًا أن حرب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية باليمن، والتي استمرت 8 سنوات، قد تنتهي قريبًا، وهو هدف رئيسي لإدارة جو بايدن، كما أن عدم وجود علاقات دبلوماسية للولايات المتحدة مع إيران يعني أن واشنطن لم يكن بإمكانها التوسط في التقارب بين الرياض وطهران.

 

المصالح الأمريكية

ويضيف مارتن إنديك، الذي شغل منصب المبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في الفترة من 2013 إلى 2014: "يجب على الولايات المتحدة أن ترى وساطة الصين في اتفاق سعودي - إيراني مكسبا للمصالح الأمريكية".

وأوضح: "إذا انهار الاتفاق فاللوم سيكون على الصين، إذ سينظر إلى غزوها للدبلوماسية الخليجية باعتباره لغطا بلا ناتج"، وإذا لم ينهار فهو يخدم الاستراتيجية الأمريكية ورؤيتها لمصالحها في المنطقة.

ويشير إنديك إلى أنه "لا يوجد دليل حقيقي على أن دور الصين في الصفقة السعودية الإيرانية يعني أن الولايات المتحدة قد أبعدت نفسها عن الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن الجنرال مايكل إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، اتصل بوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، يوم الخميس، لمناقشة التعاون الأمني والشراكة العسكرية بين الرياض وواشنطن.

وقال الكولونيل، جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، إن المحادثة لم تكن مرتبطة بدبلوماسية الصين في المنطقة، مضيفا: "بصراحة لم نفكر في ذلك".

ويرى إنديك أن هذه التطورات تظهر أن "بكين منخرطة في جانب واحد من سياسات الشرق الأوسط، لكنها لم تغتصب مكانة أمريكا من جميع الجوانب".

فالولايات المتحدة تعمل مع السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإقامة شراكات في مجال الفضاء الإلكتروني وعمليات الأمن البحري، والاستثمار في أهداف البنية التحتية للرياض وتطوير شبكات اتصالات متقدمة.

ولا تزال واشنطن الشريك الأمني الأهم للرياض، حيث تزودها بالأسلحة للمساعدة في الدفاع ضد التهديدات الإقليمية، وتنشر 3 آلاف جندي في المملكة.

 

ملء الفراغ

وفي هذا الإطار، قال فيليب سميث، الخبير في شؤون الحركات المدعومة من إيران: "ليس الأمر كما لو أن الميليشيات الشيعية الإيرانية قد تهدأ بشأن التهديدات أو الدعاية".

لكن ذلك لا يعني أن مناورات الصين كان تقليدية، بل أثارت بالطبع الدهشة في واشنطن وحول العالم، وأظهرت رغبة بكين في التعامل مع الشركاء البعيدين، مثل إيران، والرغبة المحتملة في لعب اللعبة الاستراتيجية الطويلة؛ حتى تميل المنطقة في النهاية لصالح الصين.

وينقل "بوليتيكو"، في هذا الصدد، عن مسؤول في الشرق الأوسط (لم يسمه) أن "الولايات المتحدة يُنظر إليها على أنها مغادرة للمنطقة، وأن الصين تملأ الفراغ وتكتسب المزيد من النفوذ في المملكة العربية السعودية وأماكن أخرى".

وثمة مخاوف أخرى من أن الرياض، المستاءة من تعهد بايدن السابق بجعلها "منبوذة"، قد تستفيد من نفوذ الصين لانتزاع المزيد من الدعم الأمريكي.

لكن على المدى القريب، تعتبر واشنطن عمل الصين بشأن الصفقة السعودية الإيرانية بمثابة "فوز للولايات المتحدة، وليس خسارة"، وهو ما عبر عنه السيناتور، ماثيو داس، قائلا: "أي شيء يقلل من فرص نشوب صراع بين إيران والسعودية هو شيء جيد، بغض النظر عمن توسط في ذلك".

 

المصدر | بوليتيكو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد