التطبيع مع السعوديّة بات سرابًا وفقدان الأمل باتفاقٍ لحجاج الـ 48 بالسفر لمكّة.. نتنياهو: توسيع العلاقات بالدول العربيّة ضرورةً لمواجهة إيران وإلغاء (قمّة النقب) صفعةً مُدويّةً

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 715
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

في الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ليلة أمس الاثنين عبّر عن أمله في دفع ما أسماها بعجلة السلام مع دولٍ عربيّةٍ، بيد أنّ الواقع يُغايِر كليًّا التطورّات والمُستجدّات على أرض الواقع، فحتى التطبيع مع المملكة العربيّة السعوديّة، التي زعم نتنياهو مع توليه رئاسة الوزراء للمرّة السادسة أنّه بات قاب قوسيْن أوْ أدنى، بات سرابًا، مع توجيه الرياض صفعةً مدويّةً لتل أبيب بتحالفها مع إيران بوساطةٍ صينيّةٍ.

 بالإضافة لذلك، فإنّ العلاقات مع الدول المُطبِّعة تشهد تراجعًا، وعلى وجه التحديد مع الإمارات العربيّة المُتحدّة، التي ترفض حتى اللحظة توجيه دعوةٍ لنتنياهو لزيارتها، علمًا أنّه كان قد صرّح بأنّه سيقوم بأوّل زيارةٍ للدولة الخليجيّة مُباشرةً مع بدء مزاولة منصبه في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الفائت.

 وحول هذه القضية، واعتمادًا على مصادر سياسيّةٍ وازنةٍ في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال  ( تقريرًا قالت فيه إنّ جهود إسرائيل لتوسيع علاقاتها مع الدول العربية تباطأت بسبب الاضطرابات الأخيرة، لافتةً إلى أنّ قادةً عرب استنكروا مداهمة شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى والعمليات ضد المسلحين في الضفة الغربية والتعليقات المعادية للفلسطينيين والتي أطلقها مسؤولون في تحالف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وعندما عاد نتنياهو إلى السلطة في كانون الأول (ديسمبر) قال إنّها ستكون الأولوية في سياسته وبخاصّةٍ بناء علاقات تطبيع مع السعودية، بعد علاقات إسرائيل في 2020 مع ثلاث دولٍ عربيّةٍ، أوْ ما عرف بـ (اتفاقيات إبراهيم).

 وعبّر قادة إسرائيل بداية هذا العام عن تفاؤل من عقد اتفاقية مع الرياض سريعًا وبرعاية من إدارة الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، حيث قربت المخاوف من إيران دول الخليج إلى إسرائيل.

وبدلاً من ذلك يقول المسؤولون في دول الخليج وإسرائيل إنّ اهتمام الرياض هو للتعامل وبشكلٍ مفتوحٍ مع إسرائيل بَرَدَ نتيجة تزايد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومضي تحالف نتنياهو المتطرف لبناء المزيد من المساكن على الأراضي في الضفة الغربية التي يرى الفلسطينيون أنها جزء من دولتهم المستقلة.

ونقلت الصحيفة الأمريكيّة عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ لم تُسمّه قوله: “بردت الظروف والحماس”، وفي الوقت الذي استمر فيه التعاون الأمنيّ والاستخباراتيّ والتجاريّ مع السعودية، بحسب المصادر الإسرائيليّة، إلّا أنّ جهود توسيع العلاقة مع الدولة العربيّة القويّة وبقية الدول المسلمة تباطأت، حسب أشخاص على معرفة بالجهود.

 وطبقًا لتقرير الصحيفة، فمن الإشارات عن عدم رضى السعوديين هي سلسلة التصريحات المُستنكِرة من المسؤولين لإسرائيل منذ عودة نتنياهو إلى السلطة في كانون الأول (ديسمبر)، وفي هذا العام أصدرت السعودية عددًا من التصريحات الرافضة لأفعال إسرائيل في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات، ومقارنة مع العام الماضي لم تشجب السعودية إسرائيل سوى مرتين.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنّهم فقدوا الأمل بتأمين اتفاقٍ مع الرياض يسمح للحجاج المسلمين من إسرائيل بالسفر مباشرةً إلى السعودية هذا الصيف، وهو أمر كانوا يأملون بالحصول على موافقة له بداية العام الحالي.

وحاول الإسرائيليون تأمين اتفاق العام الماضي أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ولكنهم فشلوا، وحاولوا هذا العام لكن الجهود تعثرت، حسب أشخاص على معرفة بالنقاشات.

وعقبّت الصحيفة في تقريرها جازمةً أنّ الاضطرابات الداخلية بشأن الإصلاحات القضائية حرفت الانتباه عن التفاوض على صفقة تطبيع مع السعودية، وطلب نتنياهو من رون ديرمر، السفير الإسرائيليّ السابق في واشنطن، وكان مرشحًا لقيادة المفاوضات مع السعودية التركيز على الوضع المحليّ، ولعب ديرمر دورًا بارزًا في اتفاقيات إبراهيم.

 ووفق المصادر في تل أبيب فإنّ نتنياهو يرى في توسيع العلاقات مع الدول العربيّة ضرورة لمواجهة إيران وتلاشي الدعم الدولي لقيام دولة فلسطينية مستقلة، علمًا أنّ دولة الاحتلال قامت، بمُساعدةٍ أمريكيّةٍ، بتوطيد علاقاتها العسكرية والاقتصادية مع الإمارات والمغرب والبحرين.

في الخُلاصة يُشار إلى أنّ إسرائيل استقبلت في العام الماضي قمةً دبلوماسيّةً التي عُرِفَتْ باسم (قمّة النقب)، شاركت فيها مصر والمغرب والإمارات والبحرين والولايات المتحدة لتعميق العلاقات، ولكن الخطة لقمةٍ ثانيةٍ هذا العام في المغرب لم تتحقق بعد مما خفف من الزخم، وفق المصادر في تل أبيب.