بخفض النفط المفاجئ.. السعودية تصفع بايدن وتساعد بوتين
سلّط السفير الهندي والمراقب الدولي البارز م. بهادراكومار، الضوء على القرار المفاجئ بتخفيض إنتاج النفط بواسطة 8 دول أعضاء بتحالف "أوبك+"، على رأسهم السعودية، واعتبر أن الرياض تساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما توجه صفعة لنظيره الأمريكي جو بايدن، وتترك أمام إدارته خيارات محدودة للرد.
وذكر السفير الهندي في مقال نشره موقع "Indian punchline"، وترجمه "الخليج الجديد"، أنه بينما تتحدث الدول الثمانية عن تخفيض قدره مليون برميل في اليوم من مايو/أيار إلى نهاية العام، ستمدد روسيا لنفس الفترة تخفيضها الطوعي للإنتاج الذي بدأ بالفعل في مارس/ أذار، بمقدار 500 ألف برميل.
تشوهات سوقية
وأشار المسؤول الهندي إلى أن العديد من المحللين سبق وأن حذروا من خلق العقوبات الغربية ضد النفط الروسي تشوهات وشذوذًا في سوق النفط، فضلا عن زعزعتها نظام العرض والطلب الحساس، والذي تفاقم بسبب القرار الخطير للغاية الذي اتخذته مجموعة السبع الكبرى، بناءً على طلب من وزارة الخزانة الأمريكية، بفرض حد أقصى لسعر مبيعات النفط الروسية في الخارج.
علاوة على ذلك، تحولت تحركات إدارة بايدن "الاستفزازية" للإفراج عن النفط بانتظام من الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي لتهدئة أسعار النفط، لتمثل إهانة للدول المنتجة التي تعتمد اقتصاداتها بشكل حاسم على الدخل من صادرات البترول.
ولفت السفير إلى أن هناك احتمالا كبيرا بأن التوترات قد تزداد بين الولايات المتحدة والسعودية؛ لأن أسعار النفط المرتفعة سترفع التضخم وتجعل من الصعب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إيجاد توازن بين رفع سعر الفائدة الرئيسي والحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي.
وبالمثل، يجب أن تكون إدارة بايدن غاضبة من استمرار التعاون العملي بين روسيا ودول "أوبك"، وخاصة السعودية، على الرغم من فرض الحد الأقصى لأسعار النفط الروسي من الغرب، وقرار موسكو بخفض الإنتاج من جانب واحد في مارس/ أذار.
خيارات محدودة
وأوضح السفير أن إدارة بايدن لديها مجموعة محدودة فقط من الخيارات للرد على الخطوة المفاجئة لـ"أوبك+".
وقال إن الخيار الأول يتمثل في لجوء إدارة إلى إطلاق آخر للنفط من احتياطي البترول الاستراتيجي، والثاني الضغط على المنتجين الأمريكيين لزيادة إنتاج النفط المحلي، والثالث مراجعة التشريعات التي من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة باتخاذ خطوة دراماتيكية بمقاضاة دول "أوبك"، والرابع كبح جماح صادرات واشنطن من البنزين والديزل.
وبيّن السفير الهندي أنه يمكن القول إنه ببساطة، إن تخفيضات الإنتاج ستؤدي إلى تضييق سوق النفط وبالتالي مساعدة روسيا على تأمين أسعار أفضل للخام الذي تبيعه.
كما تؤكد التخفيضات الجديدة لإنتاج النفط أيضًا أن روسيا لا تزال جزءًا لا يتجزأ ومهمًا من مجموعة الدول المنتجة للنفط، على الرغم من المحاولات الغربية لعزلها.
وهذا يعني أن التخفيض المفاجئ في "أوبك+" يعزز تحالف الطاقة السعودي الروسي، من خلال مواءمة مستويات إنتاجهم، وهذه صفعة على وجه واشنطن.
وأشار إلى أن ثمة إشارة بخصوص حقبة جديدة لم يعد فيها السعوديون خائفين من الولايات المتحدة، السعوديون يفعلون فقط ما يحتاجون إليه، وليس ما يحتاجه البيت الأبيض.
وخلص إلى أنه من الواضح أن إعادة صياغة الديناميكيات الإقليمية والعالمية التي تم إطلاقها مؤخرًا تكتسب زخمًا متزايدا.
المصدر | بهادراكومار/إنديان بنشلين- ترجمة وتحرير الخليج الجديد