ريتز كارلتون الرياض.. من سجن للأمراء إلى نقطة جذب ساخنة للاستثمار
سلط موقع "إنتليجنس أونلاين" الضوء على تحول فندق ريتز كارلتون الرياض من سجن للأمراء والوزراء في حملة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لمكافحة الفساد عام 2017 إلى نقطة جذب ساخنة للاستثمار في المملكة العربية السعودية.
وذكر الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الفندق أصبح وجهة منتظمة لكثير من المديرين التنفيذيين لشركات استشارية كبيرة، إضافة إلى وزراء ورؤساء دول، كما أصبح مكانا لاستضافة مؤتمر مبادرة الاستثمار في المستقبل، أكتوبر/تشرين الأول 2017، والذي حضره شخصيات بارزة: مثل رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، ووزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، ومؤسس أكبر شركة لإدارة الاستثمار في العالم لاري فينك.
وإزاء ذلك، ارتفعت أسعار الغرف والأجنحة في الفندق إلى أرقام فلكية، ما جعل الوصول إليها غير متاح حتى لبعض الوزراء وكبار المسؤولين.
ويستضيف الفندق، الواقع بجوار قصر اليمامة، المقر الرسمي للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اجتماعات بين كبار الشخصيات السعودية وأعضاء النخبة المالية العالمية.
ورغم استعادة الفندق لسمعته كمكان ضيافة مناسب للملوك، لكنه لم ينجح تمامًا في التخلص من الشعور بعدم الارتياح إزاء اسمه، بعدما كان مسرحا لعملية مكافحة الفساد في ليلة 4-5 نوفمبر 2017، بقيادة الأمير محمد بن سلمان.
فقد ظل الفندق سجنا للأمراء والوزراء ورجال الأعمال المدانين بالفساد المزعوم حتى يناير/كانون الثاني 2018، في إطار عملية أجرتها هيئة مكافحة الفساد نزاهة، بدعم من عملاء جهاز الأمن الداخلي الناشئ في ذلك الوقت، رئاسة أمن الدولة، الذي يديره، عبدالعزيز بن محمد الهويريني.
ومنذ ذلك الحين، كان الفندق في قلب جهود الحكومة السعودية لجذب المستثمرين الدوليين، من خلال الأحداث التي يأمل الأمير محمد في أن يكون محط أنظار العالم.
وأصبح انتقال مديري الشركات الاستشارية بين دبي والرياض أمرا معتادا، فمنهم من يقدم المشورة لشركة الاتصالات السعودية المملوكة للدولة (STC)، التي تدير حاليًا تطوير الاتصالات الدفاعية ذات المهام الحرجة، ومنهم من يقدم المشورة للحكومة السعودية بشأن مشروع مترو الرياض، وجميعهم نزلاء دائمون في ريتز كارلتون.
قصر للرؤساء
غير أن الإقبال الكبير على غرف الفندق رفع أسعار الغرف بشكل كبير، ما أدى إلى استبعاد العديد من الضيوف البارزين الإقامة به.
وبلغ سعر الغرفة الفردية 1200 دولار في الليلة، أما الجناح الملكي، كذلك الموجود في الطابق السادس، والذي تم تحويله قسراً إلى "جناح سجن" في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 للأمير الوليد بن طلال، فيبلغ سعر إيجاره ما بين 8 آلاف دولار و12 ألف دولار.
وهذه الأسعار باهظة بالنسبة للكثيرين، حتى الوزراء منهم، إذ لم يتمكن وزير التجارة الفرنسي السابق، فرانك ريستر، من الإقامة في ريترز كارلتون الرياض في أبريل/نيسان 2021، بسبب التكلفة.
وعلى هذا النحو، أصبح الفندق حكراً على رؤساء الدول وكبار رجال الأعمال، حيث أقام فيه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب (مايو/أيار 2017) وهو أول فندق في الخارج مكث فيه بعد انتخابه، على هامش أول رحلة رسمية له إلى السعودية.
وذهب الأمير محمد بن سلمان إلى الفندق شخصيًا للقاء الرئيس النيجيري، محمد بخاري، بجناحه في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
المصدر | الخليج الجديد