دلالات جيوسياسية لاتفاق الرياض وطهران في بكين
دلالات جيوسياسية لاتفاق الرياض وطهران في بكين
الصين بعد اتفاق بكين قطعت شوطا طويلا إلى جانب دول الاقليم الرئيسية يصعب الرجوع عنه.
تحولت أمريكا إلى عنصر تأزيم يهدد باستنزاف المنطقة في صراعات إقليمية لا تخدم دولها وشعوبها.
المقاربة الامريكية قائمة على الاحتواء المزدوج، وتغذية الصراعات الاقليمية، في حين أن المقاربة الصينية قائمة على التعاون والمصالح المشتركة.
تجسير الفجوة بين ضفتي الخليج وبحر العرب تحدٍّ جيوسياسي تجاوزته الصين عبر رعاية الاتفاق بين إيران والسعودية؛ لتزيح معه أهم عائق لتطوير علاقاتها بدول الاقليم.
نجاح صيني في تطوير علاقاتها السياسية بمقدار كثافة مصالح اقتصادية تربطها بدول الاقليم قابله فشل وعجز أمريكي عن تحقيق الأمن والاستقرار على ضفتي الخليج.
الصين والمنطقة بعد اتفاق بكين لن تكون الصين والمنطقة ذاتها ما قبله، فبكين فاعل جيوسياسي أساسي بغرب آسيا والمحيط الهندي لا غنى عنه اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.
* * *
الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وإنهاء القطيعة؛ جاء عقب استضافة بكين في الفترة بين 6 و10 مارس/آذار الجاري مباحثات سعودية إيرانية، "استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبالاتفاق مع قيادتي البلدين".
اتفاق جاء بعد حراك دبلوماسي وسياسي صيني كثيف، بدأ بالقمم الصينية العربية الثلاث منتصف ديسمبر من العام الماضي، مرورا بزيارة الدولة الأولى من نوعها للرئيس الايراني إبراهيم رئيسي لبكين ولقائه الرئيس الصيني شين جين بينغ أوائل فبراير/شباط الماضي؛ لتتحول الصين من مجرد شريك اقتصادي لدول المنطقة إلى لاعب جيوسياسي مهم ومؤثر في أمن الإقليم واستقراره السياسي.
تجسير الفجوة بين ضفتي الخليج العربي وبحر العرب تحدٍّ جيوسياسي تمكنت بكين من تجاوزه عبر رعاية الاتفاق بين إيران والسعودية؛ لتزيح معه أهم عائق يقف في طريق تطوير علاقاتها بدول الاقليم، ودعم مبادرتها المعروفة بـ"مبادرة الحزام والطريق" التي أطلقتها في العام 2013، إلى جانب تطويرها لاستراتيجيتها بإيجاد شراكات مع دول واعدة وغير مثقلة بالديون.
نجاح الصين في تطوير علاقاتها السياسية بمقدار يساوي كثافة المصالح الاقتصادية التي تربطها بدول الاقليم، قابله فشل وعجز أمريكي عن تحقيق الأمن والاستقرار على ضفتي الخليج.
فقد تحولت أمريكا إلى عنصر تأزيم هدد باستنزاف المنطقة في صراعات إقليمية لا تخدم دولها وشعوبها، فالمقاربة الامريكية قائمة على الاحتواء المزدوج، وتغذية الصراعات الاقليمية، في حين أن المقاربة الصينية قائمة على التعاون والمصالح المشتركة.
ختاماً.. الصين بعد اتفاق بكين قطعت شوطا طويلا إلى جانب دول الاقليم الرئيسية يصعب الرجوع عنه، فالصين ومعها المنطقة بعد اتفاق بكين لن تكون الصين والمنطقة ذاتها ما قبل الاتفاق، فبكين فاعل جيوسياسي أساسي في غرب آسيا والمحيط الهندي يصعب الاستغناء عنه، أو استبداله اقتصاديا وسياسيا، إلى جانب كونه بات يحمل أفقا أمنيا واعدا.
*حازم عياد كاتب صحفي في العلاقات الدولية