بأرباح أرامكو.. "أمنستي" تدعو السعودية للتحول إلى الطاقة المتجددة
دعت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، الأحد، السعودية إلى استخدام أرباح شركة النفط العملاقة "أرامكو" في تمويل الانتقال إلى الطاقة المتجددة لإنهاء الضرر المناخي الذي يسببه استهلاك الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي).
والأحد، أعلنت "أرامكو" عن أرباح سنوية بلغت 161.1 مليار دولار، وهي أكبر أرباح سنوية تحققها الشركة.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة الحقوقية الدولية أنييس كالامارد، في بيان ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "لأمر صادم أن تحقق شركة أرباحا تزيد على 161 مليار دولار في عام واحد من بيع الوقود الأحفوري، وهو المحرك الأكبر الوحيد لأزمة المناخ".
وتابعت: "إنه لأمر أكثر إثارة للصدمة لأن هذا الفائض تم تكديسه خلال أزمة تكلفة المعيشة العالمية وساعده ارتفاع أسعار الطاقة الناتجة عن الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا (مستمرة منذ 24 فبراير/ شباط 2022)".
ويوميا، تنتج "أرامكو" حاليا أكثر من 12 مليون برميل من النفط، وتهدف إلى زيادة إنتاجها بنحو مليون برميل يوميا بحلول عام 2027، وزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي بنسبة 50% بحلول 2030.
وتمتلك الحكومة السعودية وصندوق الاستثمارات العامة (PIF) وصندوق الثروة السيادي التابع لها، أكثر من 98% من أرامكو، مما يجعل الشركة، عبر الأرباح الموزعة والضرائب التي تدفعها، مصدرا رئيسيا لدخل المملكة وثروتها، وفق المنظمة.
ضرر مناخي
ورأت كالامارد أنه "حان الوقت لأن تعمل السعودية لمصلحة الإنسانية وتدعم التخلص التدريجي من صناعة الوقود الأحفوري، وهو أمر ضروري لمنع المزيد من الضرر المناخي".
وشددت المنظمة على أنها تدعم دعوات البرلمان الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية والآلاف من منظمات المجتمع المدني التي تحث على وضع معاهدة ملزمة قانونا لمنع انتشار الوقود الأحفوري.
ومشددةً على أن "التحول السريع والعادل للطاقة إلى البدائل المتجددة هو أكثر إلحاحا الآن من أي وقت مضى"، قالت المنظمة إنه "يجب أن توافق الحكومات أيضا على التخلص التدريجي من استخدام وإنتاج جميع أنواع الوقود الأحفوري في محادثات المناخ COP28 (مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ) في وقت لاحق من هذا العام (بالإمارات)".
انتهاكات حقوقية
وتمتلك الحكومة السعودية، بحسب المنظمة، "سجلا واسعا ومروعا من انتهاكات حقوق الإنسان، وبينها الإعدام والاعتقالات التعسفية والاحتجاز دون محاكمة والتعذيب وقمع حرية التجمع وحرية التعبير والتمييز على أساس الجنس وتجريم أفراد مجتمع الميم (الشواذ جنسيا)، كما تقاتل قواتها في اليمن المجاور، حيث ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات محتملة للقانون الإنساني".
وعادة ما تنفي الرياض صحة الاتهامات لها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان داخل المملكة، وتقول إنها تدعم قوات السلطة الشرعية في اليمن بناء على طلب من الرئاسة اليمنية لمواجهة انقلاب جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، على السلطة.
وأردفت المنظمة أن "المملكة أنفقت مؤخرا، من خلال صندوق الاستثمارات العامة إلى حد كبير، مليارات الغسيل الرياضي (أي تحسين السمعة) من خلال شراء البطولات والأحداث ونوادي كرة القدم لصرف الانتباه عن هذا الكتالوج الرهيب من الانتهاكات".
ومصطلح الغسيل الرياضي (Sportswashing) يشير إلى استخدام حكومات الأحداث الرياضية رفيعة المستوى لإبراز صورة إيجابية عن بلدها أمام بقية دول العالم وصرف الانتباه عن قضايا حقوقية.
وقالت كالامارد إن "هذه الأرباح غير العادية وأي دخل مستقبلي مستمد من أرامكو لا ينبغي استخدامه لتمويل انتهاكات حقوق الإنسان أو التستر عليها أو محاولة التعتيم عليها عبر الغسيل الرياضي".
وأضافت أنه "يجب استخدام أرباح أرامكو لصالح كوكب الأرض وشعوبه. يمكن للأرباح تمويل انتقال عادل وقائم على حقوق الإنسان إلى الطاقة المتجددة وزيادة تحسين حياة المواطنين السعوديين العاديين".
المصدر | أمنستي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد