كيف تقوض دبلوماسية بايدن التحالف الأمريكي الخليجي؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 697
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

"عندما تصبح السياسة الخارجية الأمريكية أكثر قابلية للتنبؤ، سيعرف حلفاء دول الولايات المتحدة من دول مجلس التعاون الخليجي أين يقفون وماذا يتوقعون، على عكس العلاقة المتوترة التي كانت تربطهم بواشنطن مؤخرًا".

هكذا يخلص تحليل لموقع "عرب ويكلي"، أن الخلافات السياسية بين الحلفاء أمر طبيعي، لكن الشيء غير الطبيعي هو التقلبات غير المتوقعة للولايات المتحدة في علاقاتها مع دول الخليج".

ويضيف: "هناك أيام تكون فيها العلاقات الأمريكية ملزمة بالمبادئ، وخاصة حقوق الإنسان، ثم هناك أيام أخرى تنسى فيها الولايات المتحدة حقوق الإنسان، وتطالب أعضاء مجلس التعاون الخليجي بتصدير أكبر قدر ممكن من النفط، وفي كلتا الحالتين، تصعد الولايات المتحدة بسرعة لتهديدات إنهاء مبيعات الأسلحة".

ويتابع التحليل: "مهما كانت سياستها الخليجية، يجب أن يكون نهج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن متماسكًا"، لافتا إلى أنه منذ أن تولى منصبه "لم يكن الأمر كذلك".

ويشير التحليل إلى أنه "على الرغم من التزامها بأمن دول مجلس التعاون الخليجي وحرية الملاحة في الخليج، وهو ممر مائي يتم من خلاله شحن ربع الطاقة العالمية، إلا أن الولايات المتحدة لم تتمكن من اعتراض الهجمات الإيرانية المتتالية على السفن الدولية أو وقف قرصنة طهران".

ويضيف: "لم ترد أمريكا بشكل عقابي على سنوات من العدوان الإيراني في البحر وعبر الشرق الأوسط، ولم تظهر ما يكفي من القوة لردع طهران عن ارتكاب هذه الأعمال".

وبناء على ذلك، وحسب التحليل "يثير عدم استعداد واشنطن لوقف التنمر الإيراني من هذا النوع أسئلة محرجة حول ما يفيد شركاء واشنطن الخليجيين في الخروج من تحالفهم مع الولايات المتحدة".

وعلى هذا المنوال، يبدو أن بيانًا مشتركًا بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماع الشهر الماضي، قد قلل على ما يبدو من التزام أمريكا بأمن الخليج.

وجاء في البيان أن "الدبلوماسية ظلت الطريقة المفضلة للتعامل مع سياسات إيران المزعزعة للاستقرار والتصعيد النووي بطريقة مستدامة".

ويعلق التحليل على ذلك بالقول إن "ربط أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار بالدبلوماسية هو أمر غير معقول، إن لم يكن مستحيلًا تمامًا، نظرًا لأن إيران رفضت مناقشة أي قضايا لا تتعلق ببرنامجها النووي مع القوى العالمية".

وانتقد التحليل التزام بايدن بإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي حد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات، قبل فشل فريق بايدن في إحراز تقدم في المحادثات، حتى حذر مسؤولو البنتاغون مؤخرًا من أن إيران يمكنها الآن إنتاج ما يكفي من المواد لصنع قنبلة نووية في غضون 12 يومًا فقط.

ويقول التحليل: "هذا يجعل سياسة بايدن تجاه إيران تبدو بلا أسنان، ليس فقط لأن واشنطن تصر على الدبلوماسية، ولكن لأن هذه الدبلوماسية ليس لها جدول زمني أو مواعيد نهائية".

وبخلاف جولات المحادثات التي لا نهاية لها مع إيران في فيينا أو عواصم أوروبية أخرى، يبدو أن فريق بايدن قد نفد من الأفكار حول كيفية الدفاع عن حلفاء أمريكا الخليجيين، في تأكيد لما يخبر به النظام الإيراني جيرانه الخليجيين بأن الولايات المتحدة لن تنقذهم أبدًا، وأن الضمان الوحيد لأمنهم هو الانصياع لرغبات طهران، وفق التحليل.

لكن واشنطن تحاول إقناع دول مجلس التعاون الخليجي بأن تحالفها مع الولايات المتحدة يستحق العناء.

وفي أحدث استراتيجية للأمن القومي، قالت إدارة بايدن إنها بدلاً من القوة العسكرية "ستعزز قدرة الشريك" من خلال "تمكين التكامل الأمني ​​الإقليمي" و"تمكين شركائنا من الدفاع عن أراضيهم".

ويضيف التحليل: "يتطلب تمكين دفاعات الشركاء، على أقل تقدير، ضمان تدفق مستمر للأسلحة، وهو أمر يستخدمه الديمقراطيون الأمريكيون ضد دول الخليج كأداة سياسية".

ويتابع: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد بناء القدرات الدفاعية لحلفائها، فلا ينبغي أبدًا أن تكون إمدادات الأسلحة قابلة للمساومة، لا سيما بالنظر إلى أن أمريكا لا تقدم هذه الأسلحة مجانًا، ولكن مقابل مبالغ طائلة من المال".

ويزيد: "إذا لم تكن واشنطن على استعداد لبيع الأسلحة الدفاعية لهذه الدول، فقد ترغب عواصم الخليج في جلب مقاولي الدفاع في مكان آخر".

قبل أن يختتم التحليل بالقول: "كلما قل رغبة الولايات المتحدة في الانخراط في الشؤون العالمية، كلما أصبحت أكثر واقعية عند التعامل مع العالم، ويجب أن تتعامل واشنطن مع الدول أو الأصدقاء أو الأعداء، كما هم، وليس كما تحبهم الولايات المتحدة".

وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة ودول خليجية فتوراً، في السنوات القليلة الماضية، في مقابل تقارب خليجي صيني، وسعي دول مجلس التعاون مع دول أخرى في مجالات عسكرية واقتصادية، وهو ما جعل واشنطن تسعى لإعادة العلاقات على ما كانت عليه في السابق مع دول المجلس.

وفي صيف العام الماضي، أكد "بايدن"، أن الولايات المتحدة "لن تتخلى عن الشرق الأوسط"، وذلك على هامش زيارته للمنطقة في جولة شملت السعودية وشهدت قمة خليجية أمريكية بحضور قادة عرب آخرين.

 

المصدر | الخليج الجديد