معهد إيطالي: دور مهم للسعودية والإمارات في تسهيل الاتصالات بين روسيا والغرب
أثبتت السعودية والإمارات أنهما مفيدان للغرب، وبإمكانهما لعب دور مثمر في تسهيل اتصالات القنوات الخلفية المستقبلية بين أعضاء الناتو وروسيا التي تهدف إلى انتهاء الحرب في أوكرانيا.
وحسب تحليل نشره المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، فإذا تحقق هذا السيناريو، فسيكون من الصعب إنكار أن الصراع الروسي الأوكراني عمل على تعزيز الرافعة الدبلوماسية لدول مجلس التعاون الخليجي على المسرح الدولي.
يقول التحليل، إن دول مجلس التعاون الخليجي سعت منذ اليوم الأول إلى تجنب أن تكون منحازة في هذا الصراع، حيث تعتبرها حربًا أوروبية معقدة من الحكمة أن تستجيب لها بمواقف محايدة نسبيًا.
وعلى الرغم من تصويت دول مجلس التعاون الخليجي الست لصالح قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدين غزو روسيا واحتلالها وضم الأراضي الأوكرانية، لم ينفذ أي من عقوبات الغرب ضد موسكو على أراضي الخليج.
ويسلط استمرار العلاقات العربية الروسية الروسية في مختلف المجالات منذ فبراير/شباط 2022 الضوء على تصميم دول مجلس التعاون الخليجي على منع حرب أوكرانيا من التسبب في علاقاتها مع موسكو للتدهور.
كما أن المدى الذي احتضنت فيه الملكية العربية الخليجين المواقف المحايدة نسبيًا تجاه الحرب، يوضح استقلالهم المتزايد عن واشنطن وتصميم على تأكيد استقلالهم.
وعلى الرغم من أن أعضاء مجلس التعاون الخليجي يشاركون في الرغبة الشاملة في الحفاظ على مواقف محايدة إلى حد ما، فإن ردود هذه الولايات الست على الحرب لم تكن متطابقة.
كان قطر والكويت أكثر توافقًا قليلاً مع الغرب من حيث إدانة غزو روسيا الصريح.
في المقابل، بذلت الإمارات والسعودية والبحرين وعمان، جهودا أكثر لتجنب اللغة أو الأفعال التي يمكن أن تزعج المسؤولين في موسكو.
ولم تشر هذه البلدان الأربع إلى العدوان الروسي ضد أوكرانيا على أنها "غزو"، ويدعون جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب للتفاوض على تسوية.
يقول التحليل، إنه "يجب فهم رد فعل دول مجلس التعاون الخليجي على عدوان روسيا ضد أوكرانيا في سياق جيوسياسي أوسع، فعلى مدار العديد من الإدارات الأمريكية، فقدت دول الخليج العربية الثقة في قدرة واشنطن واستعدادها للعمل كضامن أمنية فعال".
في هذا السياق من الأسئلة المفتوحة المحيطة بالتزامات الولايات المتحدة على المدى الطويل تجاه الخليج، تحاول دول الخليج تنويع شراكاتها الدولية، وبالتالي، فإن المماليك العربية الخليجية أصبحت تنظر إلى موسكو على أنها عمود متزايد الأهمية في عالم أكثر تعددية.
ويشير التحليل إلى أنه بعد مرور عام على حرب أوكرانيا، لا يزال هذا التوازن في علاقات الخليج الروسية تتزايد، لافتة إلى أنه مع دخول حرب أوكرانيا عامها الثاني من المتوقع أن تعزز دول الخليج توافقتها أكثر مع روسيا.
ويختتم: "من الصعب التنبؤ كيف يمكن أن تؤثر الشراكات بين دول الخليج وروسيا على مكانة دول مجلس التعاون الخليجي في الغرب"، خاصة أن رفض الرياض وأبوظبي التخلي عن مواقفهما المحايدة نسبيًا تجاه الحرب الأوكرانية كان سببا في توتر علاقاتهما مع واشنطن".
المصدر | المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية/ ترجمة وتحرير الخليج الجديد