من النفط إلى بريكس.. هل تشكل السعودية تهديدا للنظام العالمي الذي تقوده أمريكا؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 599
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

"هل تتسبب السعودية في هز الأسس في النظام العالمي السائد الذي تقوده واشنطن؟".. بهذا التساؤل حاول موقع "مودرن دبلوماسي" البحث عن تداعيات تغير السياسة السعودية، لاسيما منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لافتا إلى أن واشنطن بدأت تشعر بالقلق بالفعل من هذه التغيرات.

وأوضح الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن هناك خطوتين ميزتا تحرك السعودية عالميا في هذا الإطار، الأولى هي رفضها زيادة إنتاج النفط بطلب أمريكي، بل وإقرارها خفض الإنتاج عبر قرار اتخذته منظمة "أوبك+"، أما الثانية فهو توجه المملكة للانضمام إلى  تكتل "بريكس"، والذي يضم روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، وهو توجه من شأنه أن يؤثر سلبا على نظام الـ"بترودولار" الذي صبغ العلاقات بين الرياض وواشنطن.

وأشار التقرير إلى أن واشنطن شعرت بالدهشة "وارتفع حاجبي" الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عندما فوجئ بالرياض تفعل عكس ما طلبه منها، حيث طالبها كشريك موثوق لبلاده بزيادة تدفق النفط منعا لحدوث تأثيرات سلبية بعد وقف روسيا للإمدادات إلى أوروبا، لدرجة أن تحليلات تحدثت عن تخلي السعودية عن ولائها للولايات المتحدة.

وتسبب القرار السعودي باشتعال أسعار الوقود، والتي لم تنخفض بشكل كاف حتى الآن، ما يهدد بتوقف أو تخفيض العمليات الصناعية للدول الرئيسية، بما فيها الولايات المتحدة، وبالتالي يؤثر بشكل كبير على إجمالي الناتج المحلي للولايات ودخل الفرد، وستؤدي نقاط الضعف في الوضع الاقتصادي بالتأكيد إلى الفوضى وعدم الاستقرار الداخلي.

الجانب الآخر المهم لهذا النقاش، بحسب التقرير، هو رغبة السعودية في الانضمام إلى تكتل "بريكس".

ويضيف: "كأكبر مصدر للنفط في العالم، لعبت المملكة العربية السعودية دورًا مركزيًا في نظام البترودولار، حيث استخدمت الدولة الخليجية احتياطياتها النفطية الهائلة للحفاظ على تأثير قوي على الاقتصاد العالمي، والتزمت إلى حد كبير بممارسة بيع النفط مقابل الدولار الأمريكي حصرا".

وقد ساعد هذا في ضمان استمرار الطلب العالمي على الدولار، وساهم في وضعه كعملة عالمية مهيمنة.

وتتمثل إحدى النتائج المحتملة لانضمام السعودية إلى "بريكس" في إمكانية موافقتها على استخدام عملة مختلفة لتجارة النفط، مثل اليوان الصيني أو عملة جديدة خاصة لاستخدامها من قبل دول "بريكس".

وقد يؤدي هذا إلى انخفاض الطلب العالمي على الدولار الأمريكي وربما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي.

وفي حين يصعب الجزم ما إذا كان هذا التحول مدفوعًا بمصالح اقتصادية أو استراتيجية، فمن الواضح أن هذه الخطوة تمثل مصدر قلق خطير للولايات المتحدة ولديها القدرة على التأثير بشكل كبير على النظام العالمي المعاصر بقيادة واشنطن.

 

المصدر | سيد إنعام نقفي - مودرن دبلوماسي / ترجمة وتحرير الخليج الجديد