كيف اقتربت الرياض من بكين دون أن تدير ظهرها لواشنطن؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 827
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كرست زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" للسعودية التقارب بين البلدين، وجسدت سعي المملكة إلى تحقيق توازن بين بكين وواشنطن حليفتها التقليدية.

ودعا "شي جين بينغ" إلى إقامة علاقات وثيقة وأمنية وفي مجال الطاقة، خلال اجتماعي قمة في السعودية مع الدول العربية في الخليج، المنطقة الغنية بالمحروقات، وتعتبر منذ فترة طويلة باحة خلفية للولايات المتحدة.

كما وقع حوالى 40 اتفاقية مع القادة السعوديين في مختلف المجالات، من الهيدروجين إلى الإسكان.

لكن الغياب الواضح لاختراقات في القضايا الحساسة مثل الدفاع والاتصالات، يفترض أن يسمح بتهدئة مخاوف الولايات المتحدة التي لم تتردد في التحذير من "بعض الشراكات" المحتملة التي يمكن أن تضر بالعلاقات الأمريكية السعودية.

ومنذ عقود، تربط السعودية والولايات المتحدة شراكة تسمى "النفط مقابل الأمن".

وتضمن الرياض إمدادا وافرا من النفط بينما تعد واشنطن بتقديم دعمها العسكري من خلال مبيعات الأسلحة الضخمة خصوصا.

إلا أن هذه العلاقات التاريخية توترت خصوصا بشأن قضية انتهاكات حقوق الإنسان والنفط.

وأعلن الأمريكيون الغاضبون من الانخفاض الأخير في الإنتاج النفطي لتحالف "أوبك+" أنهم يراجعون علاقتهم مع السعودية.

ويضم تحالف "أوبك+" الدول الـ13 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، بقيادة السعودية وشركاءها العشرة بقيادة روسيا.

والأربعاء، وفي منتصف زيارة "شي" للرياض، قال البيت الأبيض أيضًا إنه "يدرك التأثير المتزايد" للصين في الشرق الأوسط، غير الملائم، حسب قوله، "للحفاظ على" النظام الدولي".

لكن واشنطن أوضحت أنها لم تطلب من "أي دولة أن تختار بين الولايات المتحدة والصين".

وأعلنت الرياض أنها لا تنوي القيام بذلك.

وقال وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان" الجمعة: "سنواصل العمل مع جميع شركائنا (...) لا نؤمن بالاستقطاب".

وأضاف أن "المنافسة شيء جيد" مؤكدا أن بلاده ستواصل الحفاظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة "في جميع المجالات".

ومع الصين، الشراكة أحدث، فقد كانت السعودية آخر دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة الآسيوية في بداية تسعينات القرن الماضي، ولم تشهد العلاقات انتعاشا إلا في السنوات العشرين الأخيرة وتتركز خصوصا على مجال الطاقة.

والصين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم والسعودية أكبر مصدر له. وشكل نفط السعودية وحده 17% من الواردات الصينية في 2021.

ويشير "ناصر التميمي" الخبير في العلاقات الخليجية الصينية في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، إلى أن الرياض تخوض حاليا "بحذر كبير" مجالات تشكل مصدر قلق أكبر لواشنطن، بما في ذلك الدفاع والاتصالات والطاقة النووية.

وخلال قمة دول مجلس التعاون الخليجي والصين الجمعة، أعرب "شي" عن رغبته في أن "يستكشف" مع الدول العربية "مجالات عمل جديدة مثل الطيران والفضاء والاقتصاد الرقمي واستخدام الطاقة النووية السلمية".

وتسعى الدولة الآسيوية العملاقة خصوصا إلى إنعاش دائرة نفوذها وتوسيعها ولا سيما عبر مبادرة "طرق الحرير الجديدة"، وهي مشروع استثماري دولي ضخم.

من جهتها، تسعى دول الخليج إلى تنويع علاقاتها الاستراتيجية وتقليل اعتماد اقتصاداتها على المحروقات.

ويشير الباحث في معهد بيكر التابع لجامعة رايس "كريستيان أولريكسن" إلى أن "الفكرة الأساسية هي أن دول الخليج لا تنظر إلى العلاقات مع الولايات المتحدة والصين على أنها لعبة محصلتها صفر، وتؤكد مصالحها الخاصة بطرق لا تتطابق بالضرورة مع مصالح واشنطن".

 

المصدر | فرانس برس