التوتر مع أمريكا يسيطر على أول أيام "دافوس الصحراء" في السعودية
سيطر التوتر بين السعودية وأمريكا على أول أيام فعاليات النسخة السادسة من "مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقدة في الرياض، والمعروفة باسم "دافوس الصحراء".
وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير "عبدالعزيز بن سلمان" إن المملكة "قررت أن تكون الطرف الأوعى" خلال أزمتها الأخيرة مع الولايات المتحدة، والتي اندلعت عقب قرار تحالف "أوبك+"، الذي تتزعمه الرياض، بخفص إنتاج النفط، فيما قال مواطنه وزير الاستثمار "خالد الفالح"، إن الخلاف الحالي بين واشنطن والرياض "عابر".
وأوضح "بن سلمان"، في كلمة ضمن فعاليات المؤتمر، الثلاثاء، أن المملكة تتواصل "مع العديد من الحكومات الأوروبية بخصوص الأزمة الحالية"، منوها إلى أن "الأزمة الحالية قد تكون أسوأ أزمة للطاقة".
وأضاف أن "الأمر لا يتعلق بالركود بل يتعلق بمدى خطورة الركود".
وأشار إلى أن "السعودية هي أكثر مورد للنفط يمكن الاعتماد عليه"، مؤكدا: "شركة أرامكو كانت تزود أوروبا العام الماضي بنحو 490 ألف برميل، لكن الكمية بلغت في سبتمبر الماضي 950 ألف برميل".
ولدى سؤاله حول توتر العلاقات مع واشنطن، أجاب الوزير بالقول إن المملكة قررت أن تكون "الطرف الأوعى"، وفقا لتصريحات نقلتها "رويترز".
من جهته، أكد وزير الاستثمار السعودي، "خالد الفالح"، في تصريحات أمام المؤتمر، أن الخلاف بين واشنطن والرياض "عابر".
وقال "الفالح"، أمام المسؤولين التنفيذيين العالميين والمستثمرين والمسؤولين الحكوميين السعوديين، إنه "على المدى الطويل نحن حليفان قويان... سنجتاز الخلاف الأخير الذي أعتقد أنه كان غير مبرر، وآمل أن يكون سوء تفاهم".
ولفت إلى الروابط القوية بين البلدين في مجالات الشركات والتعليم والعلاقات بين الأفراد.
وفي سياق متصل، قالت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، الأميرة "ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود"، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن الرياض وواشنطن تجاوزاتا خلافات في الماضي، مشيرة إلى أن الأمر ذاته سيحصل فيما يخص التوتر الأخير.
وأوضحت السفيرة، حسب مقتطفات من المقابلة، نشرتها مذيعة القناة، "بيكي أندرسون"، الثلاثاء: "من الواضح أننا وصلنا إلى نقطة الخلاف، وقد حاول الكثير من الناس تسييس ذلك، لكنك تسمعينه من أصحاب الأمر الآن. الأمر ليس سياسيا، وإنما هو اقتصادي بحت ويستند إلى خبرة 40 أو 50 عاما من تحديد خريطة التوجهات. نحن لا ننخرط في سياسة أي شخص. نحن نشارك ببساطة كميزان قوى وعامل استقرار للاقتصاد من خلال سوق الطاقة كما فعلنا ذلك تاريخيا".
وعن الاتهامات التي وجهتها الإدارة الأمريكية للسعودية بـ"الانحياز لروسيا" بعد خطوة "أوبك+"، قالت السفيرة في المقابلة، التي ستذاع كاملة في وقت لاحق الثلاثاء: "لدى المملكة سياسة التعامل مع الجميع، أولئك الذين نتفق معهم، والذين لا نتفق معهم".
وشددت على أن العلاقة التي تربط السعودية بروسيا هي التي سمحت بإطلاق سراح أسرى حرب، من بينهم أمريكيون.
وأضافت: "نحن ننظر إلى دورنا كوسيط ومحاور"، مشيرة إلى الدعم الإنساني الذي قدمته الرياض لأوكرانيا فيما يخص المساعدات ودعم اللاجئين، وقالت إن "هذه هي قيمة مشاركتنا. هل هذا انحياز لروسيا؟ لا".
وأكدت أن "الخلاف أمر لا بأس به.. لقد اختلفنا في الماضي، واتفقنا في الماضي، ولكن الشيء المهم هو إدراك قيمة هذه العلاقة".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت المملكة قادرة على الاستغناء عن الولايات المتحدة، قالت: "لا يمكن للعالم الاستغناء عن العلاقة مع الولايات المتحدة. لا شك في ذلك. الولايات المتحدة هي الولايات المتحدة، لمدة 80 عاما كانت حليفنا الاستراتيجي، ولمدة 80 عاما كانت شريكنا. أسمع الكثير من الناس يتحدثون عن إصلاح أو مراجعة العلاقة، وأعتقد في الواقع أن هذا أمر إيجابي، هذه المملكة ليست المملكة التي كانت عليها قبل 5 سنوات، إنها ليست المملكة التي كانت عليها قبل 10 سنوات".
وتابعت: "لذلك كل تحليل كان موجودا سابقا لم يعد ذا صلة، نحن دولة شابة، ولدينا قيادة شابة. لدينا طموح وهدف للتعامل مع العالم بطريقة لم نفعلها من قبل".
المصدر | الخليج الجديد + متابعات