كيف عزل محمد بن سلمان والده عن العالم وزوجته وأبنائه؟
وقال مجتهد في سلسلة تغريدات على “تويتر”: “غيّر (محمد بن سلمان) الكوادر المهمة في الحرس الملكي وانتقى بإشرافه الشخصي من نخب الحرس الوطني ووزارة الدفاع ليحلوا محل الحرس القديم”.
وأضاف: “اختار من هؤلاء مجموعة للبقاء مع الملك وألزمهم بنظام خاص يمنع تواصلهم مع أي جهة إلا بإذن شخصي منه”.
وتابع: “أبعد الفريق القديم الذي كان له صلات قوية مع الأمراء والشخصيات المهمة وأحال ٣٠ من كبار ضباط الحرس للمحاكمة بحجة الفساد وفي مقدمتهم رئيسهم العوهلي”.
وأكمل: “اختار من الفريق الجديد من يظهر أمام الشاشات في المناسبات مع أن الحراسة الحقيقية تتم على يد طواقم من شركات أمريكية”.
واستطرد: “أبعد عددا من المرافقين القدامى للملك من الأخوياء والسُمّار واقتصر على مجموعة صغيرة لإشغال الملك بلعب البلوت على أن يبقوا مع الملك معزولين عن العالم تماما لمدة تصل إلى ٦ أشهر”.
وقال الحساب الشهير: “منع الأمراء والعلماء ومشايخ القبائل بمن فيهم أصدقاء الملك المقربين من الوصول إليه ومن كان لا بد أن يصل يؤخذ عليه تعهد أن يمدح الأوضاع ويمدح مبس أمام الملك ويتحدث عن منجزاته الوهمية، وإضافة لذلك يحضر مبس شخصيا عند مقابلة الملك أي شخص خارج دائرة المرافقين الدائمين”.
وأضاف: “كل الطواقم الآخرين من فنيين وعمال نظافة وأطباء وممرضين ممن يستطيعون مشاهدة الملك يمنعون تماما من مغادرة نيوم لعدة أشهر، واذا غادروها يلزمون بالبقاء في سكن خاص دون أي وسائل تواصل لعدة أشهر أخرى قبل أن يسمح لهم بالتحرك”.
وتابع: “منذ انتقال الملك إلى نيوم بداية كورونا لا يسمح له بالخروج من القصر إلا بعد منتصف الليل ليمشي على جسر خشبي يمتد لمسافة كيلومتر داخل البحر ينتهي بمجلس على البحر يلعب البلوت مع رفقائه إلى الفجر ثم يعود للقصر.. وفي نيوم سهل على مبس تكليف شركات الحراسة الأجنبية حيث تضاعف دورها”.
وأكمل: “منع مبس طاقم والده من تزويده بالسجائر إلا مرة واحدة خلال وجوده في البحر خوفا على رئته، وكلما احتج الملك قيل له الوضع خطير والناس معزولون في بيوتهم. الجدير بالذكر أن مبس رغم معاملته السيئة لوالده فهو يخشى وفاته لأنه غير مستعد حتى الآن لاحتمالات ردود الفعل على استلامه الملك”.
وذكر “مجتهد”: “طيلة عامين تقريبا في نيوم لم يسمح مبس لوالدته ولا لأي من إخوانه بزيارة الملك، وكان قد استثنى أخاه خالد من هذا المنع ثم منعه لاحقا لاسباب نذكرها لاحقا، وكلما انتشرت شائعة وفاة الملك حضر محمد ومعه بعض صغار الأمراء الهامشيين ليزوروا الملك ويلتقطوا بعض الصور للاستهلاك الإعلامي”.
وكتب: “للملك برنامج اتصال اسبوعي مع ابنه خالد وناصر الداود نائب وزير الداخلية بسبب علاقته السابقة معه من خلال إمارة الرياض، وكلاهما ملزم أن لا يخرج عن حدود وضعها مبس مع أنه يراقب هو شخصيا الاتصالات بنفسه.. هناك شخص ثالث نعتذر عن ذكر اسمه تجاوز النص فهدده مبس شخصيا وكاد أن يفتك به”.
وختم قائلا: “الخلاصة أن الملك معزول عن العالم ومعزول عن زوجته وأبنائه وأصدقائه ومع ذلك يحتاجه مبس حيا إلى أن يرتب أوضاعه لاعتلاء العرش”.
محمد بن سلمان يبلغ من العمر 36 سنة، ويحكم بلاده منذ حوالي خمس سنوات، ونادرًا ما شوهد والده الملك سلمان البالغ من العمر 86 سنة علنًا منذ سنة 2019، وحتى إن نجله بن سلمان ظهر للعلن مرات قليلة فقط منذ أن بدأ الوباء.
في الماضي، كان يظهر في كل مكان، في جولة دعائية لا تنتهي للترويج لخطته لتحديث مملكة والده، لكن بعد وقت قصير من مقتل الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست”، جمال خاشقجي، سنة 2018، قلص محمد بن سلمان من عدد رحلاته، وذلك بعد أن خلُصَت وكالة المخابرات المركزية إلى أنه أمر بقتل خاشقجي، قبل أن يخرج في جولة مؤخرا شملت اليونان وفرنسا.
واكتسب محمد بن سلمان بالفعل سمعة سيئة عن وحشيته؛ ففي سنة 2017، جمع مئات من أفراد عائلته وغيرهم من الأثرياء السعوديين وسجنهم في فندق ريتز كارلتون بالرياض بتهم فساد غير رسمية، وقد أكد مقتل خاشقجي وجهة نظر ثابتة عن ولي العهد باعتباره متوحشًا وقاسيًا ومختلًّا عقليًّا؛ وفق الكثير من الكتاب الغربيين.