“بلغ السيل الزبى”.. غضبٌ شعبي عارم بعد تواصل الاعتداء على المصريين العاملين في الخليج..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 737
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:

حوادث فردية أم ظاهرة إجرامية؟

بهذا التساؤل ثار الجدل الصاخب على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان أمس عن حادثة إطلاق أحد السعوديين النار على طبيب مصري بسبب قيامه بعمله في تشريح جثة أخيه!

الحادثة جاءت بعد أيام معدودات من قيام مواطنة سعودية بإطلاق الرصاص الحي على أحد الصيادلة وقتله شر قِتلة بسبب رفضه صرف أحد الأدوية دون روشتة.

هاشتاج حمل عنوان ” أيمن عبد السلام “- اسم الطبيب المصري المعتدى عليه- تصدر مواقع التواصل الاجتماعي وسط غضب كان شره مستطيرا.

 

وزارة القوى العاملة تعلق

وزير القوي العاملة المصري محمد سعفان كشف عن التفاصيل الكاملة حول إصابة طبيب مصري بالأمس بثلاثة أعيرة نارية في صدره، فضلا عن ضربه بساطور في ذراعه على يد سعودي من أبناء منطقة القصيم، وتم إجراء العمليات الجراحية اللازمة واستخراج الطلقات النارية.

وأضاف أنه بحالة جيدة، وقد تم إلقاء القبض على الجانى، لافتا إلى أن مكتب التمثيل العمالي بالقنصلية العامة المصرية بالرياض يتابع حالة الطبيب مع أسرته المتواجدة حالياً معه بالسعودية لحين خروجه سالما من المستشفى والحصول على كافة حقوقه.

وقال هيثم سعد الدين المتحدث الرسمي والمستشار الإعلامي لوزارة القوى العاملة : إن محمد سعفان وزير القوى العاملة، وجه الملحق العمالي أحمد رجائي رئيس مكتب التمثيل العمالي التابع للوزارة بالقنصلية العامة المصرية بالعاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بالتواصل مع الطبيب المصري المعتدى عليه بمنطقة القصيم، وإبلاغه تمنياته بالشفاء العاجل، وحرصه وتوجيهاته للمكتب بمتابعة كافة حقوق الطبيب المصرى بالتنسيق مع القنصلية المصرية بالرياض والتى تتابع الحادث فور حدوثه ، كما تتابع سير التحقيقات مع الجاني لحفظ حقوق الطبيب المصاب.

وأضاف المتحدث الرسمي ، أن الوزير تلقى تقريرا عاجل من الملحق العمالي أحمد رجائي شرح فيه تفاصيل الواقعة ، حيث أشار إلي أن الطبيب المصري المصاب يدعى أيمن عبدالسلام محمد رزق ويعمل بوزارة الصحة السعودية مديراً بمركز السموم بمنطقة القصيم ، شمال المملكة العربية السعودية، ويبلغ من العمر 60 عاما، وقد تعرض لحادث اعتداء من أحد الأشخاص من أبناء منطقة القصيم على خلفية وفاة أخيه لوجود شبهة جنائية في الوفاة، قررت النيابة العامة تشريح الجثمان، وتنفيذاً لقرار النيابة قام الطبيب الشرعي بالتشريح وإعداد التقارير.

ونوه رئيس مكتب التمثيل العمالي أن الطبيب أيمن عبدالسلام لم يباشر تشريح تلك الحالة بنفسه، ولكن تم الاعتداء عليه فى مقر عمله ظناً من الجانى أن الطبيب المصرى هو من قام بتشريح جثمان أخيه، وقد باغته الجاني بإطلاق ثلاثة أعيرة نارية فى صدره، وعند سقوطه على الأرض قام الجانى بإخراج ساطور وضربه به ، إلا أن الطبيب تلقى تلك الضربات على ذراعه مما تسبب فى كسر الذراع وسيخضع غداً بمشيئة الله لجراحة في الذراع .

وأوضح الملحق أحمد رجائي ، أنه تم إجراء العمليات الجراحية اللازمة للطبيب واستخراج الطلقات النارية والحمد لله أنه بحالة جيدة، وقد تم إلقاء القبض على الجانى وإيداعه التوقيف، وجرت التحقيقات اللازمة من السلطات السعودية، كما تم تفريغ كاميرات المراقبة بالمركز.

وتتابع جميع الجهات المعنية بالمملكة العربية السعودية تطورات تلك الحادثة المؤلمة نظراً لكون الطبيب المصري المعتدى عليه أحد كوادر وزارة الصحة السعودية ومديرا لمركز السموم، وطبيبا شرعياً يقوم بأداء مهام وظيفته الرسمية.

وأكد رئيس مكتب التمثيل العمالي أنه جارى المتابعة مع الطبيب المصرى وأسرته المتواجدة حالياً معه بالسعودية لحين خروجه سالما من المستشفى والحصول على كافة حقوقه.

 

المصريون في الخليج

السفير فرغلي طه يقول إنه ليس من الذين يسعون إلى إثارة الخلافات فى علاقات مصر مع أى دولة عربية ، مشيرا إلى أن عنده مشكلة قديمة حديثة مع معاملة المصريين فى بعض الدول العربية والخليجية بصفة خاصة لأن بها عمالة مصرية كثيرة ، لافتا إلى أنه تحدث عنها مرارا دون جدوى .

وأضاف السفير طه أن المشكلة ذات أبعاد كثيرة منها: استغلال مواطني وسلطات بعض الدول لحاجة المصرى المالية للعمل لديهم ، مع أن المصرى يؤدى عملا هاما فى تلك الدول فى البناء والزراعة والمحاسبة والتعليم والطب والقضاء والأمن والإعلام .

وقال إن الغريب أن هذه الدول ومواطنيها لا يسيئون معاملة مواطنى دول أخرى يعملون لديهم بنفس درجة الإساءة للمصريين والسبب هو قوة وقدرة دفاع أى دولة عن مواطنيها وحقوقهم هناك .

ولفت إلى أن ذلك يحدث فى حين أن الدول العربية يعامل مواطنوها فى مصر بكل العدل والكرم الزائد ، فضلا عن تمسك دولهم بحقوقهم بل واتخاذ إجراءات غير قانونية لتجاوز القانون المصرى وانتهاك حقوق المصريين فى بلدهم مصر لصالح مواطنى تلك الدول .

ويخلص السفير طه إلى أن السبب هنا أيضا هو دولتنا المصرية التى تفرط فى حق مواطنيها خاصة فى عهود ما بعد عبد الناصر رحمه الله، مشيرا إلى أن

حوادث قتل المصريين تعددت فى السنوات الأخيرة فى دول مثل الكويت والسعودية ، وفى معظم تلك الحوادث كان كل ذنب المصرى أنه ينفذ القانون ويؤدى عمله بإخلاص وهو أمر يراه مواطنو تلك الدول كثيرا عليهم ، فى حين أنهم لا يستطيعون قتل مواطنى دول أخرى بداية من أمريكا وأوروبا حتى الفلبين والهند وبنجلاديش .

وقال طه إن السبب هو هوان حكومات بلدنا وتفريطها فى حقوق مواطنيها .. ولم يكن الفقر والحاجة للمال يوما سببا للتفريط لدى دول فى مثل ظروفنا منها اليمن والسودان وتونس وسوريا والفلبين والهند وبنجلاديش .. !!

وقال إنه فى مثل تلك الحالات التى يقتل فيها المصريون وتؤكل حقوقهم وتهان كرامتهم ، لا نسمع صوتا للدولة المصرية ولا الإعلام المصرى ، ولا وزارة الهجرة التى يعجبها فقط السفر والمؤتمرات التافهة والأفكار التافهة ، فى دول أخرى البحث عن الرفاهية والانفاق السفيه ومنح الجوائز والأوسمة للمعارف والأصدقاء ، فى أمريكا وكندا وانجلترا واستراليا وفرنسا وغيرهم .. ! ولفت إلى أنه طالب من قبل ولا يزال يطالب بمعاملة مواطنى أى دولة بمثل ما تعامل به مواطنينا ، وقال إن علاقاتنا مع أى دولة لابد أن يكون أهم بند فيها هو حقوق مواطنينا لديها ، ومثلما نحرص على علاقاتنا معهم فإن لهم معنا مصالح ومواطنين لابد من أن يحرصوا عليها ..!

واختتم مؤكدا أن أن من يهن يسهل الهوان عليه، ومن هان على نفسه هان على غيره .

 

رحم الله عبد الناصر

في ذات السياق قال أحمد وهدان إنه بمناسبة ذكرى ثورة يوليو اليوم كانت كرامة المصري محفوظة ومصانة في كل دول العالم وأردف: رحم الله جمال عبد الناصر .

 

ثاني حالة!!

من جانبه قال الإعلامي سامي كمال الدين إن إطلاق ‏مواطن سعودي الرصاص على الطبيب المصري أيمن عبد السلام اعتراضا على تشريح جثة شقيقه في مركز سموم القصيم

والسلطات السعودية يعد ثاني حالة قتل في شهر لطبيب مصري.

وأضاف كمال الدين أن الأطباء يعتدى عليهم في كل مكان من مصر و تركيا إلى السعودية.

واختتم متسائلا: من يحمي الطبيب الذي ينقذ الأرواح من إزهاق روحه؟!

 

ماذا لو كان أمريكيا؟

السؤال الذي فرض نفسه: ماذا لو كان الطبيب أمريكيا؟

هل كان يجرؤ أحد كائنا من كان على الاعتداء عليه، والنيل منه؟!

 

السفارات المصرية

في ذات السياق ذهب البعض إلى أن السفارات المصرية لاتمثل خارج مصر إلا نفسها ..وتلهث خلف مصالحها الشخصية وينبغي إعادة النظر في وزارة الخارجية ووزارة الهجرة ..وإعادة التقييم للسفارات والعاملين فيها ومدى ارتباطهم ببلدهم ومدى تمثيلهم لمصالحها واحترام سيادتها.

فهم دور السفارات السفير طه رد بقوله إنه يجب فهم حدود دور السفارات وما يمكنها القيام به، مشيرا إلى أن أسوأ ما فى المصريين هو التحامل على السفارات لأنهم لا يستطيعون نقد الوزراء ولا رأس السلطة ولا وزارتى الدفاع والداخلية والمخابرات التى معظم أمور المصريين تتعلق بهم ، واتخاذ القرارات بحماية المصريين يتم فيهم بالتنسيق وباوامر من رئيس الدولة .

بلغ السيل الزبى

الجميع عبر عن غضبه من تكرار حوادث الاعتداء على المصريين فى الخليج، وذكّر أحدهم بالمثل الشهير ” بلغ السيل الزبى “.