الهدنة على عتبة الانتهاء: محاولات استنقاذ أخيرة
صنعاء | في الوقت الذي تُناقش فيه «الرباعية الدولية» في سلطنة عمان، إمكانية تمديد الهدنة الإنسانية والعسكرية السارية في اليمن لمدّة ستّة أشهر جديدة، تُواصل حركة «أنصار الله» مساعيها لإحداث اختراق في جدار الهدنة التي أوشكت على الانتهاء، من دون تحقيق أيّ تقدُّم في بند الطرقات المغلقة في تعز والمحافظات الأخرى. وفي هذا الإطار، أعلنت سلطات صنعاء، الخميس الماضي، فتح طريق الخمسين - الستّين غربي مدينة تعز لتسهيل حركة المواطنين من جانب واحد، إلّا أن اللجنة التي تولّت هذه المهمّة تعرّضت، وفق معلومات «الأخبار»، لهجوم مباغت من قِبَل ميليشيات «الإصلاح» التي منعت مرور المواطنين من الطريق التي تربط أطراف المدينة بعضها ببعض، ويستغرق عبورها أقلّ من نصف ساعة. وأضافت المصادر نفسها أن السلطات المحلّية الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، وتحت الضغط الشعبي، سارعت إلى فتح طريق كلابة - جولة سوفتيل شرقي المدينة، والمؤدّية إلى منطقة الحوبان، مُدرِجةً ذلك في إطار تنفيذ مقترحات المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، وقائلة إن الطريق التي عمدت سلطات صنعاء إلى فتحها ترابية ووعرة وفرعية، وإنه لا يمكن لها أن تتعاطى مع هذه المبادرة.
في المقابل، أوضح مصدر في السلطة المحلّية الموالية لصنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن فتح الطريق المذكورة يأتي في إطار «حُسن النوايا»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة جاءت بعدما قامت الجهات المعنيّة بإزالة الألغام وكافة مخلّفات الحرب والحواجز العسكرية من المعبر، لافتة إلى أن اللجنة العسكرية التابعة لصنعاء لا زالت تنتظر قيام الطرف الآخر بفتح الطريق من جانبه. وأكد المصدر نفسه أن «صنعاء أعادت تفعيل قنوات التواصل المحلّية مع الجهات الموالية للتحالف، ولديها الاستعداد الكامل لفتح طرقات أخرى في حال تثبيت الوضع والتجاوب مع مبادرة فتح طريق الخمسين - الستين». إلّا أن تلك الجهات لا تزال على رفضها التعاطي مع مبادرات حكومة الإنقاذ، ما لم يتمّ فتح طريق جولة القصر - الحوبان، والتي يقول «المجلس السياسي الأعلى»، من جهته، إن فتحها يستوجب إخلاء مدينة تعز من المليشيات المسلّحة.
واتّجهت صنعاء، أخيراً، إلى بدء حوار محلّي في تعز في محاولة منها للتوصّل إلى تفاهمات؛ إذ كلّفت قيادات ووجاهات موالية لها بالذهاب إلى المدينة وفتح قنوات تواصل مع نظرائهم في الجانب الآخر من الطريق التي عمدت إلى فتْحها. وتنفيذاً لذلك، التقى عضو «السياسي الأعلى»، سلطان السامعي، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية، محمود الجنيد، عدداً من وجهاء المحافظة ومشائخها، وناقشوا فتح طريق الخمسين - الستين، وصولاً إلى مدينة النور.